متعددة هي الظروف التي تدفع بالإنسان إلى ارتكاب الجريمة ، جريمة قد تختلف الواحدة عن الأخرى على مستوى حدتها وكذا على مستوى نوعيتها ، ومن بين هذه الجرائم نجد جرائم يرتكبها الأطفال و التي لا تقل خطورة عن تلك التي يرتكبها الكبار وصلت في بعض الحالات الى جريمة القتل، التي غالبا ما يلجأ إليها من تملكه الانحراف و غاص في مستنقع الاجرام ، و جريمة القتل يتفنن محترفوها في تنفيذ أطوارها بكل ما يتطلب ذلك من دقة وسرعة وقدرة على المغامرة والتنفيذ سواء بطريقة هادئة كاستعمال أداة حادة أو الشنق أو الضرب أو اضرام النار …
وما نطرحه في هذه النازلة لا يختلف كثيرا عن باقي الحالات ، ويتعلق الأمر بتلميذ أراد أن يظهر ردة فعله الغاضبة من قرار والده الذي أرغمه على متابعة دراسته بالمدرسة العتيقة بالزمامرة فاختار طريقا لم يكن ليخطر على بال أحد أدى الى مقتل ثلاثة تلاميذ حرقا بالنار ، هذا الطريق لم يكن طويلا ، كما كان يعتقد التلميذ ، حيث اختزلت الضابطة القضائية بالزمامرة مسافته بإلقاء القبض عليه وإيداعه السجن .
في ليلة من ليالي فصل الربيع الباردة بالزمامرة اقليم سيدي بنور ، و بالضبط منتصف ليلة الاثنين/الثلاثاء 10/11 أبريل من السنة الجارية، اهتزت المدينة التي كانت هادئة تحت وطأة برودة تلك الليلة، على وقع اندلاع حريق في الغرفة المخصصة لإقامة التلاميذ الداخليين بالمدرسة العتيقة ، حيث التهمت النيران كل شيء وجدته في طريقها و تصاعدت ألسنتها من النوافذ مشكلة سحابة كثيفة من الدخان ، سارعت الساكنة المجاورة لإخمادها و ربطت الاتصال بالضابطة القضائية و بعناصر الوقاية المدنية و السلطات المحلية ، كان الكل هناك يبذل ما في وسعه لإيقاف زحف ألسنة النيران الملتهبة و قلوبها تخفق أملا أن لا يصيب النزلاء أي مكروه ، أخذت العملية وقتا طويلا و تم اقتحام المكان الذي تحول أثاثه الى رماد بينما تمثلت الكارثة في وفاة ثلاثة تلاميذ، اثنان منهم تفحمت جثتاهما . أصيب الكل بذهول لهول الكارثة و ما نتج عنها من ضحايا و اتلاف للأثاث ، و انطلق التحقيق في الكشف عن ظروف و أسباب اندلاع النيران بشكل مفاجئ مخلفة خسائر في الأرواح ومصابين بحروق وبالاختناق.في ليلة من ليالي فصل الربيع الباردة بالزمامرة اقليم سيدي بنور ، و بالضبط منتصف ليلة الاثنين/الثلاثاء 10/11 أبريل من السنة الجارية، اهتزت المدينة التي كانت هادئة تحت وطأة برودة تلك الليلة، على وقع اندلاع حريق في الغرفة المخصصة لإقامة التلاميذ الداخليين بالمدرسة العتيقة ، حيث التهمت النيران كل شيء وجدته في طريقها و تصاعدت ألسنتها من النوافذ مشكلة سحابة كثيفة من الدخان ، سارعت الساكنة المجاورة لإخمادها و ربطت الاتصال بالضابطة القضائية و بعناصر الوقاية المدنية و السلطات المحلية ، كان الكل هناك يبذل ما في وسعه لإيقاف زحف ألسنة النيران الملتهبة و قلوبها تخفق أملا أن لا يصيب النزلاء أي مكروه ، أخذت العملية وقتا طويلا و تم اقتحام المكان الذي تحول أثاثه الى رماد بينما تمثلت الكارثة في وفاة ثلاثة تلاميذ، اثنان منهم تفحمت جثتاهما . أصيب الكل بذهول لهول الكارثة و ما نتج عنها من ضحايا و اتلاف للأثاث ، و انطلق التحقيق في الكشف عن ظروف و أسباب اندلاع النيران بشكل مفاجئ مخلفة خسائر في الأرواح ومصابين بحروق وبالاختناق.لم يكن أحد يتوقع، في البداية، أن يكون الحريق بفعل فاعل، وذهبت التخمينات و الافتراضات أن الحريق قد يكون بسبب شمعة تركت مشتعلة أو شاحن هاتف نقال، وهي الافتراضات التي جعلت الجاني بعيدا عن قبضة العدالة ، خصوصا و أنه لم تظهر عليه أي علامة ارتباك او تخوف أو تصرف قد يثير الانتباه أو يفضح خطته الشيطانية ، لذلك ظل التحقيق مفتوحا بأمر من النيابة العامة و تم استحضار فرقة علمية قصد المساهمة في الكشف السريع عن اسباب اندلاع الحريق خصوصا و أن فرضية اندلاع النيران بسبب الشاحن او الشمعة كانت غير مقبولة من طرف ادارة المؤسسة لعدة اعتبارات .ليلة الكشف عن الجانيبعد مرور أزيد من أسبوعين على فعلته، شعر الجاني أنه نجح في مهمته الاجرامية ، و ان عدالة الانسان لن تصله غير أن عدالة السماء كان لها قرار آخر ، ففي اليوم التاسع و العشرين من شهر أبريل الماضي و بعد مرور ما يقارب عن 18 يوما عن الفاجعة ، و بعد شعوره بنجاح العملية الاولى التي ذهب ضحيتها أطفال أبرياء من حفظة القرآن، عاد الجاني لتكرار فعلته بعدما خلد الجميع للنوم حيث أخرج ولاعة السجائر من جيبه و انطلق بإضرام النار في الأفرشة ، معتقدا أن لا أحد سيراه غير أن الاقدار هذه المرة شاءت أن يظل أحد النزلاء فاتحا عينيه يراقب الصغيرة و الكبيرة ، و بمجرد ما بدأت النيران تأكل الأفرشة الجديدة انطلق التلميذ مسرعا لإخبار القائمين على أمور و إدارة المؤسسة الذين صدموا من هول ما سمعوه حيث سارعوا الى اخماد النيران و اخبار الضابطة القضائية بالحادث .حضرت عناصر الأمن الوطني بالزمامرة على الفور و ربطت الاتصال بدورها بالوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالجديدة ، الذي أعطى تعليمات بإيقاف الجاني و فتح بحث في النازلة مع الاستماع لكل من له علاقة بالملف ، و هكذا تم الاستماع الى ادارة المؤسسة ثم الى التلميذ الشاهد الذي سرد الوقائع كما شاهدها تلك الليلة المحزنة حيث كان زميله في الدراسة بصدد إحراق المدرسة مستعينا في فعلته بولاعة سجائر كان يتحوزها .التلميذ الجاني البالغ من العمر حوالي 15 سنة ، و بعد مواجهته بالمعطيات و شهادة الشهود لم يجد بدا من الاعتراف بما اقترفته يداه من جرم بارتكابه لفعلته والتسبب في مصرع زملائه الثلاثة، وأنه كان بصدد إضرام النار في المدرسة للمرة الثانية إلا أن العملية فشلت بعدما تم كشف خطته من طرف تلميذ آخر حيث رمقه و هو يشعل النار في أغطية و أسرة صوفية في المرقد بواسطة ولاعة سجائر . و عن الأسباب التي جعلته يرتكب هذه الجريمة المحزنة أفاد القاصر أنه قرر الانتقام بعدما ارغم على الدراسة بالمدرسة القرآنية من طرف والده الذي كان يمني النفس أن يصبح ابنه فقيها أو عالم دين، غير أن الرياح تجري عكس المبتغى و التمني ، و بين رغبة الاب و ما يعاكسها لدى الابن تولد لدى هذا الأخير حقد دفين تجاه المدرسة العتيقة ، مما دفع به الى ابتكار طريقة تخلصه من الدراسة هناك ، فكان أن طرأ على باله اضرام النار في المؤسسة برمتها .هكذا و في ليلة الإثنين – الثلاثاء، وبعدما تناول التلاميذ وجبة العشاء توجهوا الى المراقد حيث خلدوا إلى النوم خصوصا و أن الجو كان باردا فيما ظل هو مستيقظا ينتظر لحظة تنفيذ مخططه فأخرج الولاعة وأضرم النار في فراش أحد النزلاء قبل أن ينتقل لإضرام النار في أفرشة نزلاء آخرين ليقف مشدوها أمام هول الكارثة التي لحقت المرقد الجماعي الذي كان يأوي قرابة 28 تلميذا تتراوح أعمارهم بين 10 و 16 سنة ، وأضاف قائلا، خلال الاستماع إليه، أنه شارك بكل حيوية في عملية إخماد النيران وإنقاذ النزلاء وبكى مع الباكين وتحسر لفقدان زملائه قصد ابعاد الشبهة عنه.بعد تدوين اعترافاته وإتمام جميع عناصر المسطرة ، تم تقديم التلميذ الجاني أمام الوكيل العام الذي أحاله على قاضي التحقيق الذي باشر التحقيق معه قبل أن يحيله بدوره على غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالجديدة التي أدانته بسبب إضرام النار في المدرسة العتيقة بمدينة الزمامرة بإقليم سيدي بنور والتسبب في مصرع ثلاثة تلاميذ تتراوح أعمارهم بين 10 و 16 سنة، وحكمت عليه ب 10 سنوات سجنا نافذا .