شوارع البيضاء وملعب محمد الخامس يتصببان اختلالا

ساعات ليست بالطويلة من الأمطار كانت كافية لتعرية واقع البنية التحتية للعاصمة الاقتصادية ، فمن يطل من فوق المدينة كان ليعتقد يوم الثلاثاء أنه بصدد حفرة تجمع للمياه وليس بصدد مدينة يحلم الجميع بأن تصبح عاصمة للمال والأعمال ،معظم الشوارع امتلأت بالمياه بل هناك أحياء غرقت من التدفقات كما هو الشأن بالنسبة لسيدي معروف وحي السدري وأحياء أخرى ، حتى أن المواطنين بادروا إلى خلع أغطية البالوعات لصرف المياه حتى لا تتسبب في أضرار قد تؤدي إلى مالا يحمد عقباه ، إذ ظهر أن هناك أعطالا ببالوعات الصرف الصحي وقد تسربت المياه إلى عشرات كراجات الفيلات والمساكن ، بل حتى الطراموي اعتلت المياه بعض عرباته وهو ما يطرح أكثر من علامات استفهام خاصة وأن وسيلة النقل هذه تتمتع بمسار عال على باقي طرقات المدينة ، وعنيت ببنية تحتية خاصة الأمر الذي يسائل اليوم الساهرين على هذه البنية ، وبفعل استمرار الأمطار غرقت بعض السيارات وتسبب لها الفيضان الناجم عن البنية المختلة في أضرار، كما عانت أسر تقطن مساكن سفلية في احياء شعبية من التدفقات واجهتها بالأواني والدعاء فقط ولم ينفعها برنامج عمل مجلس مدينة الدارالبيضاء الذي لا يظهر له أي انعكاس على الواقع المعيش .


الثلاثاء الماطر لم يمر دون أن يأخذنا في جولة لملعب محمد الخامس الذي كان يحتضن مباراة للرجاء ضد خصم عنيد ، إسمه إصلاحات مركب محمد الخامس ،حيث نقلت التلفزة مباراة فريقين يسبحان في بحيرات عاتية في منظر يسوق لصورة لا تستحقها هذه المدينة ، خاصة إذا علمنا أن الدولة خصصت لهذا الملعب 22 مليارا من أجل الإصلاح ، وأغلق لأكثر من سنتين في وجه الجمهور وفرق المدينة من أجل هذا الغرض ، ليتضح أن الإصلاح لم ينفع الرجاء في شيء وخبا أمام أول امتحان مطري لم يتجاوز سويعات ، وكانت شركة التنمية المحلية الدارالبيضاء للتهيئة هي من تكلفت بهذه المهمة وقد رأى كل المشاهدين كيف كان شعار “وي كازابلانكا ” ، على لوحات الإعلانات الجانبية للملعب يغرق مع العشب وسط الأمطار وهو اللوغو الذي أنجزته شركة التنمية المحلية الدارالبيضاء للتنشيط التي تدبر هذا الملعب
خصصت الدولة للعاصمة الاقتصادية أكثر من 3300 مليار سنتيم في إطار البرنامج التنموي للدارالبيضاء 2015/202 ، بهدف النهوض ببنيتها التحتية لتكون في مستوى طموح جعلها عاصمة للمال والأعمال ، هكذا تكون الدولة قد وفرت ما يمكن توفيره وأكثر وتركت لمدبري الشأن المحلي تنفيذ مايلزم في إطار ماتخولة القوانين المعمول بها و احتراما لبنوده ، ليطلع لنا الجواب عن حقيقة هذا التنفيذ مع متم السنة النهائية للبرنامج صارخا بأن المدينة لم تقلع بعد.

توقف حركة السير .. ومياه تسببت في أضرار للمنازل والسيارات


33 ميلمترا من التساقطات ما بين الخامسة والتاسعة مساء من يوم الثلاثاء ، كانت كافية لتعري على واقع البنية التحتية لمدينة الدارالبيضاء وتوزعت هذه التساقطات على مجموع المجال الترابي للدارالبيضاء الكبرى ، وكان لها الأثر الكبير بشكل خاص على مناطق الهراويين ، مديونة ، تيط مليل وأهل الغلام ودار بوعزة وبوسكورة وأحياء حي السدري ومولاي رشيد وعين الشق والحي الحسني ، ففي بعض أحياء الدارالبيضاء غزت مياه الأمطار منازل سفلية شعبية وتسببت لها في أضرار على مستوى الأفرشة والأثاث ، كما تسربت بشكل كبير لعشرات المرائب لفيلات ولمحلات تجارية وغيرها ، ولم تسلم السيارات من الأضرار حيث ظهرت سيارات شبه عائمة في مناطق مختلفة من أحياء المدينة ـ وشهدت أخرى كعين الشق واسباتة شللا ملحوظا في حركة السير بفعل ارتفاع منسوب المياه في بعض شوارعها كشارع القدس وشوارع مجاورة تتقاطع بين الحيين ، الطرامواي لم يسلم بدوره من ارتفاع منسوب المياه إذ ظهرت بعض مقطوراته مغمورة بشكل واضح وهو ما تسبب لها في أعطاب وأضرار ، حركة المرور عرفت أيضا شبه شلل في جانب من الطريق السيار المتخلل للمدينة وأيضا القنطرة التحتية لشارع الزرقطوني ومدار باشكو بالوزيس ، ولم تسلم الشوارع المخترقة لأحياء حي السلامة وسيدي عثمان وحي السدري ومولاي رشيد من هذا الشلل المروري ، بعد عجزمجاري الصرف الصحي عن تحمل كميات الأمطار ، وفي الوقت الذي عبر فيه المتضررون عن غضبهم فيما يتعلق بالبنية التحتية لمدينتهم ، لم يظهر لأي مسؤول ترابي أي وجود إبان غزو المياه هذا وحتى في اليوم الموالي لم يتم أي اجتماع رسمي لتقييم ما جرى في الوقت الذي بدأت تظهر فيه بعض تسريبات المسؤولين تقول بأن قوة الأمطار لم تكن لتقف أمامها اية اجتهادات بذلت فيما قبل في إشارة إلى أن الطبيعة هي السبب ، وهنا وجب التذكير والتساؤل هل قوة الأمطار الحالية تضاهي حجم التساقطات في سنوات الستينات والسبعينات التي لم تكن تخلف كل هذه الأضرار؟ .


هنا وجب التذكير بأن الدولة خصصت ملايير الدراهم للنهوض بالبنية التحتية للعاصمة الاقتصادية لكن وفي أول مواجهة للأمطار ، بدا العيب واضحا ، فملعب محمدالخامس الذي خصصت له ميزانيات عريضة ، ظهر في أسوأ أحواله وتحول إلى شبه مسبح في ساعات قليلة ، ويتذكر الجميع أن أصواتا تعالت من طرف المعارضة إبان عمليات التصليح ، تقول بان هذه الإصلاحات التي تشرف عليها شركة التنمية المحلية الدارالبيضاء للتهيئة ، لن تكون مجدية إلا أن هذه الأصوات قوبلت سواء من لدن مدير الشركة أو مدبري الشأن المحلي بالمجابهة والتبخيس ، اليوم كل شيء واضح وظاهر ولا يجب تفويت الحدث دون محاسبة خاصة إذا علمنا بأن الرقم الذي خصص للمدينة لجعلها عاصمة للمال والأعمال هو 3300 مليار سنتيم .


الكاتب : العربي رياض

  

بتاريخ : 07/01/2021