شكلت مقدمة لـ «موجة جديدة» من تجاوزات الرعي الجائر بجماعات إقليم تارودانت

 جحافل من الجمال والماعز «تستبيح» أراضي سكان دواوير جماعة النحيت ومطالب بـ «إعمال القانون»

 

في ظل تداعيات سنوات الجفاف الثقيلة التي عانت منها مناطق عديدة من جهة سوس ماسة، وانعدام فرص الشغل، اضطرت أسر عديدة من ساكنة قرى دائرة إغرم بإقليم تارودانت، إلى الهجرة إلى هذه المدينة أو تلك، بحثا عن توفير سبل العيش الكريم، من أكل وشرب وعلاج ودراسة، وكل ما له علاقة باستمرار الحياة. والكل يعلم بالمشاهدة والمعايشة، أن عددا من هؤلاء المهاجرين لا تنقطع علاقاتهم مع دواوير مسقط رأسهم ومهد طفولتهم وبداية شبابهم، حيث يجتهدون من أجل إسناد الآهالي الماكثين بمنطقتهم على مواجهة إكراهات المعيش اليومي، بواسطة العمل الجمعوي التطوعي في المناسبات الدينية كرمضان وفي الأيام العادية كجمع المنح لمساعدة التلاميذ المحتاجين، والقيام بتوفير العناية الطبية لمن لا إمكانية لهم. هؤلاء السكان البسطاء وجدوا أنفسهم، مؤخرا، أمام استباحة أراضيهم وما زرعوه بمناسبة سقوط أمطار الخير من طرف جحافل من الجمال وقطعان الماشية من صنف الماعز والأغنام، حيث أكدت مصادر من عين المكان «أن 23 شاحنة أفرغت حمولتها بالنفوذ الترابي لجماعة النحيت قيادة والقاضي إقليم تارودانت وحدها، في وقت كان السكان قد استبشروا خيرا بنمو ما حرثوه من الشعير، بعد أن استرجعت الفدادين جماليتها بفضل كساء الربيع بأزهاره المختلفة، إضافة إلى اخضرار أشجار الأركان واللوز» ، لافتة إلى «أن هذا الهجوم شكل صدمة بالنسبة للجميع، سواء القاطنين أو أبنائهم المتواجدين بمختلف المدن، علما بأن المشرفين على هذه الجحافل، لا يكتفون بالقضاء على الأخضر واليابس من المغروسات، بل يقومون بإفراغ المطافي التي يتم فيها تخزين مياه الأمطار، حيث المياه الجوفية نادرة بالمنطقة، وذلك باستعمال محركات وصهاريج متنقلة، فما لا تشربه الجمال والأغنام والماعز يحمل في الصهاريج»، مضيفة «أن كل من طلب من المهاجمين الابتعاد يكون مصيره التنكيل، كما حصل في دواوير اكني واكاك ومكزارت وأزوران» ؟. «أكثر من هذا، إن بعض هؤلاء الرعاة لا يترددون في التجول بين الدواوير وومضايقة النساء بشكل مستفز؟»
وارتباطا بـ «اعتداءات هؤلاء الرعاة الرحل»، طالب بعض أبناء المنطقة «بتدخل السلطات المحلية بشكل عاجل لحماية الأهالي وممتلكاتهم وإعمال المقتضيات القانونية ذات الصلة ضد المعتدين، والعمل على إخلاء المنطقة من الجحافل التي تستبيح أراضي الساكنة ضدا على القوانين المنظمة لعملية الترحال الرعوي، علما بأن صورا عديدة تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي، مؤخرا، توثق لصرخات أهالي المنطقة جراء تكرار هذا النوع من الاعتداءات، والتي كثيرا ما تتسبب في خلق أجواء من الاحتقان المفتوحة على كل الاحتمالات؟».


الكاتب : محمد مستاوي

  

بتاريخ : 27/04/2022