قال الدكتور “ربيع رضوان” خلال مشاركته في “Medicine 2044” أنه « يصعب على المدمنين على الشاشات الهواتف النقالة ، أن يقتنعوا بأن غرفة النوم معدة للنوم و تقوية روابطهم الحميمية مع شركائهم، مما يجعلهم يدخلون الهواتف إلى عقر فراشهم، وهذا ما يسبب هذا التنوع في الاختلالات الوظائفية (تحديدا الجنسية) لدى المدمنين على الشاشات، كانوا رجال أو نساء« وجاء ذلك ضمن محاضرة ألقاها، بصفته ممثلا للملكة في المؤتمر الذي عقد في “سرقسطة” الإسبانية- ما بين يومي 30 و 31 يناير 2025 بتنظيم من معهد “أراغون” ومشاركة 500 مختص و 70 متحدثا – تحت عنوان: “الهواتف الذكية: الوظائف الجنسية والخلل الوظيفي”.
وشدد الدكتور ربيع على أن «إن الإنطلاقة الفعلية لمثل هذه الإختلالات الوظيفية (لاسيما الجنسية منها) تكون عادة عبر ممارسات يومية (كانت صغيرة أو كبيرة) كإستخدام الهواتف الذكية في دورات المياه أو أثناء الأعمال المنزلية (بالنسبة للسيدات) أو غيرها من انشغالات الحياة أو روتينها اليومي، وخاصة مع الشغف لتصفح المقاطع القصيرة على منصات مثل “تيك توك” (TikTok) التي تمنع مستخدمي الشاشات المحمولة من التركيز على تنفيذ واجباتهم أو المهام المنوطة بهم. وللتذكير، لقد تعددت الدراسات العلمية حول الموضوع، حيث يحضرني عمل الدكتورة “ماريان كوبر” (جامعة ستانفورد) حيث تحدثنا عن “أثر الشاشات على العموم على حياة الأفراد اليومية، لاسيما في منازلهم، وعلاقة ذلك بالعلاقات الحميمية والوظائف الجنسية لديهم، وتأثير الأخيرة على المستوى السوسيو–اقتصادي لهؤلاء الأفراد (الأطفال والشباب)”.
وأضاف الدكتور ربيع أن «الهواتف الذكية صارت جزءا لا يتجزء من حياتنا اليومية كانت مهنية أو شخصية، مما يدفعنا للتساؤل بشكل جدي: “ما هي المشكلة مع الهواتف الذكية؟”.
وجوابا على ذلك قال الدكتور « من خلال خبرتي الطويلة في المجال الطبي، من السهل أن ألاحظ مدى الإدمان على الهواتف الذكية (خاصة) وعدد ما ندمن عليه (عامة). غير أن الهواتف الذكية والإدمان عليها يبقى حالة خاصة، وذلك لتزايد مدى رقعة هذا الإدمان على الصعيد العالمي، وأيضا لعجزنا على التقليل منه نظرا لإرتباطنا القوي بشاشات هواتفنا الذكية، وهذا ما دفعني لطرح التساؤل المهم أعلاه ومحاولة البحث عن إجابة مُرضية له» واوضح قائلا :« الشغف بالهواتف الذكية وتعلقنا بها، يصعب علينا مهمة التخلي عنها حتى في أسرتنا وفي علاقتنا بشركائنا في الحياة» ، وفي مقارنته بسنوات التسعينات، والتي كان فيها الحوار البشري قائما على المشاركة المباشرة للمعلومة بشكل عام، يقول الد كتور المغربي :»عدنا مع بداية الألفية الجديدة (لاسيما في السنوات الأخيرة) نكتفي بالتواصل عبر الهواتف الذكية، وبات الجميع متصلين افتراضيا منقطعين واقعيا. هذه الأزمة التي تفاقمت، مع صعود نمط التواصل عبر شبكات التواصل الإجتماعي خاصة بين الأفراد من نفس الأسرة تحت سقف منزل واحد، حتى بتنا نتمازح من أن الفرد قد يأخذ معه هاتفه إلى قبره!».
إن هذا الموضوع، يمثل معضلة تسعى الدراسات الأكاديمية إلى طرحها وإيجاد حل لها، ناهيك عن عمل المختصين (كل من لدنه) على البحث على حلول واقعية تجنب (صغارنا وشبابنا خاصة) الخطر المتزايد عليهم من الإفراط في استخدام هواتفهم أو الإدمان عليها، وهذا ما دفعني لأن أخصص رسالتي هنا معكم حول هذا الموضوع بغية الإستماع إلى إقتراحاتكم ومشاركة الأفكار والتجارب والإستفادة منها، ولأن المواجهة الدائمة مع الشاشات باختلاف أنواعها لساعات طويلة (كما تعلمون) يسبب اختلالات وظيفية شتى لا يمكن توقع عواقبها على صحة المدمنين عليها.
من بين المتحدثين البارزين، الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2004، “آرون سيشانوفر” الذي تناول موضوع: “الأخلاقيات في الطب الدقيق المستقبلي”، كما شارك “روجر دافيد كورنبرغ”، الحائز على جائزة نوبل في الكيمياء لعام 2006، بمحاضرة حول: “العدوى غير ضارة: الوقاية والتشخيص المبكر والعلاج”.
بالإضافة إلى ذلك، تحدث الدكتور “صامويل سانشيز أوردونييز” عن “الميكرو-روبوتات العلاجية”، مسلطًا الضوء على الابتكارات في هذا المجال. كما سيشارك الدكتور “رافائيل بنغوا”، المدير السابق لنظام الصحة في إقليم الباسك، في مناقشة حول: “مستقبل أنظمة الصحة والتحديات التي تواجهها”.
ومن بين المتحدثين أيضًا، المهندس الأمريكي “روبرت لانجر”، الرائد في مجال توصيل الأدوية، الذي يتحدث عن: “كيفية مواجهة التحديات الصحية العالمية من خلال التكنولوجيا الحيوية”. وشاركت الدكتورة “سارة غارسيا ألونسو”، أول امرأة إسبانية تنضم إلى احتياطي رواد الفضاء في وكالة الفضاء الأوروبية، بمحاضرة حول: “الطب في الفضاء”.
شارك في مؤتمر «الطب 2044» باسبانيا إلى جانب حائزين على«نوبل»: المغربي الدكتور ربيع: الهواتف النقالة تهدد الوظيفة الجنسية عند الانسان!
الكاتب : المقدمي المهدي
بتاريخ : 03/02/2025