أكد الاتحاد الجمعوي للتنمية والتضامن بسطات، في بيان استنكاري توصلت به جريدة «الاتحاد الاشتراكي»، أن المدينة تعرف تراجعا خطيرا على مختلف الأصعدة، حتى صار اسمها يقترن بالفشل التنموي والتدبير العشوائي، في ظل غياب شبه تام للمسؤولين المحليين عن الرقابة والتدبير، إضافة إلى انعدام التواصل الجدي مع الفاعلين المدنيين والغيورين على المدينة.
وكشف الاتحاد أن الوضع بلغ مستويات مقلقة بعد توالي إغلاق الوحدات الصناعية التي كانت تشكل رافعة أساسية للتشغيل وامتصاص البطالة في المدينة والإقليم. وأكد أن توقف شركة «سيطافيكس» عن العمل وما يتردد من أخبار عن شركات أخرى مرشحة للمصير نفسه يزيد من حدة الأزمة الاجتماعية، ويعمق مخاوف الأسر التي فقدت مصدر رزقها.
وشدد الاتحاد الجمعوي على ضرورة إيجاد حلول عاجلة لأزمة البطالة المتصاعدة، وإنقاذ ما تبقى من الحي الصناعي الذي يعيش على وقع ركود غير مسبوق، مطالبا برفع التهميش عن الساكنة وتوفير مرافق عمومية ضرورية مثل المدارس ودور الشباب والمستوصفات، مؤكدا أنه لا يمكن الحديث عن التنمية في غياب مثل هذه الخدمات الأساسية.
وأشار البيان إلى تحميل المسؤولين والمنتخبين مسؤولياتهم كاملة في تنفيذ الوعود التي أعلنوا عنها في اجتماعات سابقة، بدل التنصل منها وإلقاء اللوم على جهات أخرى. كما دعا إلى حل مشكل الاكتظاظ الذي تعاني منه المؤسسات التعليمية العمومية مثل ثانوية الأمل وعبد الرحمان اليوسفي ومحمد عابد الجابري، محذرا من تأثيره السلبي على مستوى التعلمات وما يفرزه من مشاكل اجتماعية مقلقة، مؤكدا أن مشاريع بناء مؤسسات جديدة ما زالت عالقة رغم مرور سنوات على برمجتها.
وأثار الاتحاد في بيانه أزمة البنية التحتية المتدهورة، حيث تغرق أزقة عديدة في الظلام بسبب غياب الإنارة العمومية، بينما تنتشر الحفر في شوارع المدينة بشكل يهدد سلامة الساكنة، خصوصا في أحياء ميمونة والسلام ومجمع الخير ووجدان. وانتقد الاتحاد سياسة الترقيعات الموسمية التي لا تقدم أي حلول حقيقية، داعيا إلى فك العزلة عن الأحياء الغربية للمدينة، عبر إخراج قنطرة مفتاح الخير إلى حيز الوجود بدل الاكتفاء بالوعود والتصريحات الإعلامية، كما توقف عند استمرار الروائح الكريهة وغياب النظافة وتكدس مخلفات الأوراش، مطالبا القائمين على تدبير الشأن المحلي بتحمل مسؤولياتهم في مراقبة احترام دفاتر التحملات.
ولم يغفل الاتحاد الشأن الثقافي والرياضي، مؤكدا أن المدينة تحتاج إلى فضاءات عمومية حقيقية تؤطر الشباب، وتحد من الظواهر الاجتماعية السلبية، في ظل غياب رؤية واضحة للنهوض بمجال الثقافة والرياضة، محذرا في نفس السياق من النتائج الكارثية للتدهور الاجتماعي والاقتصادي غير المسبوق بالمدينة، داعيا المسؤولين إلى تحمل مسؤولياتهم خدمة للمواطنين، والعمل على تنزيل التوجيهات الملكية التي تشدد على الجدية وتحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية ومحاربة الفوارق والنهوض بالتنمية المحلية.
سطات تعيش أزمة تنموية خانقة والاتحاد الجمعوي يدق ناقوس الخطر
الكاتب : جلال كندالي
بتاريخ : 11/12/2025

