طرس سَجَاح

أيّها الطائر لا تبعَد،
لا حبةُ القمح لكَ في الرّاحتيْن
ولا نقطةُ ماء.
وحدهُ في اليد
ضوءٌ مبهرٌ
نارٌ خبيئةٌ بالصدر
وعينٌ رطبةٌ بماء السؤال.
وإن الليلُ أعاقَ
والمجهولُ،
وحيث لا قافلة تمضي لتعودَ
سنرحل في لعبة الغيب
كالنُّجومِ،
عن صيرورةٍ
لم تكن غير لُحيْظةٍ
بعمر الضوء الخاطفٍ.
طريقٌ حيثما رميتَ البصرَ،
طروقٌ شطرَ ما ولَّيْتَ الجناحَ.

أيها الطائر لا تبْعَد،
لا حبة قمح لك في الراحتيْنِ
ولا نقطة ماء،
وحده سفرٌ طويلٌ
جبالٌ كلها عودةٌ.
فتأمّلْ،
تجَمُّع الحجارة عند الأودية
في لعبة الوقت البطيئةِ،
قياسَ الزمنِ
في أغاني الماء.
تأمّلْ، التقاطَ أنفاسكَ
في مضايقِ لعبةٍ أخرى،
وأنت ترفعُ
من نفس الحجارة
سماءً.

باحثا
في عينيك عن ضوئها،
لاترى
غير ظلامٍ
يهزِم ذيلَ الشهاب
وذاكرةً ببريق البعيد
تهدهد الساعاتِ بين ماضٍ وآتٍ.
تتدرّجُ في التباطؤ لعبتُهُ،
اللعبة المحمولة في الزمن
بين ريحٍ وجناحٍ،
بين شهيق الكون وزفيره.
تأمّلْ فحسبُ
الطريق
وشمَ الفصول.

أيها الطائرُ لا تبْعَد،
لا حبة القمح في الراحتين لكَ
ولا نقطة ماء،
وحده سفرٌ طويلٌ
ودوائر كلها طرقاتٌ.
وأنتَ
منكَ إليكَ الطريقُ
بل أنتَ الطريقُ.
مــــــا أبطأَ اللعبةَ
ما أسرعَ الماءَ.


الكاتب : لطيفة المسكيني

  

بتاريخ : 21/10/2022