تعرف فاس في الآونة الأخيرة حركية كبيرة، تتجلى بعض ملامحها في تحرير الملك العمومي بكل أحياء المدينة، بإزالة واقيات الشمس .. «الباشات»..، حيث تجاوب عدد كبير من التجار وأرباب المقاهي مع العملية التي تتم بسلاسة دون مشاكل تذكر باستثناء بعض الحالات التي لجأت فيها السلطات المحلية للتدخل باستخدام «الطراكس» لإزالة «باشات» المتنطعين، كما تم تسجيل خطوات من أجل إحياء أحاوض حديقة للامريم، وهدم المقهى التي كانت تستغلها جمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي وعمال الجماعة عن طريق كرائها للخواص، التي تم إهمالها حتى أصبحت خرابا ومرتعا للمتسكعين والسكار، بل كاد أحدهم أن يستغلها لبيع الدجاج المشوي، وهكذا انطلقت فيها عملية غرس الأحواض وتعويض الأشجار المتلاشية لتصبح متنفسا طبيعيا لمواطني ومواطنات فاس، وبدورها تشهد حديقة فلورنسا إعادة هيكلتها حيث سيبنى فيها طابقان تحت الأرض كموقف للسيارات، أما فضاؤها الخارجي فسيغرس بالورود والأزهار المختلفة ويحاط ببعض الأكشاك.
وانطلاقا من مطار فاس سايس تجري الأشغال بسرعة فائقة لبناء الطريق الخاص بالباصاوي الذي سيمتد خطه إلى باب الفتوح مرورا بجماعة أولاد الطيب وطريق ايموزار مع خط آخر ينطلق من طريق صفرو، كما أن المركب الرياضي لفاس يشهد توسعا وتغييرا مهما استعدادا لكاس أفريقا للأمم في السنة المقبلة وكاس العالم لسنة 2030 .
وكما هو معلوم فإن منطقة الجنانات مكتظة بالساكنة وتعرف حركة تجارية مهمة لقربها من عدد من القرى والمراكز القروية، كما أنها تعتبر البوابة الرئيسة لمدينة وجدة والمغرب الشرقي، علما بأن شارع باب الخوخة يعرف الاحتلال من طرف الباعة المتجولين. وأمام هذه المشاكل التي تعرفها المنطقة أعطيت التعليمات لإعادة هيكلتها، وهكذا عقد قائد مقاطعة الجنانات مؤخرا اجتماعا مع تجار وسكان ومالكي جنان بوهلال حيث طالبهم بإخلاء متاجرهم وسكناهم في أسرع وقت ممكن، مشيرا إلى أن جنان بوهلال سوف يعرف هيكلة جديدة حيث سيقام فيه سوق لاستيعاب الباعة الجائلين وملعبان رياضيان للقرب ومحطة لوقوف السيارات .
وانخراطا منهم في هذه الخطوة، فقد أكد التجار والمهنيون ومالكو الأرض خلال الاجتماع، بأنهم رهن إشارة تعليمات السلطات المحلية التي تسعى إلى إعادة رونق جمالية المدينة، إلا أنهم يناشدون من الوالي تقديم البديل لهم حفاظا على أرزاقهم وأرزاق عائلاتهم قبل إفراغهم، ويطالبون بالتعويضات المناسبة لمتاجرهم وورشات أعمالهم وتحديد الثمن المناسب للعقار، لأنه لا يعقل أن يفرغ جنان بوهلال العريق من تجاره ومهنييه وسكانه الذين قضى جلهم سنوات عديدة تصل في بعض الحالات إلى 50 سنة في وقت وجيز، خاصة أن ورشاتهم بها آلات كبرى لتقطيع الخشب وخزن البضائع والمشروبات الغازية وغاز البوطان.
سيعرف هيكلة جديدة : مهنيو وتجار وملاك جنان بوهلال بفاس يطالبون بالتعويض مقابل إفراغ محلاتهم
الكاتب : محمد بوهلال
بتاريخ : 19/12/2024