عبد السلام بوطيب .. الدورة القادمة قائمة وحضور وازن لنجوم السينما الهندية فيها..

كشفت إدارة مهرجان السينما والذاكرة المشتركة بالناظور خلال الأيام القليلة الماضية، في بلاغ لها، توصلت « الاتحاد الاشتراكي» بنسخة منه، عن حضور وجوه سينمائية هندية بارزة في فعاليات الدورة القادمة (السادسة) من هاته التظاهرة السينمائية، إذ أوضح البلاغ، أنه  «في انتظار الموافقة النهائية للنجم الهندي شاروخان للمشاركة، ستحضر إلى الدورة السادسة للمهرجان، الذي سينعقد بمدينة الناظور من الثالث الى الثامن يوليوز المقبل كل من رافي كيشان شوكلا، الممثلة الهندية البارزة ، والشخصية التلفزيونية المعروفة جدا بالهند، حيث عملت مع كبار الشاشة الهندية و حصلت على جائزة الممثل الأكثر شعبية من قبل إتف بوجبوري سينما سمان 2008، و ريتوبارنا سينغوبتا التي  تعد من أكبر الممثلات المعروفات في الهند، إذ  فازت بالجائزة الوطنية لأحسن ممثلة في عام 1998 لدهان. وهي ممثلة متعددة المواهب و الأدوار ،عملت مع العديد من المدراء الهنود.، و رافيندرا راجوات، مخرج فيلم «بانغل أ –   تراديتيون»،فيلم حاز على عدة جوائز أهمها «أفضل فلم في الدورة الخامسة للمهرجان الدولي لنيوديلهي. وهو فيلم ضمن المسابقات الرسمية للدورة السادسة من المهرجان الدولي لسينما الذاكرة المشتركة، و إيكتا تيواري  الممثلة الرئيسية بفيلم «بانجل ? تراديتيون»، وهي الوجه التلفزيوني الهندي المعروف بالنظر الى تمثيلها للأدوار الشعبية مثل ديا أور باتي هوم و تيري مير سابني، التي فازت بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «بانغل أ « التقليد في منتدى دبي العالمي الخامس، 2016. كما رشحت لعدة جوائز وطنية عن دورها في نفس الفيلم.  ونيبون دولوا، المدير براتابهان: تحدي، وقد أنتج أفلاما عدة منها مثل موريسيكا، وهو يمتاز بإنتاج أفلام تثقيفية، وفاز بالجائزة الكبرى في ديف 2016 و 2015. ورامكيشور بارتشا الصحفي، الكاتب، الرسام ، الشاعر و الممثل، وهو الرئيس المؤسس لمهرجان دلهي السينمائي الدولي، اشتغل مع كبار المؤسسات الإعلامية بي بي سي الهندية، تايمز أوف إنديا غروب، إنديان إكسبريس و هيندوستان تيمس. الخ رامكيشور بارتشا، خريج الفنون الجميلة، هو العمود الفقري لل ديف. و سوشما بارتشا الصحفية، الكاتبة و الجمعوية، وهي رئيسة الدائرة الاجتماعية، المؤسسة المنظمة لمهرجان دلهي السينمائي الدولي. قبل هذا الكشف، كان ل»الاتحاد الاشتراكي» لقاء مع مدير المهرجان عبد السلام بوطيب، على  هامش أيام المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، سلط فيه الضوء على كل ما يحيط بالدورة السينمائية الجديدة من معطيات ومن مستجدات.. ندرجها في كالتالي:

 

p ما حقيقة تأجيل أو إلغاء الدورة القادمة من مهرجان السينما والذاكرة المشتركة بالناظور ؟
n كمدير للمهرجان وكرئيس للمؤسسة التي تقيم هذا المهرجان، وهي مؤسسة مركز الذاكرة المشتركة من اجل الديمقراطية و السلم ، فقد علمت بالخبر عبر بعض وسائل الإعلام، والذي يقول بتأجيل المهرجان لعدة أسباب، التي، أتركني أقول لك، أن بعضها حقيقي، لأنه لا يمكن أن نقوم بمهرجان ? وبتواضع شديد ? بحجم مهرجان الناظور في غياب تام للبلدية، وهذا يطرح أكثر من علامات استفهام، ليس علي وعلى الفريق المنظم، بل على الجهات الداعمة، التي تتشجع عندما ترى أن البلدية تكون بجانبك وتدعمك.. والسلطات المعنية أيضا.. ، حيث، للأسف، فوجئت، بعد وعود كثيرة من طرف رئاسة البلدية، بانعدام الدعم ولو حتى سنتيم واحد، ولو حتى التفاتة ( geste) رمزية واحدة تجاه المهرجان. وبالرغم من ذلك سنبقى منفتحين على المستقبل أساسا، كذلك الأمر بالنسبة للجهة، وهي الوحيدة التي لم تدعم هذه السنة المهرجانات والأنشطة الثقافية في جهة الشرق بمبرر أن ميزانية 2016 لم تكن تفي بالطلبات الكثيرة التي وجهت للجهة. وبهذه المناسبة نقول كفريق للمهرجان للمجلس البلدي و الجهة أنه لا بديل لنا للدفع بقطار التنمية في المنطقة إلا بالثقافة التي تساهم بشكل كبير في تحريك المجتمعات ..، لذل على الإخوة في جهة الشرق وبلدية الناظور أن يعوا أن الأمر لا يتعلق بمهرجان، بل بتنمية بلد ككل وبتغيير العقليات ..

p هل هذا يعني أن الدورة القادمة تاريخ انعقادها ثابت؟
n لن تقام الدورة القادمة في التاريخ نفسه الذي انعقدت فيه في السنة الماضية، باعتبار أن ذلك سيصادف شهر رمضان الكريم، وكذلك برغبة إدارة المهرجان في تواجد ومشاركة إخواننا المغاربة المهاجرين بكثرة في المهرجان، الذي من المقرر أن ينظم في بداية شهر يوليوز الجاري، أي مباشرة بعد الفطر، وذلك حتى نعطي امتدادا آخر لهذه التظاهرة السينمائية الثقافية..، بمعنى إشراك الإخوة المهاجرين في المهرجان، خاصة أننا سنعيش معهم على “النوستالجيا” ، من منطلق أن هذه السنة ستكون السينما الهندية ضيفة شرف الدورة بامتياز، إذا اتفقنا مع السلطات الهندية المختصة على تزويدنا بأفلام هندية قديمة … وبالتالي فكل الذين هاجروا إلى المهجر سيجددون الصلة بهاته الافلام التي تابعوها منذ سنوات كثيرة.. ، حيث سيتم عرضها في الساحات الكبرى أسبوعا قبل انعقاد المهرجان من أجل العيش في أجواء سينمائية خالصة ن وبناء المبتغى، الذي هو الاشتغال على الذهنيات..

p بناء على ما ذكرتم، ما هي مستجدات وخصوصيات الدورة القادمة؟
n الدورة القادمة، التي ستنعقد ما بين الثالث و الثامن من شهر يوليوز القادم، ستعرف مستجدات كثيرة، أولها محاولة إبعاد عن أيام المهرجان ما أمكن الجائزة السياسية الكبرى، وهي جائزة الذاكرة من أجل الديمقراطية والسلم، التي منحناها الدورة السابقة للنقابة التونسية، حيث وجهت انتقادات للمهرجان، بسبب طغيان” السياسة ” على مهرجان الناظور السينمائي، وأنا أعترف بذلك، لأن المؤسسة التي تقيم هذا المهرجان هي مؤسسة سياسية حقوقية تبحث عن سبل إيصال خطابها نولم تجد أحسن من السينما، لذا سنحاول، مرة أخرى أقول، إبعاد هذا النشاط، الذي سيكون يوم فاتح يوليوز بمدينة الرباط، وقد شكلنا في هذا الإطار، اللجنة التي ستختار الشخصية التي ستمنح لها هاته الجائزة..
ثانيا، كانت هناك اجتماعات ماراطونية مع السلطات الهندية، وخاصة السفير الهندي بالمغرب، حول صيغة حلول السينما الهندية ضيفة شرف بالمهرجان، والكل يعرف ما تخلفه هاته السينما من اثر على الطبقات الهامشية، ومن هذا المنطلق ستكون عروض السينما الهندية القديمة، كما ستكون هناك تكريمات مهمة جدا، والأهم منها تكريم سينمائا من يقف وراء مخرجي وممثلي الأفلام وهم الزوجات أو الأزواج.. باعتبار أنهن/ أنهم دعمات من الظل، وسنعيش ذلك لأول مرة في المغرب، وسيكشف عن الأسماء في القادم من أيام..

p تواجدتم في الدورة الثامنة عشرة للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، كيف قيمتم المنتوج السينمائي الوطني فيها؟
n قبل الجواب، سأحكي لك ما عشته قبل سنتين في بوينيس إيريس بالأرجنتين، هاته المدينة التي لها أكثر من عشرين مهرجانا سينمائيا وأزيد من مئة قاعة عرض سينمائي وأكثر من ثلاثين قاعة مسرح.. ، رأيت كيف اصطف الناس أمام القاعة من الساعة الواحدة ليدخلوا إلى حصة الثالثة بعد الزوال، وعندما أغلقت الشبابيك والأبواب وامتلأت القاعة (800 متفرج) ظل آخرون ينتظرون مرات لأجل مشاهدة الفيلم ما قبل الأخير للمخرج المغربي لنبيل عيوش، وعرض الفيلم وظل الناس يصفقون عليه بحرارة لمدة تراوحت بين سبع و عشر دقائق..، لذلك أقول ? وهذا هو الجواب ? لدينا طاقات هائلة وأسماء بدأت تحضر بقوة، واليوم بهذا المهرجان، تابعنا منتوج شاب درس السينما بمدريد أبهرنا بفيلم اسمه “خديجة “، ومن المؤكد أننا سنرى أحسن منه، أتمنى ذلك. ومن ثمة أؤكد مرة أخرى أننا لدينا طاقات وإمكانيات كبيرة جدا في السياق التجربة التي يقودها المركز السينمائي المغربي في علاقتهم مع المخرجين أو دور الإنتاج، لأنه ليس كل الدول تقوم بدعم الإنتاج السينمائي لديها، حيث على المعنيين أن يتدبروا أمرهم لوحدهم..


الكاتب : اجرى الحوار جمال الملحاني

  

بتاريخ : 08/05/2017