طاعناً في الذكرى

ستعيش طاعناً في الذكرى
كبيت امرأة عجوز
الحياة فيك
صُوَّرٌ مضى أصحابها
مزارعون قَطَّروا عرق جِباههم
عطرا للأيام التي لن يأتي فيها أحد
أبناء تركوا للغبار غُرفهم
وملابِسهم على مسمار خلف الباب
فلاَّحاتٍ جَدَلن الحكايا حصائر
على أرضية مطبخك
كُتاَّب أبْقَيت وجوههم
على الرُّفُوفِ
بينما شخصيات كُتُبهِم تتنازع
أيُّها أحق بالنَّوم في رأسك كل ليلة
الساحرة التي أخبرتك عن الأمل
مرَّغته في مِقَشَّتِها وطارت
في الموقد صلوات أحرقتَها وأحرقَتك
وعاداتك السيئة والجيدة
تتخلَّى عنك واحدة تلو الأخرى
كل شيء فيك
يحتضر تحت السواد
كامل أنت أيها البيت
لا ينقصك سوى الموت
آتيا من حقُول العمر
التي منها نجوت
لا ينقصك سوى
أن يجعلوك عربة لأغنية قديمة
يعرفونك بها
ونعشا لأسمائهم
أولئك الذين صنعوا ذاكرتك
إنهم يدفعون بجسدك الآن
ستشرع في الانحدار
لامعا على انعكاسِ الضَّوء
خفيّاً وشفَّافاً.


الكاتب : فدوى الزياني

  

بتاريخ : 20/09/2024