«عاشوراء» تنعش سوق لعب الأطفال في درب عمر

بات قبلة للأسر وللتجار الصغار في هذه المناسبة

 

تتميز عاشوراء عند المغاربة بكونها أيام فرح ولعب وفرجة، وتتفرد بعادات وطقوس متنوعة تختلف عما هو معمول به في العديد من الدول الأخرى. وتبدأ الاحتفالات مع دخول شهر محرم وتنتهي في العاشر منه، حيث تمتلئ الأسواق الشعبية والمحلات التجارية الكبرى بلوازم الاحتفال بهذه المناسبة، التي تحرص الأسر المغربية خلالها على إدخال السرور على أبنائها خاصة بشراء الألعاب إما من أجل اللهو بها أو التي تساهم في رفع مداركهم التثقيفية والمعرفية عن طريق اللعب، والتي لا تشكل خطرا لا عليهم ولا على الغير.
ويعتبر سوق «درب عمر» بمدينة الدارالبيضاء أو ما بات يطلق عليه لاحقا بـ «ميني شينا تاون»، نظرا لوجود تجار من آسيا، وتحديدا من الصين، وبفعل كثرة المنتوجات الصينية المعروضة به كذلك، من أكبر الأسواق التجارية التي توفر لعب الأطفال بالمغرب؛ إلى جانب باقي الأنشطة التجارية الأخرى التي تميزه طبعا؛ مما جعل منه قبلة لمختلف الفئات والشرائح الاجتماعية والعمرية، الباحثين عن لعب لأطفالهم أو من يمكن وصفهم بـ «تجار صغار» الذي يقتنون كمياتها لإعادة بيعها سواء في تراب المدينة نفسها أو في مدن أخرى.
في جولة لـ «الاتحاد الاشتراكي» في قلب درب عمر، لاحظنا وجود حركية تجارية مهمة، ووقفنا على حضور آباء وأمهات مع أطفالهم لاقتناء لعب مختلفة، حسب ميولات كل طفلة وطفل. هذا الرواج دفعنا لاستفسار محمد، وهو بائع لعب الأطفال بهذا السوق حول الأمر وطرحنا عليه عدة أسئلة في الموضوع، فأكد لنا بأن «الإقبال هذه السنة كان جيدا مقارنة مع السنة الماضية نظرا لتزامن مناسبة عاشوراء مع نهاية الموسم الدراسي»، مبرزا بأن «متوسط أسعار اللعب هذه السنة تراجع بمعدل 20 بالمائة مقارنة مع مناسبة عاشوراء للموسم الماضي». وسجّل المتحدث ذاته أن «اللعب الأكثر طلبا هذه السنة، هي الخاصة بالاصطياف، نظرا لتزامن عاشوراء مع بداية فصل الصيف، حيث يختار أغلب الأطفال اقتناء لعب يحملونها معهم إلى البحر».
من جهته أوضح « ل . م «، وهو مستورد وبائع لعب للأطفال بنفس السوق، في تصريح للجريدة، أن «الإقبال على لعب الأطفال خلال مناسبة عاشوراء يسجل تراجعا مع مرور السنوات، نظرا لتوفر هذه المواد طيلة السنة». وأكد المتحدث أن «العرض هذه السنة متوفر ويغطي جميع الفئات الاجتماعية، إذ تتراوح الأسعار ما بين 20 درهما و3000 درهم، حسب جودة ونوع المنتج». وأبرز بودرا أن «اللعب المعروضة للبيع يتم استيرادها من الصين بالدرجة الأولى، ثم من إيطاليا وإسبانيا وتركيا، غير أن تلك القادمة من الصين تبقى هي الأكثر طلبا من طرف الزبائن نظرا لأسعارها المنخفضة».
وعلاقة بالموضوع، تطرح في كل عاشوراء، وعلاقة بسوق درب عمر، طبيعة ونوعية اللعب التي يتم بيعها، والأسئلة المتعلقة بسلامتها ومأمونية استعمالها، خاصة على مستوى نوعية المواد التي تدخل في تصنيعها، والمسالك التي تقطعها للوصول إلى التاجر أولا فالمستهلك ثانيا، وهو ما يجعل الكثير من المهتمين بمواضيع الاستهلاك يطالبون بتشديد المراقبة أكثر على كل اللعب الموجهة للأطفال لحمايتهم من أي ضرر محتمل قد يترتب عن استعمالها.

* صحافي متدرب


الكاتب : يونس عشوشي *

  

بتاريخ : 18/07/2024