سلا : الاعتداءات الإجرامية تعود لأحياء المدينة

عاد مسلسل الاعتداءات ذات الطابع الإجرامي إلى مجموعة من أحياء مدينة وسلا، ليصبح الخوف من اعتراض السبيل أو الاعتداء بالسلاح الأبيض وحمل عاهة مستدامة هاجسا يؤرق ساكنة سلا ليلا ونهارا.
وعاش شارع محمد الخامس بمنطقة الدار الحمراء، مساء يوم الثلاثاء الأخير، على وقع اعتداء خطير على أحد زبناء إحدى الوكالات البنكية من طرف شخصين تربصا له بواسطة دراجة نارية، الذي ما أن همّ بولوج المؤسسة البنكية حتى تم الانقضاض عليه من طرف أحد الجناة الذي وجّه إليه عدة طعنات على مستوى اليد والكتف بسيف لكي يتخلى عن كيس بلاستيكي به مبلغ مالي كان الضحية يريد إيداعه في البنك.
وأمام وحشية الاعتداء، تدخل مجموعة من المارة لصد المعتدي، لكن المشتبه فيهما لاذا بالفرار على متن دراجة نارية، في حين بقي الضحية مضرجا في الدماء. وبعد هذا الحادث تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي تسجيل فيديو صورته إحدى كاميرات المراقبة، وثق لكل مراحل الجريمة من التربص إلى الاعتداء إلى لحظة الفرار.
حادث لم يكن بالمعزول فقد سبقه اعتداء آخر، إذ تعرضت سيدة للاعتداء أمام منزلها قبل أسبوعين بحي اشماعو الذي أصبح مسرحا للعديد من الاعتداءات، وباتت الدراجات النارية من الحجم الكبير الوسيلة الأساسية لاقتراف مثل هذه الجرائم على الضحايا، خاصة النساء اللواتي يتم سلبهن حقائبهن وهواتفهن في واضحة النهار.
ونتيجة لهذه الوقائع والأحداث، بات العديد من سكان مدينة سلا يتساءلون عن سبب تنامي هذه الجرائم وعن مهام وأدوار الجهات المختصة، سواء في الجانب الوقائي أو الزجري، مما جعل الكثيرين منهم يطالبون مديرية الأمن الوطني بضرورة تنظيم حملة قوية كتلك التي كان قام بها الوالي «الدخيسي «صحبة حوالي 800 عنصر أمن، والتي وكانت قد حققت نتائج فاجأت الجميع، نظرا لعدد الدراجات النارية التي تم حجزتها، وعدد المبحوث عنهم الذين تم توقيفهم وحجم الأسلحة البيضاء التي ضبطت خلال تلك الحملة، والتي كانت قد انتهت بمجموعة من الإعفاءات والتوقيفات في حق مجموعة من المسؤولين، لكن يظهر بأن الوضع عاد إلى سابق عهده وبشكل جد مقلق، إذ ليس هناك أصعب من ألا يحس المواطن بالأمن والأمان على حياته وممتلكاته.

 


الكاتب : عبد المجيد النبسي

  

بتاريخ : 03/10/2023