عائلة الشريف السقواتي: صحراوية مغربية فلسطينية

بجوار الحرم الإبراهيمي والمسجد الأقصى المبارك وفي عموم أرض فلسطين، تنتشر عائلات تعود جذورها إلى أصول مغربية ومنها ذات نسب شريف لتظل شاهدة على التواجد المغربي بهذه الأرض المباركة منذ مئات السنين مجاهدين، وحجاجا، وطلاب علم، وأفرادا عاديين. أسرة آل الشريف الفلسطينية الخليلية المغربية، والتي يعود نسبها إلى الشيخ محمد ابن عبد لله الحسيني السقواتي الذي وفد إلى فلسطين في القرن السابع الهجري من منطقة الساقية الحمراء بالصحراء المغربية ليتخذ من مدينة الخليل مستقرا له حتى وفاته في عام 652 هجرية، واحدة من هذه العائلات التي ت جسد الارتباط الديني والروحي للمغاربة وخاصة أهل الصحراء المغربية بإخوانهم الفلسطينيين بشكل عام والمقدسيين وأهل الخليل على وجه الخصوص. ويذكر عبد الرحيم عبد الرحمان خير الدين الشريف – أبو رامي، وهو أحد وجهاء عائلة الشريف في الخليل، أن جدهم جاء المدينة إبان الفتوحات الإسلامية من الساقية الحمراء في المغرب، وله مقام في جبل الرميدة ومكتوب تاريخ وفاته في المقام مكان دفنه وأنه كان يدس في الحرم الإبراهيمي وكان أهل الخليل عندما ينحبس المطر يخرجون بعد صلاة الجمعة إلى مقامه يطلبون من لله المطر. وبحسب المؤرخ الفلسطيني الدكتور يوسف أبو ميزر ، فإن الشيخ محمد ابن عبد لله الحسيني السقواتي هو واحد من الشيوخ الأفاضل الذين قدموا من منطقة المغرب العربي إلى فلسطين واستقروا فيها. واستدل المؤرخ ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، على نسب هذه الأسرة الشريفة بتوفره على بعض المخطوطات عنها بالإضافة إلى م شجر أنساب موثق من عدة جهات في بلاد الشام، قام بتدقيقه، بالإضافة إلى بعض الوثائق التاريخية التي تعود إلى الحقبة العثمانية المبكرة ولأشخاص من عائلة الشريف السقواتي في مدينة الخليل والتي لا تزال ذريتها تنعم بالهدوء والسلام والاطمئنان في هذه المدينة. في هذا السياق ، قالت رزان عبد الرحيم الشريف، وتشغل محافظة مكتبة المسجد الأقصى المبارك، في تصريح مماثل ، إن جدتها كانت تحدث أبناءها وأحفادها بأن أصول العائلة من المغرب من منطقة الساقية الحمراء بالصحراء المغربية، وهي أسرة تتحدر من نسب شريف، لجدهم السقواتي، الذي كان مجاورا للمسجد الإبراهيمي الشريف بالخليل. من جهة أخرى، أشار المؤرخ أبو ميز إلى أن كتب ومصادر التاريخ الاسلامي التي تعود إلى الفترة الأيوبية ، ترجع التواجد المغاربي في القدس الشريف إلى الحقبة المملوكية وبالأخص في فترة الملك الأفضل علي نور الدين بن الناصر صلاح الدين الأيوبي ، حيث قدم الكثير من المغاربة إلى مدينة القدس بعد فتح صلاح الدين لها وتم اسكانهم في المنطقة المسماة بحائط البراق اليوم الملاصقة للسور الغربي للمسجد الأقصى المبارك. ومن العائلات المغربية الأخرى ذات النسب الشريف التي استوطنت الخليل ، عائلة آلناصر الدين، الذين ينحدرون من مدينة مكناس وينتسبون للشيخ التقي عبد لله الغزواني الذي لازال مقامه في المدينة الإسماعيلية محجا للعديد من الزوار . ويقول الشيخ بسام ناصر الدين من أعيان الخليل والمنحدر من هذه العائلة، إنه خلال فترة الحروب الصليبية التي غزى فيها الصليبيون أرض رباط المقدس والقدس الشريف واحتلوها لسنوات ، قدم من مكناس آل ناصر الدين في ألوية جهادية وتحت لواء الشيخ عبد لله الغزواني ليقاتلوا إلى جنب القائد صلاح الدين الأيوبي وتحرير بيت المقدس. وأضاف أن نسب العائلة يعود إلى جدهم ابن الحسن ابن علي كرم لله وجهه ، ويتجاوز تعدادهم في مدينة الخليل 1800 شخص، كما لهم أبناء عمومة يساوون العدد في الأردن وبعض الأفراد في مصر. وأشار إلى أن آل ناصر الدين لهم معالم تاريخية في الخليل ، وأراض كثيرة تسمى خ لة المغربي، والبيت القديم في البلدة القديمة المجاورة للحرم الإبراهيمي الشريف، هو بيت كبير مبني على الطراز العربي يتجاوز عمره 400 عام، عاش فيه الغالبية العظمى من هذه العائلة ذات الأصول الشريفة. واعرب عن ما يختلجه من أحاسيس الشوق والحنين لربط وشائج الوصل بأهله وجذوره المغربية ، معربا عن مشاعر الاجلال والتقدير والاحترام لصاحب الجلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس لما يقدمه جلالته من دعم متواصل لنصرة القدس وللمقدسيين وللفلسطينيين بشكل عام.


الكاتب : جواد كربي ـ الخليل (فلسطين )

  

بتاريخ : 11/11/2022