شركة (ألزا)..«حتى لا تطير المقاعد»

مرة أخرى، نجد أنفسنا مرغمين على توجيه مداد كلماتنا وما أوتيت من سعة الدلالة والمعنى نحو شركة (آلزا) للتدبير المفوض لحافلات المدينة، وهذه المرة في موضوع فصل المقال في قطع الإتصال بالشبكة العنكبوتية.
بعد أن عملت الشركة مؤخرا على منع إستعمال مكيفات الهواء في معظم حافلاتها التي تجوب شوارع المدينة بحيت أصبح الصعود إليها و الرحلات على متنها من ضيق التنفس وحرارة الفضاء كالصعود نحو السماء خصوصا في ساعات الذروة، هذا الذي كان موضوع مقال سابق.
أقدمت الشركة على قطع ( الواي فاي) على مستعملي خطوطها من الركاب الشيء الذي أثار مجموعة من التساؤلات حول الجدوى من هذه الخطوة الثانية التي أقدمت عليها الشركة و التي تندرج في إطارحسن التدبير وإرشاد النفقات. علما أن الكثير من الطلاب و مستعملي خطوط الشركة ممن تطول رحلاتهم على متنها كان بإمكانهم البقاء على اتصال بالشبكة مما كان يجعلهم يستفيدون من عامل الوقت الشيئ الذي يعود عليهم بالنفع في مختلف شؤونهم اليومية، خصوصا في مدينة وعاصمة اقتصادية بحجم الدارالبيضاء حيث تتعدد وتتشعب الخدمات التي ترتبط بالشبكة.
إذا كانت الدول السائرة في طريق النمو وحتى المتخلفة عن الركب تراهن على تعميم وتغطية أكبر مساحة منها بشبكة الإتصال وبمجانيته في الأماكن و الفضائات العمومية، من أجل الدفع بعجلة النمو ومن أجل اللحاق بقطارالتقدم الذي بات يفرض سرعات بالأمس كانت من باب الخيال العلمي على سكان هذا الكوكب، واليوم هي واقع لا مفر منه، فإن هذا القرار الذي اتخذته الشركة لا يخدم العملية التواصلية التي هي أساس كل تقدم.


الكاتب : كمال وبران

  

بتاريخ : 17/01/2024