« طنجة تحت الاحتلال الإسباني 1940-1645» : الخطاب الاستعماري الإسباني حول المغرب

يعزز هذا الإصدار الرصيد التوثيقي الذي أشرفت عليه المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير حول مدينة /منطقة طنجة الدولية وهو عمل أكاديمي يجمع بين الندوة العلمية والأطروحة الجامعية والمؤلف التاريخي.
يتناول الباحث عزيز الطويل في هذا المؤلف إرهاصات الأطماع الإسبانية في المغرب بوجه عام وتقصي دقائقها، أخذا بعين الاعتبار مراحل بناء الخطاب الاستعماري الإسباني حول المغرب، وتحديد خصائصه وإزاحة الستار عن مبرراته إلى حين ظهور المطالب الإسبانية الرسمية بضم طنجة بشكل صريح إبان الحرب العالمية الأولى وقبيل الحرب العالمية الثانية.
بين الباحث العديد من السياقات التي ساهمت بشكل أو بأخر في تراجع النفوذ الإسباني بشمال إفريقيا بعد معاهادات بداية القرن العشرين إلى غاية توقيع معاهدة الحماية سنة 1912.
وحتى يفصل الباحث في الفترة التي عرفت فيها طنجة نظام الحكم الدولي كان لزاما عليه أن يعود للبدايات الأولى لذلك، حيث بين الإجراءات الأولى التي اعتمدها الأوربيون حتى تصبح طنجة تحت إدارتهم المباشرة .
ويوضح الكاتب في مؤلفه كيف تحججت إسبانيا بالحقوق التاريخية والطبيعية والبشرية التي تجمعها بالمغرب بغية بسط نفوذها عليه، وما حدث بعد ذلك من إرباك لحساباتها بعد توقيع معاهدة الحماية سنة 1912. وغيرها من النقاط المهمة التي تناولها الباحث في ثلاثة فصول كبيرة مهد لها بتقديم ومدخل تاريخي عام تحدث فيه عن تدويل طنجة والمؤسسات الأجنبية التي أقيمت بها في القرن 19 إلى غاية توقيع معاهدة التدويل سنة 1923 .
وقد تحدث الباحث في الفصل الأول عن المشروع الكولونيالي الإسباني حول طنجة سنة 1914 إلى 1940، وهنا ركز الباحث محمد عزيز الطويل على إبراز المطالب الإسبانية التي كانت تنادي بضم مدينة طنجة إلى غاية التوصل إلى معاهدة التدويل سنة 1923، والمقارنة بين نظام طنجة الدولي وبين نظيره بمنطقة الحماية الفرنسية والإسبانية وغيرها من التفاصيل أبرزها رد فعل الصحافة المغربية من ذلك من خلال جريدة الحياة.
وركز الباحث محمد عزيز الطويل في الفصل الثاني على وضعية الاحتلال الإسباني العسكري لطنجة وتحقيق الأطماع الاستعمارية سنة 1940-1945 ذكر فيه عملية الاحتلال الإسباني لطنجة في 14 يونيو 1940، ووقف عند صدى الاحتلال في الصحافة المغربية من خلال جريدة الوحدة المغربية، كما تحدث عن الخطوات التي اعتمدتها إسبانيا لإنهاء النظام الدولي بطنجة وقرارها بضمها للمنطقة الخليفية .
وانتقل في الفصل الثالث والأخير إلى الحديث عن وضعية طنجة تحت الاحتلال الإسباني 1940-1945 وعودة النظام الدولي ، مفصلا في الحديث عن الترتيبات القانونية الإسبانية التي اعتمدت لفرض احتلال طنجة وحصيلة المنجزات الإسبانية في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية والأمنية، وكذا الظروف والعوامل التي حتمت على إسبانيا وضع جد لاحتلال طنجة.


بتاريخ : 29/12/2021