سنة على دمج الرياضة في وزارة التربية الوطنية : زيارة للوزير لمؤسسة تعليمية بالحوز تفضح الواقع

 

زار وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، يوم الاثنين الماضي، الوحدة المدرسية السهيب التابعة لمجموعة مدارس أومناست بالجماعة القروية تامصلوحت التابعة لإقليم الحوز . الزيارة الميدانية أراد منها الوزير تفقد مرافق الوحدة المدرسية والاطلاع على أوراشها التربوية وخاصة أنشطتها الرياضية.
في شريط مصور يوثق لتلك الزيارة، وقف التلاميذ الأطفال بزي رياضي أنيق وموحد في استقبال الوزير، وما أن توجه الوزير لمصافحتهم حتى بادر إلى سؤال طفل من المجموعة:
« كتمارس الرياضة؟ الفوت؟ يعني الكورة؟
رد التلميذ بعفوية وتلقائية: « لا.. والو»
ليتدخل مدير الوحدة المدرسية: « كيديرو شي حركات رياضية سيدي الوزير».
الوزير تلقى الجواب الصادم من تلميذ عرى واقع الحال بعفوية وبتلقائية.
الرياضة غائبة عن مؤسساتنا التعليمية خاصة منها الموجودة في المناطق البعيدة عن الأضواء،بالرغم من الميزانية التي رصدتها الوزارة الوصية للرياضة المدرسية والقاعدية.
جواب التلميذ يؤكد في نفس السياق، أن الوزارة الوصية على الرياضة،فشلت، في تحقيق جملة من الأهداف التي كان الوزير قد حددها في تصريحه أمام البرلمان بعد تعيينه وبعد أن تم دمج الرياضة في وزارة التربية الوطنية،وهي الأهداف التي قال أنها تخص برنامج الرياضة للعموم، وتتعلق بالانفتاح على الجماعات الترابية والمؤسسات العمومية من أجل الشراكة والمساهمة في بناء وتدبير وتنشيط مرافق رياضية للقرب، فضلا عن تمكين مختلف جهات المملكة من أنشطة رياضية موجهة للعموم في إطار العدالة المجالية. وتأكد في نفس السياق أنه لم يتحقق أي هدف في مجال الرياضة القاعدية، التي حمل تصريح الوزير في البرلمان ما مضمونه أنه في سنة 2022 ، ستعمل الوزارة على خلق ديناميكية رياضية محلية وجهوية في مجال التنشيط الرياضي، الاهتمام بشكل خاص بالرياضة النسوية والعمل على توسيع دائرتها، وتنظيم أنشطة إشعاعية وأبواب مفتوحة، والاهتمام برياضة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، فضلا عن تشجيع الرياضات الحضرية والالكترونية بمختلف التخصصات، وظلت الوعود التي حملها برنامج الوزير حبرا على ورق،والدليل جواب الطفل التلميذ الذي رد على سؤال الوزير إن كان يمارس الرياضة بالقول: « لا..والو».
من جهة أخرى، يبدو أن الوزارة الوصية على قطاع الرياضة، عانت مصالحها بشكل كبير في تدبير شؤون الجامعات الرياضية،خاصة فيما يتعلق بملف المنحة الوزارية السنوية،إذ اتضح جليا أنها فشلت والسنة التشريعية على أبواب الاختتام، في وضع خريطة عادلة في توزيع المنح على الجامعات،وتأخرت بشكل مبالغ فيه في التأشير على منح الجامعات، متسببة في تعثر تلك الجامعات وتأخرها في تنفيذ برامجها الرياضية وغالبيتها لا مدخول لها سوى منحة الوزارة.
على مستوى الميدان التشريعي،تقاعست وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في عملية استكمال النصوص التنظيمية المنصوص عليها في القانون رقم 09-30 المتعلق بالتربية البدنية والرياضة، بحيث لازالت عدة نصوص لم يتم استكمالها.
مرت سنة..والرياضة عاجزة عن التحرك والتطور في عهد الدمج مع التربية الوطنية والتعليم الأولي.


الكاتب : عزيز بلبودالي

  

بتاريخ : 07/10/2022