هَلْ شاخَت ذَاكِرَتِي
وَسَطَ زَوْبَعَة الْغُيُومِ
فِي غَسَقِ الظَّهِيرَةِ
مَن الذِي،
كَتَبَ إِسْمِي
عَلى شُرْفَة صدئةِ
أَظَلُ مُترنِّحاَ
أشذبُ أورَاقَ الْخَرِيف
فِي الْمَمَرَّاتِ الْمُتَعَرِّجَة
فِي صمْت عَمِيقٍ…
وَكُنْتُ كَالطِّفْلِ
فِي لَحَظَاتٍ الدَّهْشَةِ
أحْمِل سُنْبَلَة
بِيَدَيْنِ نَحِيلَتَيْنِ
أَمِيلُ،
تَائِهاً فِي دَوَرَانِ الْهَوَاءِ
فِي قَبْوٍ دُونَ مصْعَد…
* * * *
أَيُّهَا الشَّعْرُ…
عَبَثًا،
تُحَاولُ الظُّهُورِ
بَيْنَ السُّحُبِ الرَّمَادِيَّةِ
عَبَثًا،
تَتَسَلَّلُ إِلَى أَجْنِحَةِ الرَّبِيعِ
عَلَّهُ يُوقِظُ فِي صَدْرِي
رَحِيق الزُّهُورِ البهيجة
وَرُحْتُ- فِي سَعْي عَجَل-
أَطْـرقُ…
أَبْوَابَ جنَانِ الشِّعْرِ
أشْرَبُ نَخِيبَ الْوَاحِدِ وَالْعِشْرِينَ
مِنْ مَارس الْمَجِيدِ
أَعُودُ إِلَى دِفْءِ مَسْكَنِي
أُرْقُصُ مَعَ ظَلِّـي
وَحْدَهُ الْعُصْفُور
يَعْزفُ…
عَلَى جَسَدِ الْمَدِينَةِ المنكوبة
وَكَانَت الْكَلِمَات المُتلعثمة
تَسِيرُ مِنْ خَلْفِي
وَجِسْمِي كَقِشْرَةِ شَجَرَةٍ
يَرْكُضُ نَحْوَ السَّرَابِ
وَأَنَا أُحْمِلُ
أَجْمَلَ زَهْرَتِي
أَضُمُّهَا إِلَى صَدْرِي
مَتَى أسْتَرِيحُ
مِنْ جِمَاحِ الرَّعْشَةَ
مَنْ أَغْوَانِي
حَتَّى أَصَابَنِي الْعَمَى
أَسِيرٌ فِي غفوتي
شَاحِبًا مِثْل غَمَامَةِ.
* * * *
آهِ،
لَقَدْ تَعِبَ الْيَأسُ مِنِّي،
فَلَمْ تَعُدْ الشَّمْس تَشْرِق
عَلَى خَيْمَتِي،
رُبَّمَا كَانَتْ ومضة وَجَهِي
مُثْقَلَة،
بِغُيُومِ اللَّوْنِ الرَّمَادِيّ
حَيْثُ السَّمَاء
مِشْكَاة بَاهِتَة
وَالْأَرْضُ تَدُوسُهَا،
أَقْدَام الحُشود التائهة
أَنَا الَّذِي ضَاعَ
فِي خَنْدَقِ الْغُبَارِ
يَكْفِينِي،
أَنْ أنعَمَ بِقُبْلَةِ
مِن السَّمَاءِ
فَأَغْدُو مَلَكًـا
فِي انْتِظَارِ الْمَنُون…