تعاني منطقة أزغار بإقليم خنيفرة « من نقص حاد في الماء، خصوصا في هذه الفترة الخريفية التي تعرف نفاد مخزون الآبار، ومع توالي سنوات الجفاف أصبحت الأزمة خانقة بالنسبة لأغلب السكان الذين يضطرون لقطع مسافات طويلة لجلب الماء وتوفير ما يلزم من هذه المادة الحيوية لتلبية حاجة الساكنة للماء بغاية الشرب والطبخ والغسل، وإرواء الماشية « .
وتتطلب عملية جلب الماء، بحسب عدد من السكان، وقتا كبيرا وجهدا مضنيا يرهق الأسر التي تتعرض للمزيد من الضغوطات،ما ينعكس سلبا على صحة أفرادها وظروف عيشها التي تزداد قساوة ، كما أن نقص الماء يؤثر بشكل سلبي على الأنشطة التي يزاولها السكان، خصوصا تربية المواشي وزراعة الأشجار المثمرة كالزيتون واللوز، وغيرها والتي أصبحت مهددة بالاندثار.
وللحد من آثار ندرة الماء، وما ينتج عنها من أضرار وخيمة على الحياة اليومية للسكان وأنشطتهم الاقتصادية، تقوم السلطات المحلية بتزويد الدواوير الأكثر تضررا بصهاريج توضع في أماكن معينة غالبا ما تكون بعيدة عن جل المنازل نظرا لتباعد بعضها عن بعض، مما يتسبب أحيانا في نشوب نزاعات بسبب عدم حصول الإجماع حول مكان وضع الصهاريج. كما أن الكميات التي يتم ضخها في هذه الصهاريج تبقى غير كافية لسد الحاجة المتزايدة جراء فرط الحرارة .
وحسب بعض الساكنة، فإن «القوانين المرتبطة بحفر الآبار تعد من بين العوامل الرئيسية التي أدت إلى استفحال أزمة الماء في منطقة أزغار، حيث تتطلب العملية إجراءات إدارية معقدة وتكاليف باهظة للحصول على التراخيص الضرورية لهذه العملية وكذلك لجلب الماء. إضافة إلى تكاليف تحديد نقط تواجد المياه الجوفية من طرف خبير مختص وكذا تكاليف الحفر التي أصبحت باهظة ،لأنه يتعين، في السنوات التي تعرف قلة التساقطات، حفر آبار يتجاوز عمقها 60 مترا وانتظار ضربة حظ لإيجاد الماء، وإلا ستذهب كل تلك الجهود سدى».