نفى المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، يوم الخميس، ما نشرته صحيفة «صن» البريطانية من تقارير زعمت فيها تعرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمحاولة اغتيال
يوم أمس.
وقال بيسكوف لوكالة سبوتنيك ردا على سؤال عما إذا كانت تلك المعلومات صحيحة أم لا، إن تلك المعلومات ليست صحيحة .
وأفادت تقارير إعلامية (صادرة عن صحيفة «ذا صن» البريطانية)، بأن الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» حظي بفرصة أخرى للنجاة من الموت، بعد أن تعرضت سيارته للهجوم عن طريق «قنبلة». و يزعم أن سيارة الليموزين الخاصة ب»فلاديمير بوتين»، قد تعرضت لمحاولة اغتيال محتملة بعد «احتدام الحرب في أوكرانيا»، كما يدعي المطلعون على أحوال الكرملين، الذين جزموا بأن «الإنفجار القوي» استهدف العجلة الأمامية اليسرى للمركبة، أعقبه «دخان كثيف» حسبما زعمت مصادر مقربة من الرئاسة الروسية.
في وقت لاحق، ذكرت صحيفة «ذا صن» البريطانية، أن الليموزين الخاصة بالرئيس، تم نقلها إلى منطقة الأمان وبداخلها الرئيس دون أن يصاب بأي أذى، تزامنا مع حملة اعتقالات متعددة في جهاز الأمن الخاص به. وتفيد التقارير أن بعضا من حراسه الشخصيين قد «اختفوا» فجأة، وسط مزاعم بأن المعلومات السرية حول تحركات الرجل البالغ من العمر 69 عاما قد تم اختراقها، وفقا لقناة جنرال «جي – في – آر» (GVR) على تطبيق «تلغرام».
و تزعم القناة المناهضة للكرملين، أن بوتين كان عائدا إلى مقر إقامته الرسمي في «موكب مخادع» وسط مخاوف أمنية، وتألفت القافلة «الاحتياطية» فيه من 5 سيارات مدرعة (كان في الثالثة، أي في وسط القافلة) كما يزعم الموقع. إلا انه، و من غير الواضح، متى وقعت محاولة الاغتيال المحتملة، ولم يتسن على الفور التحقق من هذا الادعاء.
ذكرت القناة كذلك، أنه : «في طريق العودة إلى السكن الرئاسي، أي على بعد بضعة كيلومترات، تم منع أول سيارة مرافقة من المسير من قبل سيارة «إسعاف».. أما السيارة المرافقة الثانية، فقد دارت دون توقف بسبب عقبة مفاجئة لكي تلتف عليها.. ليعقبها في سيارة بوتين « دوي انفجار عال من العجلة الأمامية اليسرى متبوعا بدخان كثيف.. إلا أن سيارة بوتين، «على الرغم من صعوبة السيطرة على قيادتها»، شقت طريقها للخروج من موقع الهجوم للوصول إلى مكان الإقامة الآمنة»، و أضافت: «..في وقت لاحق، تم العثور على جثة رجل كان يقود سيارة الإسعاف التي حاولت منع المركبة الاولى في القافلة الرئاسية من المضي قدما».
تأتي هذه الحادثة، وسط مزاعم بأن المسؤولين الروس يدعون بوتين إلى «الاستقالة» بعد أن عانت البلاد من انتكاسات «كبيرة» نتيجة للهجوم المضاد الأوكراني، الذي استعادت به القوات الأوكرانية مساحة كبيرة من الأراضي المنزوعة منها من قبل الروس، مما أجبر القوات الروسية على التراجع على عجل، علاوة على المتداول من أن : «القوات الروسية بدأت تنسحب من مدينة «ميليتوبول» الرئيسية في منطقة «زابوريجيا» ( حيث تقع محطة «زابوريزهزهيا» النووية التي تنتج خمس الطاقة الكهربائية في أوكرانيا) جنوب أوكرانيا، متجهة نحو «شبه جزيرة القرم» التي ضمتها موسكو من قبل، في ضربة «مهينة» للكرملين.
وفي الوقت نفسه، ذكرت نفس القناة أن تفاصيل الهجوم المفترض تحمل سمة «السرية»، زاعمة أن «رئيس الحرس الشخصي للرئيس، و العديد من الأشخاص الآخرين قد أوقفوا عن العمل، وهم رهن الإحتجاز»، دون أن تذكر أحدا منهم على وجه التحديد. وتضيف «كانت دائرة ضيقة من الأشخاص على علم بحركة الرئيس في هذا الموكب، وجميعهم كانوا من جهاز الأمن الرئاسي.. بعد الحادث، اختفى ثلاثة منهم، هؤلاء هم بالضبط الأشخاص الذين كانوا في السيارة الأولى من الموكب، غير أن مصيرهم غير معروف حاليا، تزامنا مع العثور على السيارة التي كانوا يستقلونها فارغة على بعد بضعة كيلومترات من موقع الحادث».
يأتي هذا الحادث، بعد أشهر فقط من «إعلان أوكرانيا أن الرئيس الروسي نجا من محاولة اغتيال بعد تعرضه لهجوم خلال رحلة. وقد صرح رئيس الاستخبارات في البلاد «كيريلو بودانوف» إن هناك محاولة فاشلة جرت لحصد حياة بوتين في بداية الحرب ضد أوكرانيا، كما تستهدف مقربين له أيضا، على غرار ما وقع الشهر الماضي، من عملية إغتيال راحت ضحيتها ابنة أحد الأصدقاء المقربين جدا من بوتين، بسبب انفجار سيارة مفخخة».
استهدفت تلك العملية الاغتيالية، «داريا دوجينا» ابنة و سكرتيرة «العقل المدبر للحرب الروسية» المعروف ب»ألكسندر دوجين»، بينما نجا والدها بأعجوبة من الانفجار. كان «دوجين»، الذي يعتبره البعض «مصدر الإلهام» لغزو أوكرانيا، عائدا مع إبنته إلى موسكو من أحد المهرجانات في البلاد، عندما تبادل كلاهما المركبات في اللحظة الأخيرة، قبل أن تنفجر سيارتها. في الوقت نفسه، ربما يكون ما لا يقل عن سبعة من «الأوليغارشيين» الروس المقربين من بوتين، قد قتلوا بينما كان الرئيس يطهر دائرته الداخلية من الحلفاء الأثرياء السابقين.
و منذ بداية العام الحالي، شهدت دائرة المقربين من الرئيس الروسي، تصفية العديد من الأسماء أو أقاربهم أو عائلاتهم في ظروف غامضة، غير أن مصادرا عدة تكاد تعتقد بأنهم ربما «قتلوا» بالفعل، بسبب نظريات تزعم أن هناك أوجه تشابه في طرق وفاتهم.. كان آخر ضحية (معروفة) لهذه السلسلة من التصفيات في الدائرة المقربة من الرئيس الروسي، هو «إيفان بيتشورين» رجل بوتين البارز في تطوير موارد روسيا الهائلة في القطب الشمالي، الذي تذكر المصادر سبب وفاته ب»أنه سقط من جانب قارب في المياه القريبة من جزيرة روسكي في ظروف غريبة».
(المصدر : صحيفة «ذا صن» البريطانية)