شــجــــرُ الـــوَهْــــــمِ

وعليَّ الآنَ
وقد أُقْعِدْتُ
وانتبذْتُ مُحْتَبىً قصيّا
أنْ أُديرَ الأرضَ
على سبَّابتي
لا على الوُسْطى
حتى لا يتأَوَّلُني السيميائيونَ
والَّنَّقَدةُ المتربصون.
أُديرُهــــا
بعدَ
أَنْ أَعْيا
قرنَهُ الثورُ
وخارتْ قواهُ..
وأَنْ أدورَ
أدورَ كخُذْروفٍ
مع وردة الريـــحِ
وطاحونة دونكيشوتْ.
وحين أجلسُ
ــ وقد أخَذْتُ زينتي كما ينبغي ــ
إلـــى البيانو
( أتوهم أنَّ لديَّ واحداً باهظَ الثمن )،
اتِّقاءَ ألمٍ فاجرٍ زار الأسنانْ
أَوْ
هرَباً من سوسٍ يزحف إلى الدماغ
حثيثاً كأُفعوانْ
ووَضَرٍ يقُدُّ الروح والوجدانْ،
أَسألُ:
كيف اهتدى الدهرُ الفاسدُ
ــ وكنتُ قبل اليوم أُكَفِّرُ العَطّارَ ـ
إلى العنوانْ؟
هي ذي كيمياءُ الأحوال المتبدلةِ
هو ذا حظُّ السَّعْدانْ
إِذْ يجرفون مأواهُ الشَّجيرَ
مقوداً إلى حلبة السيركِ،
ذليلاً مهانْ.
أَوَاهْ.. وااااهْ:
الزمنُ بركةٌ آسنةٌ
والعمر ليلٌ داجٍ
وأغصانٌ من زجاجٍ.
ولــكــنّي،
سأغني وإنْ غابت الشمسُ
وكفَّتْ عن غنائها الزّيزانْ،
وارْتَحلتْ في أَسىً صَبواتي.
سأغني مثلَ قِدْرٍ مضغوطةٍ
حتى أفيضَ
ثم أغيضَ.
سأغني مثل طائر البجَعِ
قبل مــــوْتـــي..ااا


الكاتب : محمد بودويك

  

بتاريخ : 26/01/2024