عادل القبّاج مفخرة للمغرب والعالم العربي  و قيمة علميّة عالمية مضافة

 

تزخر المملكة المغربية، في مختلف الميادين العلمية والفكرية والفنيّة والأدبية، بالكثير من المبدعين، الذين يسطع من بينهم اسم البحّاثة عادل القبّاج (INSEA, Rabat)، أستاذ التعليم العالي في المعلوماتية والذكاء الاصطناعي في المعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي (INSEA)، الذي يركّز عمله على المعرفة وعلم الوجود (ontologie) والأنظمة الذكية والدور الفلسفي للمعلوماتية والذكاء الاصطناعي.
حظي البروفسور القبّاج في المحافل العلمية العالمية باحترام وتقدير شديدين، ليس فقط بسبب تفوّقه في ميدانه البحثي، بل بسبب “الطاقة الإيجابية” الراقية التي ينشرها في محيطه، متوجّة بفيض من المحبة ونكران الذات، إلى حد استحق معه لقب “أستاذ التواضع” من دون منازع.
نبوغ البحّاثة القبّاج في عالم المعلوماتية ومجال الذكاء الاصطناعي منذ ثمانينيات القرن الماضي، أهّله للفوز بجائزة علمية سلّمه اياها العاهل المغربي الملك محمد السادس عام 1990 الذي كان وليًا للعهد آنذاك، في احتفال أقيم بمراكش لتكريم عدد كبير من الكتّاب والمبدعين والباحثين المغاربة. وقد جاءت هذه الجائزة تتويجًا لمسيرة البروفسور القبّاج العلميّة، والتي انكب من خلالها على الكتابة والتأليف تنويرًا للعقول وتزكية للنفوس… ومن آخر انجازاته في هذا المجال نشره لكتاب يظهر أن العلم، وبالأخص الفيزياء، توصل إلى بطلان المادية، التي كادت تُجرِّد الإنسان من انسانيته، بعنوان “العلم يعلن موت المادية”:

LA SCIENCE DECLARE LA MORT DU MATERIALISME
وفي هذا الإطار، يوضح القبّاج أنه: “في بداية القرن العشرين، أكد العلم الحديث أنَّ المادة وحدها هي التي توجد بالفعل. ثم أعلن العلم والفلسفة والثقافة انتصار المادية على كل رؤى العالم الأخرى”.
ويضيف: “العالم الحديث و المعاصر تمت صياغته وفق المنظومة المادية، مقرونة بالداروينية، والرأسمالية، والفردية، والنزعة الاستهلاكية. وقد ولّد هذا النظام الدورة الجهنمية من الاستغلال المفرط، والإفراط في الإنتاج و الاستهلاك، مع العديد من العواقب السلبية”.
ويختم: “بعد قرن من التطور المتسارع، يؤكد العلم المعاصر الآن أنَّ المادة غير موجودة في الواقع، وأنَّ العديد من التأويلات المختلفة للفيزياء المعاصرة تؤدي إلى استنتاج ثوري مفاده أنَّ الكون ليس مصنوعًا من مادة أو أشياء مادية، بل من طاقة تُفهم على أنها نشاط (activité) وأنظمة ديناميكية معقدة لمعالجة المعلومات”.
يبقى القول أنَّ عادل القبّاج، لا يعد مفخرة للمغرب والعالم العربي فحسب، بل قيمة علميّة عالمية مضافة، تدعو إلى الاعتزاز، خصوصا بالنسبة لمن زمَلَه أو تتلمذ على يديه أو حتى كان له شرف التعرّف عليه… ولعلي من أكثر المعتزين بزمالته في التعليم، ومن أكثر المتمنين له دوام العطاء والنجاح والتألق والتوفيق اللامحدود…

*كاتبة و باحثة
مغربية، INSEA Rabat


الكاتب : نجاة بنونة *

  

بتاريخ : 11/03/2025