عبد الله أبو القاسم، رئيس عصبة سوس لكرة القدم

هناك أمل في عودة المنافسات الرياضية وينبغي ضمان شروط التحضير لها

حكمت جائحة كورونا، وبشكل غير مسبوق في التاريخ، بالجمود والشلل على كل الأنشطة الإنسانية، بما فيها النشاط الرياضي الذي توقف في كل بقاع العالم، وتوقفت معه الأنشطة الاقتصادية بشكل شبه كلي. ولمقاربة وضعية النشاط الرياضي، وتحديدا كرة القدم، كان لنا هذا الحوار مع رئيس المكتب المديري لعصبة سوس لكرة القدم، عبد الله أبو القاسم، الذي حاول فيه تقريبنا من حالة الشلل العام التي تعرفها الرياضة الوطنية، وبالأخص كرة القدم وطنيا وجهويا.

o في ظل الظرفية الراهنة التي يطبعها واقع الحجر الصحي، ماذا يمكن أن تقول لنا عن واقع الشلل الذي بعيشه الفعل الرياضي وطنيا؟
n بالنسبة لوضعية الشلل التي تعيشها الأنشطة الرياضية بشكل عام، فهي وضعية استثنائية لم يسبق لنا أن واجهناها على مستوى الرياضة بالمغرب، وضعية تطرح عددا كبيرا من التساؤلات، وضعية كانت صادمة في بدايتها، لكن الآن بدأنا نتأقلم معها تدريجيا. وهو تأقلم يدخل في إطار انضباط جميع الأندية الرياضية للتعليمات الصادرة عن الأجهزة الحكومية الوصية، سواء وزارة الصحة أو وزارة الداخلية.
ويبقى هذا الوضع منتجا لنوع من اللااستقرار من حيث التفكير في المستقبل. فالوضعية خلقت خللا كبيرا في الوضعية الاقتصادية والاجتماعية للممارسين واللاعبين، وعلى مستوى الممارسة الرياضية ورياضة الملاعب. كما أن هذه الوضعية تنعكس سلبا على العديد من الممارسين والأطراف من لاعبين ومدربين، ومسيرين وحكام، ومراقبي المباريات، والجمهور. وعموما على الجميع بمن فيهم حراس الملاعب.
وأعتقد أن هذه الوضعية تعطينا درسا مهما أتمنى أن نستفيد منه جميعا، وهو أن هذه الرياضة التي نتكلم عنها ليس لها، للأسف الشديد، وقع ولا موضع في الأدبيات الحزبية بالمغرب، علما بأن هذه الرياضة لها ارتباط كبير بشبكة من الأنشطة والقطاعات المتعددة من مطاعم ومقاهي، ووسائل نقل وغيرها، وأنشطة متعددة إدارية وتقنية على مستوى الجامعة والعصب. فهذه الشبكة كلها بتعدد مستوياتها ومجالاتها أصبحت مشلولة بشلل القطاع الرياضي ككل.
o هل من أمل في تجاوز حالة الشلل هذه؟ ثم هل يمكن أن نتطلع إلى استئناف مختلف المنافسات؟
n بالنسبة لهذه النقطة، الخروج من حالة الجمود ورجوع المنافسات إلى ما كانت عليه سابقا، فإنني دائما متفائل ولدي أمل، لكن هذا يفترض أن يكون هناك تحضير لهذه العودة، وضمان شروط هذا التحضير. فانطلاقة المنافسات من جديد ستكون شبيهة ببداية الموسم، مما يفترض تحضيرا وتوفير العديد من الشروط والتي تتعلق أساسا بالجانب المادي. فلابد لعودة المنافسات من أن تضع الجامعة والوزارة الوصية في اعتبارها أنه لا بد من توفير دعم مالي يساعد الأندية على التحضير للعودة والتخلص من مخلفات حالة التوقف والجمود لتستأنف أنشطتها.
هذا من الناحية المادية، ويبقى هناك جانب يتعلق بكيفية التعامل مع الزمن وتدبيره حتى ننهي هذا الموسم ونعد للموسم القادم. هذا بالطبع في حالة التفكير في عودة المنافسات واستئنافها بعد نهاية شهر رمضان أو بعد تاريخ 20 من هذا الشهر، وهذا ممكن جدا.
وبالنسبة للمنظور التشاؤمي إلى حد ما، والذي ينطلق من استحالة استئناف المنافسات والتفكير في موسم أبيض تحدد شروطه الجامعات، كل الجامعات وليس جامعة كرة القدم فقط، فهذا أمر يستدعي قرارا وزاريا. وسنكون في هذه الحالة أمام سنة بيضاء سيبقى خلالها الوضع على ما هو عليه بلا صعود ولا نزول، أي سنقوم بتكرار موسم لم يصل إلى نهايته.
o وماذا عن وضعية فرق وأندية عصبة سوس؟
n هي وضعية لا يعلم بها إلا الله! وهي وضعية يمكن تلخيصها في نقطة واحدة، وهي أن المسيرين وعلى جميع المستويات، من محترفين وهواة، ليس لديهم إلا هاجس واحد هو كيفية التعامل مع لاعبيهم ومدربيهم، وهو تعامل ينحصر في الجانب المادي. فالأندية التي ليست لها موارد، ولا تستفيد من منح الجامعة وتستفيد فقط من دعم الجماعات، وبالتالي فهي تعاني معاناة حقيقية.
إن أندية العصب التي تدخل في هذه الفئة الأخيرة ولا تستفيد من منح الجامعة، تعيش وضعا جد صعب وتعاني من واقع غاية في الحدة والقساوة، ويعتبر عددها كبيرا جدا ليس في عصبة سوس بل على مستوى كل العصب. فكيف سيتعامل مسيرو هذه الأندية مع لاعبيهم ومؤطريهم وهم لا يتوفرون على أي مداخيل أو موارد؟ فهم يعتمدون على بعض الإعانات والمساعدات التي تبقى غير كافية بتاتا. فلاعبو هذه الأندية لا يستفيدون من أي دعم اجتماعي أو صحي أو الحق في منحة الراميد، علما بأنهم يعيشون ظروفا قاسية في ظل جائحة كورونا، وظرفية شهر رمضان. وهذا الواقع ينسحب على القاعدة الواسعة لهذه الأندية بما فيها الأندية النسوية وأندية كرة القدم داخل القاعة.


الكاتب : أجرى الحوار : عبد اللطيف البعمراني

  

بتاريخ : 04/05/2020