وجه جلالة الملك رسالة إلى المشاركين في منتدى (كرانس مونتانا) في دورته الرابعة، الذي افتتح أشغاله، أمس الجمعة بمدينة الداخلة، وجاءت رسالة جلالته في قلب انشغالات المنتدى بموضوع «إفريقيا والتعاون جنوب -جنوب»، مركزة على مكانة مدينة الداخلة وقيمتها الجغرافية والتاريخية، باعتبارها صلة وصل بين المملكة المغربية وعمقها الاستراتيجي الإفريقي. ونوهت الرسالة بمكانة منتدى (كرانس مونتانا)، مع تعاقب دوراته، وما مثله من نضج كبير وإشعاع واسع، حيث أضحى محفلا دولياً رئيسياً يحج إليه كبار صانعي القرار السياسي، وشخصيات مرموقة تمثل مجتمع الأعمال وعالم الفكر والمجتمع المدني من شتى المشارب، بالإضافة إلى نخبة من صناع الرأي من مختلف بقاع العالم.
ونوهت المداخلات التي دشنت افتتاح المنتدى بدور المغرب الهام في المنطقة، كما شكل المشترك في هذه الرؤية بين المتدخلين من أسماء هامة من أسيا وإفريقيا، إجماعا على أهمية سياسة المغرب التنموية ، باعتباره أكبر مستثمر في إفريقيا، وهي السياسة التي تنسجم مع كافة التحولات التي تعرفها المنطقة في ظل التحديات المطروحة كما في ظل المشاريع المعقلنة للنهوض بإفريقيا، كما توقف المتدخلون عند خصوصية المغرب واستقراره وتميزه في لعب دور إيجابي في التعاون جنوب –جنوب.
ونذكر من هؤلاء المتدخلين الذين تقدمهم رئيس المنتدى الذي ألقى في الافتتاح، كلمة دالة ومعبرة وعارفة بعمق المغرب سياسيا واستراتيجيا، والذي شرح للمشاركين أهمية الداخلة في مرور طريق الحرير بها صوب إفريقيا، نذكر كلا من رئيس برلمان «سيدياو» والقس جيسي جاكسن المدافع عن المساواة بين البيض والسود، والرئيس السابق لجمهورية هايتي، وكرانس جابو، وزيرة سابقة لزامبيا…بالإضافة إلى الحضور الملفت للرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي.
منتدى (كرانس مونتانا)، المنظم تحت الرعاية الملكية يشارك فيه أزيد من ألف مشارك من مستوى رفيع، يمثلون أكثر من 100 دولة، إلى جانب ممثلين لأهم المنظمات الدولية والإقليمية، ويستمر هذا الحدث الهام إلى غاية 20 مارس الجاري، ويعرف برنامج هذه التظاهرة محطتين، الأولى تنظم بمركز الندوات بجوهرة الجنوب من 15 إلى 17 مارس الجاري، والثانية تنظم على متن الباخرة «رابسودي» التي ستنطلق من الداخلة نحو الدار البيضاء من 18 إلى 20 مارس الحالي. كما أن الدورة الرابعة للمنتدى تمثل فرصة هامة لتبادل الآراء والأفكار بين المشاركين من مختلف مواقع القرار الدولي، عالم السياسة والاقتصاد والفكر والمعرفة.
وستعرف أشغال هذه الدورة، أيضا، تسليم جائزة منتدى (كرانس مونتانا) 2018 لإفريقيا والتعاون جنوب- جنوب لمصطفى سيسي لو، رئيس برلمان المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، اعترافا بعمله «من أجل الاندماج والحرية وازدهار شعوبها» ومن أجل «جهوده المبذولة لتكريس حرية تنقل الأشخاص والسلع في فضاء المجموعة وفي المنطقة بكاملها». وقد تدخل في افتتاح الدورة الرابعة لمنتدى (كرانس مونتانا)، الذي يتواجد مقره بجنيف، ويعمل على «تشجيع التعاون الدولي والنمو الشامل وتعزيز مستوى أرفع من الاستقرار والإنصاف والأمن».