«غابة الرياحين: سفر عبر مدارج اليسار»
تحت عنوان» غابة الرياحين: سفر عبر مدارج اليسار»، أصدر الكاتب والسياسي عبد السلام الرجواني، الجزء الثاني من سيرته الذاتية «غابة الرياحين» التي صدر جزأها الأول في 2019 بعنوان: «غابة الرياحين: سيرة الحب والألم».
وكتب المناضل في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في هذا الصدد: «وأنا أطرق أبواب الحول السبعين من عمري، وقد بدأت أعد العدة للرحيل الأخير، بدا لي أنه قد يكون مفيدا أن أكتب عن تجربتي السياسية التي تمتد لخمس عقود بالتمام،(1972-2023) ، وهي تجربة متعددة المسارات والمنعطفات تعدد تموجات الحياة السياسية بالمغرب».
وأضاف الرجواني أنه «مما لا ريب فيه أن الكتابة عن تجربة بهذا الامتداد الزمني والمكاني والإنساني،اعتمادا على الذاكرة، لن تخلو من تمثلات ومزاعم وتأويلات ذاتية، ذلك أني سأكتب في الحقيقة ذاتي بما تحمله من ذكريات ومشاعر ومواقف وأحلام وانفعالات. ولا أزعم موضوعية المؤرخ ولا أدعي أني سأقول الحقيقة المجردة. سأكتب عن حقيقتي أنا كما أدركتها حينها، أو قل عما تبقى في ذهني ووجداني عن ذاك الإدراك. فمعذرة إن أخطات
في شيء أو نسيت أو تغافلت لاعتبارات موضوعية أو أخلاقية».
سيرة تمتد الى خمسين سنة عاش خلالها الرجواني تجربة سياسية عمقها واحد وإطاراتها متعددة: الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، منظمة 23 مارس، منظمة العمل الديمقراطي الشعبي، الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية.
كانت الفكرة كتابة هذه السيرة، في البداية، عبارة عن محكيات واقعية متقاطعة متدفقة بانسياب على صفحات الفايسبوك، حاول من خلالها الأستاذ والمناضل الاتحادي عبد السلام رجواني أن يتقاسم لحظات قراءتها مع قرائه بالعالم الأزرق، ثم سرعان ما اختمرت لديه الفكرة لتنضج وتتحول بإصرار وعزم إلى إنجاز إبداعي فعلي على شكل سيرة ذاتية، تحفر وتنبش في الماضي، حين طلب منه قراء هذه المحكيات جمعها وإصدارها لأهميتها.
هي بالفعل محكيات واقعية أشبه بمذكرات من بصموا بحضورهم القوي نضاليا وسياسيا في ساحة المعارك الطلابية برحاب الجامعة في منتصف السبعينات أولا، ثم في المعترك السياسي السري والعلني ثم المعترك الانتخابي أخيرا، لكنها تنفلت عنها بلغتها الانسابية المتدفقة ، وبمتعة أسلوبها التصويري الأخاذ، وبمخرونها اللغوي الشيق للغاية.