سلا.. لقاء حول التجربة السينمائية بهنغاريا ووضعية المرأة في صناعتها الدرامية

استعرضت المخرجة الهنغارية، أجنيس كوشيس، بسلا، جانبا من التجربة السينمائة لبلادها، لاسيما وضعية المرأة في الصناعة الدرامية المجرية، وذلك خلال لقاء نظم ضمن فعاليات اليوم الثالث من الدورة السابعة عشرة للمهرجان الدولي لفيلم المرأة-سلا.
وشكل هذا اللقاء، الذي حضره عدد من المخرجات والمخرجين وصناع الأفلام ومهنيي الفن السابع، فرصة لاستعراض جزء من تاريخ السينما بهنغاريا، التي تحل كضيف شرف على هذه الدورة من المهرجان، ومناقشة التحديات والتطورات التي تواجهها السينما الهنغارية، فضلا عن مقاربة وضعية المرأة في الصناعة الدرامية بهذا البلد.
واستهلت أجنيس كوشيس مداخلتها بتقديم نبذة عن السينما المجرية وربطها بالسياقات التاريخية والاجتماعية الكبرى التي أثرت في الصناعة الدرامية للبلاد، مبرزة التطورات التي شهدها الفن السابع على المستويات الإبداعية والتقنية منذ بداياته في عشرينات القرن الماضي.
وتطرقت في هذا السياق إلى «الإرهاصات الاجتماعية والسياسية» التي شهدتها هنغاريا خلال أواسط القرن الماضي، مشيرة إلى مخلفات الحربين العالميتين وما رافقها من تحولات جيو-سياسية كبرى «أثرت على ثقافة بلدان شرق أوروبا، وبالتالي على الصناعات الإبداعية بهذه البلدان».
وعن وضعية المرأة في الأوساط الدرامية المجرية، قالت أجنيس كوشيس «إن هذه الخصوصية الثقافية لشعوب بلدان شرق أوروبا وميلهم إلى المحافظة أثر بشكل واضح على التمثلات الاجتماعية للإبداع النسائي»، مشيرة إلى أن النساء المبدعات «عانين من مجموعة من الأفكار المسبقة من قبيل عدم القدرة على معالجة مواضيع مهمة والميل إلى السطحية والابتذال في الأداء».
وأكدت المخرجة، من جهة أخرى، أن «التحديات التي تواجه المرأة بغض النظر عن دورها في مراحل الإنتاج السينمائي مسألة عابرة للحدود وإن كانت بدرجات متفاوتة»، معربة عن «ارتياحها لكون معظم هذه الإكراهات أصبحت اليوم أقل تأثيرا في الصناعة الدرامية المجرية بفضل تضافر جهود كل الأطراف المعنية».
وأشارت في هذا السياق إلى الاهتمام الكبير الذي يحظى به الفن السابع بهنغاريا، سواء من المستوى الرسمي أو من طرف هيئات المجتمع المدني عبر تشجيع ثقافة السينما في أوساط الشباب والنهوض بالمؤسسات السينمائية من قاعات ونوادي ومؤسسات تعليمية.
وخلصت المخرجة إلى أن «تشجيع الإبداع السينمائي الشبابي، خاصة لدى الفتيات، ونقل المعرفة التي راكمتها الأجيال المؤسسة في مجال السينما إلى الجيل الحالي يظل أنجع وسيلة للنهوض بهذا الفن»، مؤكدة أن «هذا لن يتأتى إلا من خلال استغلال الوسائط الحديثة والمنصات الشبابية والانفتاح على ثقافات أخرى».
وولدت أجنيس كوشيس في بودابست عام 1971، حيث درست اللغة والأدب البولندي والجماليات ونظرية السينما في جامعة إوتفوش لوراند، وحصلت على درجة الماجستير في إخراج الأفلام من جامعة الفنون المسرحية والسينمائية.
وعرضت أفلامها القصيرة في العديد من المهرجانات، وحقق فيلمها الروائي الأول «هواء نقي» نجاحا كبيرا، حيث ع رض في مهرجان كان وترشح لجائزة الاكتشاف الأوروبية، كما شارك في أكثر من 80 مهرجانا وفاز بـ 14 جائزة، كما فاز فيلمها الثاني «بال أدريان» بجائزة فيبريسي في مهرجان كان وحصد 20 جائزة، بينما يعتبر فيلم «عدن» أحدث أعمال المخرجة، حيث عرض في مهرجان روتردام ويعرض حاليا على منصة «نتفليكس».


بتاريخ : 28/09/2024