في خطوة استراتيجية جديدة تعكس ثقة المستثمرين العالميين في مناخ الأعمال بالمغرب، أعلنت مجموعة» ستيلانتيس» العالمية، أول أمس، عن إطلاق مشروع توسعة كبرى لمصنعها بمدينة القنيطرة، وذلك خلال حفل رسمي ترأسه رئيس الحكومة السيد عزيز أخنوش.
وتندرج هذه التوسعة في إطار الرؤية الملكية السامية الداعية إلى تعزيز السيادة الصناعية الوطنية، وتحويل المغرب إلى منصة صناعية متقدمة في مجال صناعة السيارات والطاقة النظيفة. وتشمل التوسعة مضاعفة القدرات الإنتاجية للمصنع بشكل لافت، حيث سترتفع قدرة تجميع المحركات إلى 350 ألف وحدة سنويًا في أفق 2030، أي ما يعادل ثلاثة أضعاف المستوى الحالي.
كما تهدف المجموعة من خلال هذا المشروع الطموح إلى رفع نسبة الإدماج المحلي إلى 75%، وهو ما يُجسّد التزامًا واضحًا بدعم الصناعة الوطنية، وتحقيق قيمة مضافة محلية حقيقية، تُمكّن من تعزيز تنافسية القطاع وتحقيق استقلالية اقتصادية أكبر.
وبحسب ما تم الإعلان عنه، يُتوقَّع أن تُوفر هذه الدينامية الصناعية أكثر من 3100 منصب شغل مباشر، وهو ما يُعد دفعة قوية لسوق العمل على مستوى جهة الرباط–سلا–القنيطرة، ويؤكد الدور المركزي لصناعة السيارات في خلق فرص الشغل وتحقيق التنمية المندمجة.
ومن أبرز ما تضمنه المشروع كذلك، إطلاق جيل جديد من المحركات الهجينة، سيتم تصميمها وتجميعها بشكل كامل داخل المغرب، ما يعكس التقدم التكنولوجي الذي بلغه القطاع الصناعي المغربي، وقدرته على الانخراط الفعلي في الثورة الصناعية الرابعة المرتبطة بالابتكار والتكنولوجيا النظيفة.
وفي أفق السنوات القادمة، وضعت مجموعة «ستيلانتيس» هدفًا طموحًا يتمثل في إنتاج 535 ألف مركبة سنويًا، مع العمل على توسيع تصنيع المركبات الكهربائية، بما يواكب التحولات العالمية الكبرى في مجال النقل المستدام والتخفيف من البصمة الكربونية.
ويؤكد هذا المشروع الاستثماري الضخم من جديد مكانة المغرب كوجهة مفضلة للاستثمارات الأجنبية في قطاع السيارات، بفضل ما يوفره من استقرار مؤسساتي، وبنية تحتية متقدمة، وموارد بشرية ذات كفاءة عالية. كما يُعدّ هذا الإعلان رسالة ثقة قوية من طرف كبار الفاعلين الصناعيين في قدرة المغرب على مواكبة التحول العالمي نحو الاقتصاد الأخضر.
تجدر الإشارة إلى أن مجموعة «ستيلانتيس» تُعد من أبرز الفاعلين في صناعة السيارات عالميًا، وتملك علامات تجارية كبرى مثل بيجو، سيتروين، فيات، أوبل، وجيب، ويُشكل استثمارها في المغرب جزءًا من استراتيجيتها العالمية لتطوير سلاسل الإنتاج في مناطق ذات قيمة مضافة عالية.