طلبة «الطب والصيدلة» يواصلون هم أيضا احتجاجاتهم وأقاربهم يوقعون عريضة موجهة لرئيس الحكومة

إضراب جديد بالمؤسسات الصحية العمومية الأربعاء والخميس وإنزال وطني للشغيلة الصحية بالرباط

 

قررت النقابات الصحية القطاعية الرفع من سرعة احتجاجها بخوض إضراب جديد يومه الأربعاء وغدا الخميس 22 و 23 ماي في كل المؤسسات الصحية العمومية والبنيات الاستشفائية، الأوّلية والإقليمية والجهوية، وكذا على مستوى المراكز الجامعية، مع برمجة إنزال وطني للرباط من أجل تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر البرلمان، تنطلق تفاصيلها في الحادية عشرة صباحا.
وتعليقا على هذه الخطوة الاحتجاجية الجديدة، أكد الدكتور كريم بلمقدم، الكاتب العام الوطني للنقابة الوطنية للصحة العمومية العضو المؤسس للفيدرالية الديمقراطية للشغل، في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي»، على أن الشغيلة الصحية جد قلقة من كيفية التعامل الحكومي مع مطالبها الذي يطبعه الاستخفاف والاستهتار بالمسؤولية الملقاة على الفاعل الحكومي، هذا الأخير الذي عليه أن يذلّل كل العقبات والصعاب التي تحول دون الجلوس إلى طاولة حوار مسؤول لحلّ المشاكل، الأمر الذي ينتفي كلّيا في هذا الوضع الذي يعيشه مهنيو الصحة بالقطاع العام.
وشدّد القيادي النقابي على أن الفاعل النقابي من مختلف الأطياف والمكونات النقابية بقطاع الصحة، هو الذي عبّد الطريق بانخراطه وبمشاركته في حوار مع ممثلي وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، وبإظهاره لمرونة كبيرة أطّرها تغليب المصلحة العامة للوصول إلى الخلاصات التي تم التوافق بشأنها، لأن الغاية كانت هي أن يدفع كل الفرقاء الاجتماعيين بكل السبل التي من شأنها أن تساهم في تحقيق السلم الاجتماعي في القطاع، وأن تضمن انخراط الجميع لإنجاح كل الأوراش المفتوحة التي تعرفها المنظومة الصحية، لكن في نهاية المطاف وبعد تقديم الحلول تبيّن على أن هناك جهة تسعى لتكريس الاحتقان، ولتعميم القلق، ولنشر السخط في قطاع حيوي هو قاطرة الصحة في المغرب؟
وأوضح الدكتور بلمقدم أن ما يشهده قطاع الصحة العمومي هو مثير للاستغراب، لأن ما يتم تقديمه من منجزات حكومية في هذا الباب، هي بعيدة كل البعد عن المهنيين بكل فئاتهم، الذين هم العمود الفقري للمنظومة، فأوضاعهم لم يتم تحسينها لا ماديا ولا معنويا، وظروف العمل لم يتم تجويدها بالشكل الذي يلبي الاحتياجات الصحية للمواطنين ويجيب عنها بشكل مرن، بعيدا عن كل الإكراهات التي تتحول إلى قيود تحدّ من نجاعة ومردودية القطاع. ودعا القيادي النقابي الحكومة إلى مراجعة أوراقها ذات الصلة بقطاع الصحة، مؤكدا على أن الحكمة تقتضي التعامل مع مطالب الشغيلة الصحية بكثير من التبصر ومع مصالح المواطنين الصحية بحكمة أكبر، لأن خدمة المواطن المغربي وتحقيق الأهداف المسطرة في البرامج والسياسات الصحية والارتقاء أكثر بالتصنيف المغربي في ترتيب مؤشرات التنمية البشرية لا يمكن أن يتحقق في ظل ظروف يطبعها الاحتقان والتعنت والتصلب، والاستمرار في إهانة مهنيي الصحة على أكثر من مستوى.
يذكر أن الإنزال الوطني ليوم الخميس، قد تقرر أن يكون بالزي المهني، أي بارتداء الوزرة البيضاء، مع استعمال اللافتات واليافطات وترديد الشعارات الموحدة التي أعدّتها وسطّرتها لجنة التنسيق الممثلة لكافة المكونات النقابية الثمانية.
وفي سياق آخر، يواصل طلبة كليات الطب والصيدلة احتجاجاتهم ضد قرارات التوقيف والإقصاء وضد إغلاق الحكومة لكل حوار مسؤول من أجل استئناف السنة الدراسية ولتفادي سيناريو السنة البيضاء، حيث انتقل المعنيون من خطوة الوقفات والاحتجاجات في الفضاء العام إلى توقيع عريضة تضامن من طرف عائلات وأقرباء الطلبة، تطالب رئيس الحكومة بإعادة فتح باب الحوار مع اللجنة الوطنية والتراجع عن التوقيفات.
وعلاقة بالموضوع أعلنت اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، أن تضامن عائلات وأقارب الطلبة قد اتخذ شكلا جديدا، فبعد حضورهم الوازن في مختلف الوقفات المحلية والوطنية، وضع آباء وأمهات طلبة الطب والصيدلة عريضة إلكترونية موجهة لرئيس الحكومة، بلغ عدد موقعيها بعد يومين فقط من طرحها أكثر من 2000 شخص، مشددة على أن موقف الطلبة سيتواصل في مواجهة ما يصفه عدد منهم بإغلاق باب الحوار والسعي لمزيد من الاحتقان.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 22/05/2024