قال أمام الكفاءات المغربية بالولايات المتحدة الأمريكية
لايمكن أن نتخيل مشروعا تنمويا كبيرا إلا بشراكة فاعلة مع مغاربة العالم
من مراكش: الراضي والبومسهولي
قال عبد الكريم بنعتيق، في كلمة أمام الملتقى الثالث للكفاءات المغربية بالولايات المتحدة الأمريكية المنعقد بمراكش، إن الاستقرار أصبح شأنا كونيا، وإن ما يعرفه العالم ينعكس على المنطقة بكاملها، مؤكدا أن المغرب حافظ على استقراره وتماسكه من منطلق دفاعه عن الحقيقة.
ولم يخف الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، الصعوبات التي تواجه المحيط الإقليمي على مستوى تدبير الانتقال السلس نحو ما هو أهم. وفي إشارة واضحة للجارة الجزائر، قال بنعتيق إن بعض دول الجوار، ومع الأسف، عوض أن تتكامل مع المغرب تذهب في اتجاه افتعال صعوبات تضيع الوقت والمجهود، وهي الافتعالات التي ستكون محطة محاسبة كبيرة من طرف الأجيال المقبلة، مؤكدا أن المغرب يمد يده دائما للجوار منسجما مع عصر التكتلات، لكن الآخر لا يدخل في دائرة هذا التفكير لصناعة الاستقرار في محيط إقليمي وجهوي ودولي معقد، توجد فيه دول انتهت وأخرى تعيش حروبا، وهناك قارات تعيش صعوبات، فمن كان يتصور أن أوروبا ستتزعزع من خلال موجة هجرة بسيطة، مما دفعها إلى تجاوز الرؤى التقليدية في مفهوم الاستقرار ومفهوم الدولة نحو استقرار الحدود، وفي هذا الصدد ذكر بنعتيق بمسلسل المجهود الذي خاضه المغرب في ضم أقاليمه الجنوبية، واستعداده الدائم والمتواصل للدفاع عن جزئه الجنوبي الذي يسعى الخصوم إلى افتعال معارك وهمية بشأنه، مؤكدا أن للمغرب نفس طويل في صد كل الرؤى التي تسعى إلى خلق دويلة ضعيفة وهشة في المنطقة، مذكرا بمسلسل التفاوض الأممي، وقوة موقع المغرب الذي يدخل في إطار شركات استراتيجية. مشددا أن المغرب لن يقبل بوضع جديد في المنطقة، وهو الوضع الذي يدخل في اتفاقيات مراقبة وقف إطلاق النار سنة 1991.
وكان بنعتيق قد أكد في مستهل كلمته أن الوزارة وضعت خطة لاستراتيجية منسجمة تتجه إلى مغاربة العالم، والمغرب لا يمكن إلا أن يفتخر بجالية مغربية تتواجد في كافة القارات وكافة الواجهات لصناعة القرار في إطار مشروع يقوده الملك محمد السادس بإصرار وتحد، واعتبر الجالية المقيمة في أمريكا قناة أساسية لتفعيل هذا التوجه في إطار مقاربة تشاركية. وقبيل افتتاح الملتقى الثالث للكفاءات المغربية بالولايات المتحدة الأمريكية الذي تحتضنه مدينة مراكش يومي 3و4 ابريل الجاري، والمنعقد تحت شعار مغاربة العالم: «كفاءات لمغرب الغد»، صرح عبد الكريم بنعتيق لوسائل الإعلام، أن الهدف من هذا الملتقى هو تعبئة الكفاءات والتأكيد من جديد على ارتباطها القوي بالوطن الأم، كما هو تفعيل لمفهوم الجهة13 التي هي مجال لاستثمارات مغاربة العالم في بلادهم، كما هي مجال لمواكبة إنجاح هذا الاستثمار، و دعم الإنتاج المغربي ليجد مكانته في الأسواق الدولية، وقناة وسطية لفرض المنتوجات المغربية على المنافسة، مؤكدا أنه لا يمكن أن نتخيل مشروعا تنمويا كبيرا في غياب مغاربة العالم، والأجيال الحالية منهم أو أجيال الغد هي جزء أساسي في هذا المشروع التنموي الكبير..
وعبر أحمد بوتجدير، رئيس شبكة الكفاءات المغربية الأمريكية باسم شبكة الكفاءات المغربية، عن انخراط الشبكة التام في كافة المشاريع التي تعمل على تنمية البلاد، منوها بالدينامية التي أطلقتها الوزارة ، في إشراك الجالية المغربية المقيمة في أمريكا في هذا المسلسل، وأكد أن الحاضرين في هذا اللقاء هم كفاءات مغربية كبيرة على مستوى الساحة الأمريكية والتي بإمكانها مد الجسور في كافة الاتجاهات، على مستوى الاقتصاد والمجتمع والثقافة، وقال إن اتفاقية التبادل الحر الموقعة سنة 2016 لها أهميتها وقد ساهمت في تقوية العلاقات الاقتصادية، ولم ينف بوتجدير ما تحتاجه هذه الاتفاقية من جهود لمواجهة التحديات المطروحة، وأضاف أن مغاربة العالم يشكلون رافعة تنموية، فمن بين خمسة ملايين يوجدون في العالم، هناك 2 في المئة فقط لديهم كفاءة عالية ذات تكوين عال، وهذه الكفاءات على استعداد للانخراط في التنمية.
من جانبه عبر محمد الغراس، كاتب الدولة المكلف بالتكوين المهني، عن أهمية أرضية التعاون بين كافة الشركاء في هذا الصدد من أجل تعزيز الفضاء التنموي في المغرب، مؤكدا أن الجالية المغربية المقيمة بالخارج كفيلة بتعزيز الإطارات التي تعتمد الخبراء للتعاون بين مختلف الفاعلين.
للتذكير فالشريط الذي عرض في بداية اللقاء كان كافيا لإبراز سياسة الوزارة المكلفة بمغاربة العالم في الانفتاح على الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج، وهو شريط أبرز برنامجا تواصليا هاما حرصت فيه الوزارة على تفعيل البرنامج الحكومي بناء على سياسة القرب داخل الحدود الوطنية وخارجها، عمل فيها المغرب على وضع سياسة مندمجة تجاه مغاربة العالم، تهدف إلى الدفاع عن مصالحهم وتعزيز ارتباطهم بوطنهم الأصل وتعبئة كفاءاتهم خدمة للأوراش التنموية الكبرى التي أطلقها المغرب تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك.
وينعقد هذا المنتدى تفعيلا لتوصيات لقائي نيويورك في يونيو 2012 والرباط في يونيو 2013، حيث يندرج في إطار استراتيجية الوزارة الرامية إلى تعبئة كفاءات مغاربة العالم وتسخير خبراتهم ومعارفهم خدمة لبلدهم المغرب.
ويشارك في المنتدى حوالي 100 كفاءة مغربية مقيمة بالولايات المتحدة الأمريكية ونظرائها بالمغرب (رجال أعمال، أرباب مقاولات، أطر عليا، أطباء، باحثون…)، ويتطرق خلال يومين لموضوعات مختلفة كخلق المقاولات والاستثمار والتكنولوجيات الحديثة والتكوين والبحث والصحة.