صدر للناقد سعيد جبّار كتاب جديد بعنوان «التخييل الروائي، السرد وإنتاج المعنى»، عن شركة النشر والتوزيع المدار بالدار البيضاء،(الطبعة الأولى ، يناير 2023)، وهو متشكل من مدخل عام عن التخييل وإنتاج المعرفة ، ثم فصلين أساسيين، الأول بعنوان التخييل الروائي ومعرفة الواقع درس فيه الناقد  ثلاث روايات لزهرة المنصوري وأمير تاج السر وواسيني؛ أما الفصل الثاني فجاء حول الكتابة عن الذات، المحكي الطفولي وتشييد الهوية ، تضمن تحليلا نقديا لروايات عبد المجيد بنجلون وجبرا إبراهيم جبرا ثم الزهرة رويج.
نقرأ في مدخل هذا الكتاب:
«عندما نطرح الفرضية المعرفية التي تقول: «الأدب يفكر كما نفكر في أغلب الأحيان، ولكن بتركيز وعناية وقوة غير عادية»، يصبح لزاما علينا أن نطرح إطارا جديدا لمقاربة الأدب يتجاوز كونه بناءً لغوياً جماليا، ليأخذ بعين الاعتبار أن هذا البناء اللغوي هو قالب شكلي يمرّرُ الأدب عبره الفكر الذي ينتجه، فالأديب يكتب لينتج فكرا ويحقق جسرا تواصليا معرفيا مع المتلقي ليقدم قيما معرفية الهدف منها التأثير في المتلقي وتغيير سلوكه ومعرفته بمحيطه.
وتعتبر الرواية النموذج الأسمى المنتج للمعرفة تخييليا وتدعو القارئ إلى الانخراط في عوالمها التخييلية البديلة عبر القراءة ليستلهم القوانين المنظمة لها من جهة، ويدرك المعرفة التي يقوم عليها رسم المعالم والحدود بين الأحداث والشخصيات وما شابه ذلك.
تنطلق هذه القراءة إذن من اعتبار المكون المعرفي مكونا أساسيا في التخييل الروائي، وهو النواة المركزية التي توجه هذه العوالم الحكائية بما تحتضنه من أحداث ووقائع وشخصيات وتضمن هذه النواة تقاطعات متعددة بين التخييل والواقع دون أن تفقد الرواية طابعها التخييلي القائم على الخلق والتظاهر على حد قول التداوليين».
يعتبر سعيد جبار أحد النقاد والباحثين الأكاديميين (جامعة شعيب الدكالي- الجديدة)  الذي اشتغل على السرد والتخييل والذاكرة في عدد من الأعمال التي نشرها في كتب داخل وخارج المغرب، من بينها :
الخبر في السرد العربي الثوابت والتغيرات – السيري والتخييلي في الرواية المغربية – التوالد السردي بحث في أنساق التركيب في السرد التراثي – من السردية الى التخييلية:  قراءة في الأنساق التداولية في  السرد العربي – خطاب الرحلة الذاكرة وآليات إنتاج الدلالة – خطاب الأمثولة حوار الفكر والسلطة: مقاربة تداولية معرفية.