ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي .. ما سر «الوميض الأزرق» قبل الزلزال؟

أثارت ظاهرة «ومضات الضوء الأزرق» التي ظهرت في وقت قريب من وقوع زلزال في المغرب جدلاً واسعًا بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي.
واعتبر البعض أن هذا الوميض مجرد علامة غريبة ليس لها تفسير، في حين قام بعض العلماء بتفسيرها على أنها نتيجة لتكسير الصفائح الصخرية أو الطبقات المصاحبة للزلازل.. فما سر الوميض الأزرق؟
يأتي ذلك بالتزامن مع ربط الكثيرين بين ظاهرة «الوميض الأزرق» في السماء وحدوث الزلازل في مناطق مثل المغرب وتركيا وسوريا.
يعرف الضوء الأزرق الذي يظهر في السماء لحظة وقوع الزلزال باسم «الوميض البركاني» أو «البرق الزلزالي»، وهو ظاهرة مؤقتة تحدث نتيجة الكسر الذي يحدث في الصفائح أو الطبقات الصخرية.
ويحدث هذا الكسر بسبب احتكاك شديد بين الكتلتين في منطقة الكسر أو الفالق، خاصة إذا كان مساحة الاحتكاك كبيرة تصل إلى 3 أو 6 أمتار، حيث يزيد تأثير الاحتكاك عندما يكون الكسر في صخور صلبة أو بازلت، ما ينتج عنه حرارة عالية ووميض.
ويعتبر هذا الضوء أو الوميض أمرا طبيعيا بعد حدوث الكسر، إضافة إلى سماع صوت يشبه الانفجار نتيجة هذه الكسر، ولا يحدث الوميض الأزرق في كل الزلازل، لكنه يرتبط فقط بالصخور الصلبة والحركة على جانبي الفوالق.
وحسب تصريحات لعلماء الجيولوجيا كما نقلت ذلك مواقع إعلامية متعددة، فهناك من حاول تقديم تفسير علمي حول الظاهرة، وهناك من كان له رأي آخر، في هذا المجال، انتقد الدكتور محمد النجار، عالم الجيولوجيا المصري، الربط بين ظهور الوميض الأزرق وحدوث الزلازل، مؤكدا أن هذا الربط هو نوع من الإسقاط العشوائي، حيث لا توجد دلائل علمية فورية تربط بينهما وفقًا لمبادئ العلم، سواء كان الوميض ضوءًا أم صوتًا انفجاريًا أو تأثيرًا على الحيوانات.
و أوضح النجار أن جميع هذه الأمور والعلامات هي مجرد افتراضات شخصية من قبل بعض الأفراد، ولا علاقة لها بحدوث الزلازل، مشيرا إلى أن الزلازل تحدث في المناطق التي تفتقر إلى التوازن في القشرة الأرضية، ومن بين هذه المناطق منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط.
وعلق أستاذ المناخ بجامعة القصيم سابقاً ونائب رئيس جمعية الطقس والمناخ السعودية عبدالله المسند على الأمر.وقال المسند عبر حسابه في منصة «إكس» إن «هذه الظاهرة شوهدت بل وصورت في أكثر من حدث زلزالي في العالم، وفي حالات بُلغ عنها شفوياً»، مضيفاً أن «هذه الظاهرة البصرية والحصرية تكون مقترنة مع بعض الزلازل بل القليل منها، وقيل تخرج من مركز الزلزال حيث يوجد الصدع، أي المنطقة التي فيها أكبر قدر من الإجهاد التكتوني وتسمى هذه الظاهرة البصرية بضوء الزلزال .
وكشف أن «تفسيرها العلمي لا يزال محل اجتهاد من العلماء المختصين، بل وبينهما اختلاف، فمنهم من يقول: إن الزلزال يُنشط الشحنات الكهربائية في الصخور حيث إن طحن الصخور تتكسر منه ملايين من ذرات الأكسجين سالبة الشحنة فتخرج إلى السطح فتتحول إلى غاز مشحون ينبعث منه الضوء»،مضيفا أنه عندما تنتقل موجة زلزالية قوية عبر الأرض، فإنها تضغط الصخور بقوة وبسرعة، ما يخلق ظروفاً تتولد منها كميات كبيرة من الشحنات الكهربائية الموجبة والسالبة، فتنتقل هذه الشحنات معاً، لتصل إلى ما يسمى بحالة البلازما، والتي يمكن أن تنفجر وتطلق النار في الهواء.
وأوضح المتحدث أن انزلاق وتكسير حبيبات التربة يمكن أن يولد ملايين الفولتات من الشحنة الكهروستاتيكية،في حين أن هيئة المساحة الجيولوجية الأميركية حذرة بشأن ما إذا كانت أضواء الزلازل، موجودة بالفعل أم لا؟».
و أوضح المسند إلى أنه «من جهة أخرى لا تظهر الأضواء مع كل زلزال. بل هي نادرة جداً، ولا يمكن التنبؤ بها، ووفقاً لاستقراء بعض الدراسات فإن ظهور ضوء الزلزال يحدث عندما تكون قوة الزلازل 5 درجات على مقياس ريختر أو أكبر من ذلك».
وختم قائلاً إنه «خلال زلزال تركيا وسوريا هذا العام ظهرت أضواء متعددة بشكل مستمر في مقاطعتي كهرمان وهاتاي، كما شوهدت ومضات الضوء الأزرق أيضاً في زلزال مراكش».


بتاريخ : 15/09/2023