مستشفى الرازي للطب النفسي ببرشيد «يحتضر» وأسر المرضى تطالب بالحلول

طبيب واحد فقط يؤمّن الخدمات الصحية ويمارس الإدارة

يعيش مستشفى الرازي للطب النفسي ببرشيد أزمة جديدة، تنضاف إلى سلسلة الأزمات التي ظلت لصيقة بهذا المرفق الصحي الحيوي، وهذه المرة بعد وضع ثلاث طبيبات لشواهد طبية، وفقا لمصادر «الاتحاد الاشتراكي» تفيد بأن وضعهّن الصحي يتطلب فترات للراحة. مستجدّ تسبب في مشاكل بالجملة للمرضى الذين يعانون من علل نفسية، لأن المؤسسة الصحية لم يعد يمارس بها مهنة الطب سوى طبيب واحد، يتحمّل في نفس الوقت مسؤولية التدبير الإداري للمستشفى، وهو ما يعني التكفل بالمستعجلات والاستشارات الخارجية وتجديد الوصفات الطبية وكل ما يهم النزلاء، إضافة إلى التدبير الإداري، وغيرها من التفاصيل الأخرى.
ودعا عدد من المرضى وذويهم إلى ضرورة التسريع بإيجاد حلّ لهذه الأزمة الجديدة، لأن الوضع الصحي للمصابين بأمراض نفسية وعقلية لا يحتمل وقف العلاج والانقطاع عن أخذ الأدوية، لما لذلك من تبعات جد وخيمة عليهم، قد تتسبب في نكوص وفي مضاعفات متعددة. وأبدى المتضررون تخوفاتهم من أن يطول هذا الوضع وأن يستمر الخصاص في الأطر الطبية بشكل ستنتج عنه مشاكل بالجملة، خاصة وأن أعطاب الصحة النفسية هي تتزايد يوما عن يوم.
وتعليقا على هذا الوضع أكد حسن الرامي، الكاتب الإقليمي للنقابة الوطنية للصحة العمومية العضو في الفيدرالية الديمقراطية للشغل، وعضو مكتبها الجهوي، في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، أن مستشفى الرازي عاش ويعيش العديد من المشاكل المتلاحقة، وضمنها هذا المشكل الأخير، مشددا على أن إشكالية الموارد البشرية من أطباء وممرضين إلى جانب الخصاص في الأدوية وكذا تأهيل البنية الاستشفائية، هي عوائق ظلت تعترض سبيل هذا المرفق الصحي والمهنيين، بشكل تسبب في أزمات متعددة ، مبرزا أن النقابة حرصت دائما على إثارة الانتباه إليها وطالبت مرارا بإيجاد حلول لها.
وأوضح الرامي، أن المؤسسة الصحية تفتقد لخدمات طبيبة عامة وخمسة ممرضين متخصصين في الصحة النفسية، تمت الاستعانة بخدماتهم خلال الجائحة الوبائية لفيروس كوفيد 19، وإلى غاية اليوم لم يتم إرجاعهم إلى مكان عملهم، علما بأن المستشفى والنزلاء في حاجة إلى دعم في الموارد البشرية من أجل تلبية الطلبات الكبيرة والاحتياجات العديدة للمرضى، سواء النزلاء أو الحالات الوافدة، مشيرا إلى إشكالية أخرى تتعلق بحالة بعض السجناء المرضى الذين تم التنبيه مرات عديدة على أنهم يشكلون خطرا على النزلاء. وشدّد الفاعل النقابي في تصريحه للجريدة على أن مستشفى الرازي والصحة النفسية والعقلية ككل ببرشيد والجديدة وسطات هي متجهة نحو الإفلاس، نظرا للاستشارات وللحالات التي يتكفّل بها المستشفى الوافدة عليه من الإقليمين، داعيا من المسؤولين والجهات المختصة إلى التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 15/07/2023