سلطت عليها الضوء مداخلات ندوة بالخميسات .. المقاومة بمنطقة زمور.. من أجل رد الاعتبار للذاكرة التاريخية

تخليدا للذكرى 68 لليوم الوطني للمقاومة، نظمت النيابة الإقليمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالخميسات، بتنسيق مع الجمعية الجهوية للبحث التاريخي والإجتماعي، ندوة في موضوع، «حركة  المقاومة بمنطقة زمور ،السياق والأبعاد»، وذلك بفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير، بمشاركة عدد من الباحثين والمهتمين بتاريخ المنطقة.
بعد كلمة النائب الإقليمي للمقاومة، قدمت عروض تناولت مجموعة محاور جاء فيها:
«إن البحث الكولونيالي يشكل اللبنة في تاريخ المغرب المعاصر، والذي تحدث عن وقائع وأحداث من خلال التقارير الإستعمارية والمراسلات  الرسمية، في حين يلاحظ ضعف الكتابة التاريخية المغربية عن هذه المرحلة. وبهذا الخصوص تضمن كتاب لأحد الضباط العسكريين الفرنسيين، مجموعة من الإشارات، كالمعالم الطبيعية بزمور وزعير،الجانب الإجتماعي، الممرات الطبيعية، العيون  المائية، التربة، تنظيم الجيش والمواجهات العسكرية والأسلحة المستعملة…
قبائل زيان  وحاضرتها والماس، لم تحظ بالكثير من الدراسات، من بين آثارها منجم يسمى «قيريت» لإنتاج القصدير. كانت منطقة معدنية، وكانت تستخرج هذه  المادة إبان الحقبة الإستعمارية، تستغله الشركة المغربية الفرنسية بالمغرب إلى أن توقف الإستغلال سنوات قليلة قبل نهاية عهد الحماية. منطقة معروفة بخصوصيتها الجيولوجية، تضاريس متنوعة، الفلاحة وتربية الماشية، موارد مائية  ومحطات حرارية  «عين لالة حياة  كنموذج.»
– دور قبائل أيت حكم في حركة المقاومة وقاعدتها تيداس. قاومت هذه القبائل الإستعمار بشراسة بمجرد دخوله، ساعدتها تضاريس المنطقة الوعرة، مما شكل عقبة أمام المستعمر، حيث خلفت المعارك خسائر في صفوفه، وسقوط قتلى من بينهم ضباط، من بين المواجهات معركة الطويجين يوم 2 ماي 1912، حيث اعترف المستعمر بقوة هذه القبائل التي وجد  صعوبة من أجل تهدئتها.
– إسهامات «قبليين» أو إقبلين بالأمازيعية. هذه القبيلة تقع شمال وشرق مدينة الخميسات، كباقي مكونات زمور، ترتبط بالأرض، التي تعد جزءا من حياة الإنسان الأمازيغي  عامة، لأنها تشكل مصدرا للعيش، حيث الاعتماد على النشاط الزراعي والرعوي، ولما استولى الإستعمار على أراضيهم ثاروا في وجهه، ودارت مواجهات دامية و استشهد العديد من المقاومين. كما سجلت ردود فعلهم بعد صدور الظهير البربري سنة 1930، وتم القيام بعمليات فدائية منها تهريب السلاح، إضرام  النار في ضيعات المعمرين، تصفية الخونة…
– المجال الزراعي ركز عليه المستعمر، حيث تعد الفلاحة أهم دعائم الإقتصاد، وتم سن قوانين في هذا الإطار، من قبيل نزع ملكية أراضي  المغاربة  ونقلها للمعمرين، الإستيلاء على الأراضي  الخصبة، إنشاء المحافظة العقارية…
المدينة الزمورية وحركة المقاومة.. تمت الإشارة إلى وجود بعض المغالطات، تقول إن تأسيس الخميسات كان سنة 1935 ، في حين أن ذلك تم سنة 1911 تحت اسم «القشلة»، وهي النواة الأولى، فقد تحدث الزعيم علال  الفاسي عن مظاهرة نسائية سنة 1916، ومع التطور العمراني تأسست ثانوية موسى بن نصير سنة 1926، الكنيسة 1927، المسجد العتيق 1935. من بين المحطات الكفاحية احتجاج سكان الخميسات لدى السلطان  محمد الخامس  عبر الصدر الأعظم المقري ضد الظهير البربري، مقاومة قبيلة أيت سيبرن الموجودة شرق حاضرة زمور، مما دفع المستعمر إلى بناء معسكر  يسمى «باطاي» بالمكان المسمى  أربعاء وادي بهت. حركة احتجاجية نسائية سنة 1931 لإبراز  التشبث بالدين الإسلامي. سنة 1932 مظاهرة بهدف نسف المخطط الاستعماري. نهج المستعمر سياسة التنصير قصد سلخ الزموريين عن دينهم، استمالة الأعيان، بناء الكنيسة قبالة ثانوية موسى بن نصير التي كانت وقتها تحمل اسم المدرسة الإسلامية، وذلك حتى يتم تنصير التلاميذ  بدورهم.
ومن بين المظاهرات التي  شهدتها المدينة، والشبيهة بانتفاضة واد بوفكران بمكناس التي وقعت يوم 2شتنبر1937، مظاهرة 22 أكتوبر 1937، والتي أحدثت رجة عنيفة وخلخلت الميتروبول الإمبريالي، وكانت لها تداعيات سياسية، إلا  أنها لم تحظ بالإهتمام الذي تستحقه.
وبالمناسبة، أقيم معرض للكتب التي تناولت جوانب  من تاريخ المغرب في مجموعة مجالات ، من بينها تاريخ المقاومة.


الكاتب : علي أورارى

  

بتاريخ : 27/06/2022