سبق وأن نبّهت “الاتحاد الاشتراكي” في مقال نُشر يوم الثلاثاء 21 أبريل الفارط، إلى تنامي ظاهرة الحلاقة السرية، التي تتواصل فصولها بعدد من الأحياء والمدن، إذ وبعد إغلاق مجموعة من الصالونات لأبوابها، تقيدا بإجراءات الطوارئ الصحية، بات الطلي على بعض الحلاقين كبيرا، إذ يتم الاتصال بالمعني بالأمر للقدوم إلى إقامة من الإقامات أو منزل من المنازل عند الراغب في خدماته، ويقوم بالفعل بتدخلاته على مستوى حلاقة الرأس على وجه التحديد، ثم يغادر المكان بعد تسلم أجرته؟
مصادر صحية، أكدت للجريدة، اكتشاف إصابة أحد الحلاقين بفيروس كورونا المستجد بعد أن تدهور وضعه الصحي مما فرض عليه الانتقال إلى المستشفى، وبعد إجراء الفحوصات جاءت النتائج يوم الأربعاء 6 ماي لتؤكد إصابة المعني بالأمر بالعدوى.
الحلاّق الذي يتواجد بأحد المستشفيات بمدينة الدارالبيضاء حيث يتلقى العلاج، تبيّن وفقا لمصادر “الاتحاد الاشتراكي”، أنه خلال كل هذه المرحلة الفارطة كان يتردد على عدد من الأشخاص إلى منازلهم لكي يقدم خدماته وبعد أن ينتهي ينصرف إلى حال سبيله نحو زبون جديد، الأمر الذي يمكن أن يكون ساهم في نشر العدوى وإصابة عدد غير محدد من الأشخاص بالفيروس.
واقع مؤسف يُسجّل على بعد أيام قليلة من الموعد المحدد لنهاية المرحلة الثانية من الحجر الصحي، الذي إن تم رفعه في ظل هذه الوضعية والظروف فهذا يعني بأننا سنواجه المجهول، وسيكون عدد كبير من الأشخاص عرضة للعدوى وتبعاتها، علما بأن الأطر الصحية قد تعرضت للإنهاك، الأمر الذي سيكون مفتوحا على كل السيناريوهات بما فيها المرعبة؟
مشاهد الحلاقة السرية، تتواصل في عدد من المناطق بشكل أفدح وأكثر خطورة على مستوى بعض الأحياء الشعبية، حيث يأتي الحلاق إلى “كراج” من “الكراجات” مصحوبا بعدته، ويشرع في العمل بشكل سري، ويلج الراغب في الحلاقة عندما يحين دوره، ليغادر الأول ويلتحق الثاني، إلى أن ينتهي طابور الراغبين في الحلاقة، مما يؤكد على أن هناك بونا شاسعا بين تطبيق الحجر الصحي نظريا وبين الواقع الفعلي الذي يخضع لإكراهات اجتماعية وغيرها، تقوّض من كل المجهودات التي تم بذلها.
سلوكات ترفع معدل التهديدات المحتلمة خلال المرحلة المقبلة: اكتشاف إصابة حلاق متجول في الدارالبيضاء بفيروس كورونا المستجد

الكاتب : وحيد مبارك
بتاريخ : 09/05/2020