عبد الرفيع زويتن: سنقوم، خلال مهرجان الموسيقى الروحية، بإبراز الهُوية المغربية وتسليط الضوء على غنى موروثنا المادي واللامادي

في هذا اللقاء الذي خص به جريدة الاتحاد الاشتراكي بباريس، يتحدث رئيس مهرجان فاس للموسيقى الروحية عبد الرفيع زويتن، في لقاء نظم بمجلس الشيوخ، عن مهرجان فاس للموسيقى الروحية، الذي يستأنف نشاطه بعد سنتين من التوقف بسبب وباء كورونا. ويتحدث عن أهم ما سيميز الدورة السادسة والعشرين لهذا المهرجان الموسيقي والعالمي، التي ستنعقد ما بين 9و12 يونيو 2022.

-لماذا اخترتم فرنسا وباريس لإطلاق الدورة 26 من مهرجان فاس للموسيقى الروحية؟

يجسد اجتماع مجلس الشيوخ، اليوم، الصداقة بين فرنسا والمغرب، وسيكون فرصة لإبراز الروح والحوار بين الثقافات وحوار الأديان والانفتاح على الآخر، وهو ما تجسده بلادنا بشكل جيد. ستكون أيضًا فرصة لتسليط الضوء على ثراء تراثنا المادي وغير المادي، فاس من بين أقدم وأكبر المدن في العالم. وبفضل مبادرة جلالة الملك، حفظه الله، تم البدء في مشروع كامل لإعادة تهيئة هذه المدينة لإعادتها إلى حالتها الأصلية. اليوم، بحضور العديد من الشخصيات السياسية وعدة شخصيات من العاصمة باريس، سوف نسلط الضوء، بالتحديد، من خلال مهرجان فاس للموسيقى الروحية العالمية، الذي سيقام في الفترة مابين 9 و 12 يونيو، على هذه الهوية وإبراز الغنى المغربي من خلال استضافة هذا المهرجان وهذا اللقاء لمختلف الثقافات.

 ما الذي يميز هذه النسخة السادسة والعشرين من مهرجان الموسيقى الروحية العالمية بعد إلغاء نسختين بسبب جائحة وباء كورونا؟

أود أولاً أن أشيد بالسلطات وجميع الجهات الفاعلة، بفضل جهودهم، حقق المغرب نجاحًا كبيرًا في حملته للتلقيح. هذا ما يسمح لنا اليوم بجدولة هذا الحدث لشهر يونيو. الموضوع الذي اخترناه هذا العام هو التجديد وإعادة الإعمار: العمارة والمقدس. نحن نعلم أن تاريخ بلدنا الذي يعتبر أحد أقدم المملكات بالعالم يتخلله تشييد المباني العظيمة، لديك على سبيل المثال، مسجد القرويين، مسجد الحسن الثاني الكبير، لديك مسجد تازة وتينمل، كل أماكن التسامح هذه، هذه الأماكن بالتحديد حيث يلتقي مواطنونا، مؤشر على هذا الحوار بين الثقافات والأديان. إن ترميم المعابد هو مثال على ذلك. كما سنقيم عرضاً في كنيس فاس ل»صلاة الفاسيين». فالثقافة اليهودية،على وجه التحديد، راسخة بشكل جيد وهي جزء من التراث المغربي. وهذا أيضا وجه من جوانب روح التسامح والانفتاح التي يعرفها بلدنا، وهو ما سنعرضه اليوم في مجلس الشيوخ الفرنسي بباريس الذي يستضيفنا بهذه المناسبة.

 ما هي اللحظات القوية التي سيشهدها هذا المهرجان؟

سيتم تكريم خاص لتقاليد فاس الموسيقية ومكناس خلال أمسية مخصصة بباب المكينة، ويستقبل منتدى فاس في 11 يونيو، وهو وقت مميز للمهرجان، العديد من المتحدثين المحليين والدوليين الذين سيفتحون آفاقًا جديدة حول موضوع «المعمار والمقدس»، وحوار الإنسان مع الجانب الروحي، وسيتميز مهرجان هذه السنة بحضور فرق من مختلف بقاع العالم، من 15 بلدا من سلطنة عمان، كازخستان، الهند، فرنسا، إيطاليا والسنغال. بالإضافة إلى النقاشات بين المثقفين حول المعمار والمقدس.

 لطالما سعى مهرجان فاس إلى تعزيز حوار الثقافات بين مختلف الحضارات، لكن الوضع في العالم والحرب في أوروبا يجعل مهمة مهرجان الموسيقى المقدسة صعبة للغاية؟

في سياق الأزمة التي يمر بها العالم، أعتقد أن هذا الرمز أكثر أهمية. إن حضور الديانات الثلاث، كما ترون، في هذا الاجتماع لمجلس الشيوخ الفرنسي بباريس، سواء أكانت الديانة اليهودية أوالديانة المسيحية أو الدين الإسلامي، هو رمز قوي ورمز بالتحديد لهذا الانفتاح وهذا التسامح الذي تجسده بلادنا بشكل جيد.


الكاتب : باريس: يوسف لهلالي

  

بتاريخ : 31/05/2022