استقبلنا بمقر مكتب الجريدة بالرباط ، مريشة أحمد أسير حرب سابق بمعتقلات تندوف ورئيس الجمعية المغربية لضحايا البوليساريو، مرفوقا بمنسق الجمعية والأعضاء المؤسسين لها من مختلف التوجهات الفكرية والجمعوية والسياسية والأكاديمية المغربية من داخل المغرب وخارجه، حسين مفتي.
وقد وضع مريشة الجريدة أمام فحوى المذكرة المرفوعة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بنيويورك أنطونيو غوتيريس، و أعرب ممثلو الجمعية في الرسالة المرفوعة، عن بالغ قلقهم تجاه الصمت الذي مازالت بعض الهيئات الدولية تنتهجه إزاء الرعب الذي تعرض له أسرى الحرب والرهائن المدنيين المغاربة في معتقلات تندوف فوق التراب الجزائري، والذين تم إخضاعهم لمعاملات لا إنسانية ومخالفة لكل المواثيق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان، وخاصة اتفاقيات جنيف التي تحمي أسرى الحرب والمدنيين خلال النزاعات المسلحة. وكشفت الرسالة تعرض هؤلاء المغاربة لكل أشكال التعذيب السادي، البدني والنفسي، المتواصل لأزيد من ربع قرن في غياب تام للمنتظم الدولي. كما أرغموا، تحت التعذيب، على القيام بأشغال شاقة فرعونية بدون انقطاع مند 1975 إلى سنة 2005 تاريخ الإفراج عن آخر دفعة من الأسرى الذين كانوا مسجلين لدى الصليب الأحمر الدولي. ولفتت الرسالة الانتباه إلى أن البوليساريو، و خلافا لما تروج له الجزائر، ما زال يحتفظ بالعديد من الأسرى و الرهائن المدنيين الذين لم يتم تقديمهم منذ اختطافهم، لا للصليب الأحمر الدولي ولا للصحافة العالمية، زد على ذلك رفات الأسرى والرهائن المغاربة الذين تمت تصفيتهم و ردمهم سواء بسجون الجزائر العاصمة أو معتقلات تندوف. وأكدت الرسالة المرفوعة إلى الأمين العام أن هذه الرفات مازالت، هي الأخرى ، أسيرة في حفر لا إنسانية يجب إعادتها لبلدها كي تدفن قرب عائلاتها، واستنكرت الرسالة الصمت المرعب الذي تعاملت به بعض المنظمات الحقوقية الدولية مع ملف أسرى الحرب والرهائن المغاربة، والذي لا يمكن إلا أن نسميه «بانقلاب الصمت على الشرعية الدولية» مما شجع الجلادين على المضي قدما في تعذيب و استعباد أسرى الحرب و الرهائن المدنيين المغاربة و كأن الجزائر تتمتع بحصانة دولية.
وقالت الرسالة باسم الضحايا وعائلاتهم «نحن لا نشتكي من كوننا أسرنا بل نشتكي لكوننا خضعنا ولأزيد من ربع قرن من الزمن ، لرق الجاهلية في زمن الحضارة ، للتعذيب و التنكيل و الأعمال الشاقة في زمن منظمة الأمم المتحدة و مجلس الأمن، هضمت حقوقنا في زمن حقوق الإنسان و اتفاقيات جنيف. إذا ومن خلال معاملة العدو لنا، لا يجب أن نعتبر أنفسنا بأننا كنا أسرى حرب، بل عبيدا، فشتان بين أسير حرب و عبد … أسير الحرب يعامل طبقا لقوانين اتفاقيات جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة و يفرضها مجلس الأمن، أما العبد فهو يخضع لقانون و مزاج مالكه الذي هو تحت رحمته ، يمكنه أن يقتله أو يعذبه أو يجوعه أو يخضعه للأشغال الشاقة أو يحرر رقبته. ألم يعامل جلادو البوليساريو والجزائر أسرى الحرب و الرهائن المغاربة بنفس الطريقة لأزيد من ربع قرن ؟ ألم تتدخل العديد من الدول لتحرير رقابهم بدل إطلاق سراحهم بعد وقف إطلاق النار؟ أين كان المجتمع الدولي الحقوقي آنذاك؟ لماذا لم يفرض إطلاق سراح أسرى الحرب و الرهائن المغاربة مباشرة بعد وقف إطلاق النار؟ لماذا لم تطبق مضامين اتفاقيات جنيف على الأسرى و الرهائن المغاربة؟ لماذا يسموننا إذا ، أسرى الحرب بدل عبيد الحرب ؟ لهذا نطالب الأمم المتحدة في شخصكم ، والمجتمع الدولي بعدم السماح لمجرمي الحرب من البوليساريو و ضباط المخابرات العسكرية الجزائرية بالإفلات من العقاب، طبقا لمقتضيات القوانين الدولية، لما اقترفوه من انتهاكات لحقوق أسرى الحرب والرهائن المدنيين وجرائم ضد الإنسانية طيلة المدة المذكورة في معتقلات تندوف فوق التراب الجزائري وسجون الجزائر العاصمة».
وللإشارة فقد أسس لهذه الجمعية، تضامنا وإيمانا بالقضايا العادلة لضحايا البوليساريو، مجموعة من النخب الجمعوية والجامعية والإعلامية والسياسية نذكر من بينهم : عبد الحق الحدحودي محامي وأستاذ زائر بكلية الحقوق طنجة، و الأطرش نور الدين فاعل جمعوي بفرنسا وبدر الدين ابسيس فاعل جمعوي من اسبانيا ، وبورمضان عبد اللطيف فاعل سياسي بألمانيا ،وحسين مفتي فاعل حقوقي، وبديعة الراضي إعلامية وفاعلة سياسية، ونوال العروسي فاعلة جمعوية، وثريا غربال فاعلة سياسية، وعبد القادر مساعد رئيس شعبة حقوق الإنسان بجامعة عبد المالك السعدي بطنجة، ونبيل كوزة رئيس جمعية الخبراء والأطر خريجي ألمانيا، وعبد أبو إياد العلوي أستاذ جامعي . وتتكون الجمعية المغربية لضحايا البوليساريو من:
مريشة أحمد: رئيسا «أسير حرب سابق بسجون الحمادة»
الشويعر محمد: نائبا « أسير مدني سابق رهينة بسجون البوليساريو»
ثريا حاشد : كاتبة عامة، ابنة شهيد القضية
خالد الجزمي: نائبها ، ابن مفقود
أحمزاوي محمد : ابن شهيد القضية ، أمين المال
دادة الحسين نائبه: ابن شهيد القضية
أوجاع محمد: مستشار، من المهجَّرين كأطفال إلى كوبا.
ضحايا البوليساريو يرفعون رسالة عاجلة إلى أنطونيو غوتيريس ويطالبون بتقديم الجناة للعدالة الدولية
الكاتب : مكتب الرباط
بتاريخ : 14/04/2017