حقق فريق المغرب التطواني فوزا مهما على فريق الفتح الرباطي برسم الدورة 24 من البطولة الاحترافية خلال المباراة التي جمعتهما مؤخرا و ذلك بعد مرحلة الفراغ التي عاشها خلال الأربع دورات الأخيرة بعد تحقيقه لتعادلين وهزيمتين متتاليتين.وحسب العديد من المتتبعين لشأن الفريق فالنتائج المخيبة لتطلعات الجماهير التطوانية جعلته بعيدا عن احتلال أحد المراتب الخمسة الأولى المؤدية للمشاركة في المنافسات القارية، والتي كان المكتب المسير يراهن عليها ، حيث أن الوضع المالي المتدهور للفريق و غياب الحكامة في التدبير ،دفعه إلى نهج سياسة التشبيب داخل الفريق باعتماده على شبان مدرسة الفريق و إتاحة الفرصة لهم قصد كسب التجربة ،في أفق تكوين فريق قادر على مقارعة الكبار خلال الموسم القادم.
وقد بدى واضحا خلال مباريات الفريق الأخيرة التي عرفت إقحام أسماء شابة في تشكيلة الحمامة البيضاء ،حيث أبان بعضهم عن إمكانيات محترمة خاصة اللاعب أيوب البوعادلي الذي رغم صغر سنه قدم مردودا كرويا متميزا في المباراتين الأخيرتين للفريق، و كان نجما بدون منازع، إضافة إلى التألق الكبير للمدافع محمد علي الذي كسب رسميته في وسط الدفاع رغم وجود أسماء كبيرة مثل المهدي بلعروسي، زكرياء لعيوض، حمزة حجي ويوسف الترابي.هذا فضلا عن أسماء قادمة بقوة كهلال الفردوسي و يوسف الهواري والحارس الشاب محمد لمعيز الذي أقحمه المدرب أساسيا في مباراة الفتح الأخيرة مكان رضا بوناكة الذي تراجع مستواه بشكل ملحوظ و أبان عن نقص كبير في أداءه من خلال ارتكابه العديد من الأخطاء القاتلة خاصة في مباراة سريع واد زم.
هؤلاء الشبان الذين أصبح يعول عليهم لتطوير الفريق والدفع به نحو التألق، هم نتاج لسياسة الرئيس السابق عبد المالك أبرون الذي جعل من مركز التكوين للملاليين مشتلا لصناعة النجوم وتكوين الأبطال، رغم العشوائية التي طبعت سياسة الرئيس الحالي للفريق على مستوى هذا المركز، الذي كان يعد من خيرة المراكز التكوينية بالمغرب و الذي انتج لاعبين كبار بفضل الاهتمام الكبير للحاج أبرون بشبان الفريق وفئاته الصغرى.
في سياق آخر، أوضحت مصادر من الفريق للجريدة أن عدد من لاعبي الفريق أصبحوا خارج حسابات المدرب جمال الدريدب ومعه المدير التقني رضا حكم الذي سيقود سفينة الحمامة خلال الموسم المقبل بشكل رسمي، ومن بين هؤلاء اللاعبين المدافعين زكرياء لعيوض ويوسف بوشتة والمهاجمين أسامة الحلفي وسفيان الركلاوي المنتهية عقودهم إلى جانب المدافعين حمزة حجي وخليل بن حمص اللذين يشرف عقدهما على الانتهاء بانتهاء الموسم الجاري. ذات المصادر أشارت إلى كون هناك لاعبين آخرين لم يقنعوا الطاقم التقني للفريق رغم أن عقودهم لا زالت سارية المفعول،و الأمر يتعلق بالمدافع المهدي بلعروسي والمهاجم الأوغندي نيلسون سينكاتوكا ولاعب الوسط التنزاني إدوارد ماكا مما يرجع فرضية إعارتهم أو فسخ عقودهم و هو ما قد يزيد من أعباء ميزانية الفريق التي أصحبت غير قادرة على مسايرة أبسط متطلبات الفريق فما بالك بفسخ عقودهم أو التفكير في انتدابات أخرى . الفريق، وحسب ذات المصادر، أصبح يعاني من ضائقة مالية خطيرة تستوجب من المكتب المسير نفض الغبار عليه و التفكير جديا في البحث عن مصادر لتمويل الفريق وتقوية مداخله. فمالية الفريق أصبحت حاليا غير قادرة على تلبية أبسط حاجيات ومتطلبات النادي من أجور ومستحقات اللاعبين والمستخدمين والطاقم التقني، حيث انتظر المكتب المسير مؤخرا توصله بمنحة من طرف الوزارة الوصية تقدر بـ 300 مليون سنتيم بعد تحول الفريق لشركة رياضية والتي تم تعميمها على كافة الفرق الوطنية ، ليشرع في تأدية الأجور والمنح العالقة لللاعبين والأطر التقنية منذ شهر ماي المنصرم. وضعية حسب العديد من المصادر لا يمكن أن تستمر على هذا التوجه، أمام عجز الرئيس عن إيجاد مخرج لهذه الأزمة تفاديا لغضب اللاعبين و الجماهير التي سئمت من وعوده وتباكيه المستمر من الأزمة.