وَفي المدينةِ وحدَها،
أتكتمُ بِحَذرٍ شديدٍ على أسرَاري المُخبَّأة.
صَدقُوني أنتمْ،
لا أسْرارَ لديَّ تُثقِلُ جَيبَ عُزلتِي
وَلا أسْرارَ فائِضَةٌ عنِ الحَاجَةِ،
تسُرُّ المُخبِرين…
غَيرَ أنِّي؛ وهذا حالي،
غالبا ما أحِسُّ بِوَخْز نظراتِ خنافسَ تَلتهِمُ مَفاصِلي…
فكلُّ الشوَارِعِ المَفتوحَة
تَصُدُّ مَنافِذَ العُبورِ،
إلى حَيثُ الطرَف الآخَرَ مِنْ جَسدِي.
فأستأصِلُ كُلي مِثلُ شرْنقةِ مُستنقعِ غَابةٍ
مُشبَعةِ برائحة بُخورٍ مُنتهِيةِ الصَّلاحِيةِ …
بِلا أجنِحةٍ وَزعَانِفَ
لامْتِصاصِ مَسافاتِ مَجازِ الحُلمِ
نَحوَ نُقطِ ضَوءٍ غَير سَاطعةٍ
مُبَعثرَةٍ في فَمِ الرِّيحِ.
فلسْتُ – بَعدَ التأكيد لكمْ عنْ عدمِ المُبالغةِ –
ظِلَّ شجَرةِ عَرعَارٍ جافةٍ
تلعقُ رُطوبة ضَبابِ فِكرةٍ
تتَحَللُ كّذرةِ سُكرٍ
فِي فِنجانِ قهْوةِ صَباحٍ فارِغٍ.
وَلا كفِيفا بِلا عَدساتٍ طِبيةٍ مُتعَددةِ البُؤرِ
يَتوكأ عَصا هَشةٍ لِراعِي
أتلفَ النَّايَ وَنحيبَ القطِيع..
فقَط؛ وبِحُسنِ نِيةٍ كمَا سَيبدُو لكمْ
فكرْتُ فِي النهَايَة،
أنْ أحَلقَ كنوْرسٍ
يَتضَوَّرُ مِن تُخمَةِ الإشتِهاء.
رَسَمتُ لِظلي أجْنِحة مِنْ وَرقٍ..
تخَطيتُ أولَ نافذةٍ
لكتابٍ مُطلٍ عَلى البَحرِ
فَوجَدتنِي،
ألتهِمُ رَملَ هَوامٍشَ اسْتِعاراتٍ دَخِيلةٍ
وَسطَ رُقعةِ شطرَنْجٍ
أشتبكُ مَعَ بَيدقٍ احتياطِي مِنْ رَغوةٍ
يَمْنعُني مِنْ دُخولِ القلعًة.
تِلكَ القلعَة التِي،
لفَظتنِي
شرْنقة مِنْ خَشبٍ.