من حد السوالم إلى سراييفو للتتويج ببرونزية بطولة العالم للكيك بوكسينغ
شيماء بلقاسمي، شابة كلها طموح، جابهت كل الصعاب ،من أجل تحقيق حلمها الذي راودها منذ الصغر، حاصلة على شهادة البكالوريا دبلوم تجارة عالمية، تحكي في لقاء مع جريدة «الاتحاد الاشتراكي» أنها كانت مولوعة بالرياضة منذ نعومة أظافرها، خاصة الفنون القتالية، لكن قبل ذلك، وقبل أن تحقق إنجازات على المستوى الوطني والقاري والعالمي في هذا المجال، كانت تلعب كرة اليد.
مباشرة بعد هذه المرحلة من حياتها، التجأت إلى رياضة «الكيك بوكسنغ»، وهي الرياضة التي أغرمت بها، رغم أنها فن من الفنون القتالية، تقول شيماء بلقاسمي، اخترت ذلك عن حب وقناعة، وكان الهاجس الأول، تضيف، من أجل الدفاع عن نفسي أولا، ثم من أجل تحقيق ألقاب، أرفع من خلالها راية بلدي المغرب خارج أرض الوطن، والحمد الله، استطعت بفضل المثابرة وتفاني المؤطرين، أن أمثل بلادي في المحافل الرياضية الدولية.
البطلة المغربية شيماء بلقاسمي، تنتمي إلى جمعية نادي قتال سالمي بحد السوالم بإقليم برشيد، شكل المدربان هشام زبيري وعبد نور زبيري سندا حقيقيا لها، كما تقول، في جميع البطولات التي شاركت فيها، حيث فزت بلقب بطولة المغرب في الكيك بوكسينغ، بالإضافة إلى ذلك، كما تشهد بذلك سيرتها الرياضية، توجت بطلة المغرب في المواي طاي، وبطلة المغرب في الفول كونتاكت، وأيضا بطلة مغرب في اللايت كونتاكت»، وبطلة المغرب للصافات (الملاكمة الفرنسية)
لم يقتصر الأمر على أن تكون شيماء بلقاسمي، بطلة في هذه الفنون القتالية على الصعيد الوطني فقط، بل توجت بطلة للعرب في كايوان بالشقيقة الجزائر، كما حازت على المرتبة الثالثة في بطولة العالم صنف كايوان واكوا بسراييفو بدولة البوسنة، وشاركت في بطولة العالم في» الفول كونتاكت» التي نظمت بتركيا، وأيضا هي كوتش أيروبيك زومبا.
شيماء بلقاسمي، التي هي عضو في المنتخب الوطني المغربي للكيك بوكسينغ، رغم كل هذه العطاءات والألقاب التي حصدتها هذه البطلة الشابة، إلا أنها تحس بغبن كبير، حيث لم تستطع هذه الألقاب التي توجت بها، أن تثير انتباه المسؤولين محليا على مستوى حد السوالم أو على مستوى إقليم برشيد، فلم يتحرك أي واحد منهم، ولو بتنظيم حفل تحفيزي لها، حتى تستطيع الاستمرار في حصد الألقاب، وهو ماحز في نفسها. وتواصل حديثها بمرارة، في الوقت الذي من المفروض في المسؤولين، احتضان هذه المواهب ولو بكلمة شكر، لم يعيروا أي اهتمام للموضوع، بالمقابل، أثنت شيماء على مسؤولي جامعة الكيك بوكسينغ وأطراف وطنية أخرى، التي منحتها فرصة تمثيل المغرب خارج أرض الوطن، على رأسهم كما تقول، الأطر الوطنية، الحاج لحسن واسو، الأستاذ عبد رحيم غرداش.
ولم تخف البطلة المغربية بلقاسمي العراقيل التي اعترضت مسيرتها الرياضية، لكنها تخطت ذلك، لأنها كما تعترف ، آمنت بحلمي ووجدت السند في أساتذتي الإخوة هشام وعبد النور زبيري، اللذين ناضلا من أجل إحياء هذه الرياضة بمدينة حد السوالم، وكانا دائما في جنبي مثل عائلتي.
هذه النتائج التي حققتها، تقول شيماء بلقاسمي، ليست بالسهلة، فبالعودة إلى الكواليس، تظهر آنذاك قيمة هذه الألقاب، حيث كنت أتدرب في ظروف صعبة وشاقة، بالإضافة إلى البرنامج الخاص بالحمية الغذائية الذي خضعت له من أجل تخفيف الوزن، زيادة على ضرورة التوفيق بين الدراسة والرياضة، فرغم أنني كنت أدرس بمدينة الدار البيضاء وأتدرب بمدينة حد السوالم، إلا أنني حاولت ألا أضحي بأي أحد من منهما على حساب الآخر، وكذلك الجانب المادي، الذي هو مهم وأساسي كي أستطيع المشاركة في البطولات الوطنية في مختلف المدن المغربية… لكن رغم كل هذه الصعاب إلى جانب جحود مسؤولي مدينتي وإقليمي برشيد، أجد نفسي فرحة، حينما أجد التشجيع من المواطنين، الذين يشجعونني ويدعمونني معنويا، خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي.
رغم أنني عنصر نسوي، لم أحظ بالاستقبال في المطار أو بتكريم لتحفيز، في الوقت الذي رفعت راية البلاد، عائلتي وحدها، تقول، هي التي تشجعني، أما مسؤولي مدينتي أو الإقليم، فلم أتلق أي دعم لا معنوي ولا مادي منهم، رغم أنني مثلت حد السوالم والإقليم و المغرب، ماعدا أساتذتي، الذين يكرمونني في أكبر تظاهرة رياضية بمدينة حد السوالم التي تنظم كل سنة.
ودعت البطلة شيماء بلقاسمي، إلى ضرورة الاهتمام بالأبطال والمواهب وتحفيزهم من أجل أن يعطي كل واحد في مجاله أكثر، كما دعت المواهب إلى الإيمان بالحلم الذي يضعه كل واحد نصب عينيه، فبالإرادة والإصرار وتحمل الصعاب والمشاق وتحدي الظروف ولو كانت معاكسة للطموحات، يمكن للمرء أن يحقق مراده، لكن كل ذلك لايعفي المسؤولين من احتضان هذه المواهب، لأن طموحاتها ولو كانت شخصية، فهي تصب في المصلحة الوطنية، ويكفي أن ترفع الراية الوطنية في المحافل الدولية من بين العديد من أعلام الدول الأخرى، التي توفر لأبنائها كل الدعم والتشجيع.