شارك في مبارياتها مشجّعون للمنتخبين المغربي والمصري بقوّة.. مواقع التواصل الاجتماعي .. «ملاعب» لتسجيل الأهداف في شباك الجماهير المنافسة

 

عجّت مواقع التواصل الاجتماعي مع إعطاء صافرة انطلاق تظاهرة الكان في بلادنا بتدوينات ومقاطع تعكس الوجه الآخر لقوة هذه المنافسة الكروية القارية، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر، ما يخص الجماهير المغربية والمصرية، وازدادت وتيرة «المواجهة» بين الطرفين بإجراء المنتخب المصري لمباراته الأولى على أرضية ملعب أدرار، حيث حضر «الشغب» الممزوج بمشاعر الودّ والاحترام، التي تؤكد عمق ومتانة العلاقة بين البلدين والشعبين، المغربي والمصري.
مواقع تحوّلت إلى «ملاعب افتراضية» سعت عبرها جماهير كل منتخب بكل ما توفرت عليه من حسّ فكاهي لتسجيل «أهداف» من نوع آخر في مرمى «الخصم»، مسدّدة كرات قويّة من نقط الجزاء والركنيات والأخطاء بشكل مباشر بـ «أقلام» الدعابة، في انتظار ما ستسفر عنه مواجهة الأقدام المرتقبة والتي يتمانها الجميع.
تدوينات، مقاطع مصورة، ومختلف الأشكال التواصلية والتعبيرية المركّبة وغيرها، لا تنكر تشجيع جماهير هذا البلد للمنتخب الآخر، ونفس الأمر بالنسبة للطرف الثاني، بكثير من الإبداع اللغوي والفني والجمالي، مع استحضار «السوابق» الكروية بين المنتخبين ومآلاتهما، لكنها توثق في النهاية لدعم لامتناهي، عند الأغلبية؛ بما أن الحق في التشجيع هو شخصي يبقى فيه كامل الاختيار لهذا المشجع أو ذاك لدعم المنتخب الذي يريد؛ للمنتخب المصري من طرف الجماهير المغربية التي حجّت بكثافة إلى ملعب أدرار بأكادير وساهمت بقوة في ترجيح كفّة «الفراعنة» الذين كانوا متأخرين بهدف واحد لصفر قبل أن تتحقق «الريمونتادا» وينتصر بهدفين مقابل هدف واحد أمام المنتخب لزيمبابوي.
نتيجة الفوز، غيّرت مجرى التعاليق هذه المرة بكيفية أخرى، بعدما تم تعويض «المستملحات» بعبارات الشكر والثناء على التحفيز القوي للجماهير المغربية للمنتخب المصري، التي كان لها بالغ الأثر في شحذ همم اللاعبين المصريين، فخرجت التدوينات والصفحات، التي لا تتعلق بالأشخاص «العاديين» و «المؤثرين» فقط، بل انضافت إليها صفحات أندية رياضية وصحافيين ومحللين وغيرهم، معبّرة عن اعتزازها بالتشجيع والدعم المغربيين، وهو ما ترجمه اللاعبون المصريون كذلك على أرضية الملعب بعد انتهاء المباراة وهم يتوجهون لتحية الجماهير في المدرجات.
وفي انتظار إجراء مباراة بين المنتخبين خلال تظاهرة الكان التي تجرى حاليا بالمغرب، وفقا لمتمنيات الجمهورين العريضين، ستظل مواقع التواصل الاجتماعي تعج بالتسديدات المباشرة من هنا وهناك، التي يسعى أصحابها لتسجيل أهداف متميزة، وقبلها المساهمة في إمتاع المتابعين، بـ «مقصيات» و»مراوغات» في فن الكلام، الذي لا يخل من مظاهر الاحترام والتقدير بين الجانبين، مع التأكيد المستمر على أن مشاعر الاخوّة التي تجمع بين المغرب ومصر هي كبيرة وعريقة عراقة العلاقة التاريخية بين البلدين.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 24/12/2025