يحتل الدرس اللساني في المغرب مكانة مهمة في العالم العربي، سواء على مستوى الطروحات النظرية التي أتى بها وتبناها وحاول تطويرها، أو على مستوى المنجزات التطبيقية الني قام بها وهو يطبقها على اللغة العربية سواء المعيارية منها أو الدارجة. ومن بين أهم الباحثين اللسانيين الذين ساهموا في سيرورة هذا الدرس اللساني في المغرب وسعوا من خلال بحوثاتهم الأكاديمية إلى عملية تطويره، نذكر عبد القادر الفاسي الفهري، وعبد المجيد جحفة وعبد الواحد خيري رحمه الله وفاطمة اليحياوي ولطيفة القاديري وبشرى فكيكي وعبد القادر كنكاي ومحمد ناجي وغيرهم. وفي هذا الإطار سنتوقف عند المساهمة القيمة التي قدمها الدكتور عبد المجيد جحفة في هذا المجال العلمي الصعب، وذلك من خلال الأبحاث العلمية اللسانية التي قدمها في مجمل كتبه.
1 – اللسانيات والبحث الأركيولوجي:
يذهب الباحث الأكاديمي عبد المجيد جحفة في كتابه « حفريات في اللغة العربية « إلى السعي لتقديم بحث عميق أركيولوجي في اللغة العربية فبداية نرى أن العنوان: «حفريات في العربية» الذي اختاره الباحث اللساني الدكتور عبد المجيد جحفة. هو عنوان شيق وجذاب ومثير لاهتمام القراء والباحثين، وهو بلا شك لم يتم اختياره عبثا، بل هناك دواع ودوافع تتحكم في هذا الاختيار، مادام هذا العنوان ذا بنية مكثفة وحمولة دلالية عميقة، ويشكل لنا البوابة الأولى التي تسمح لنا بملامسة مضامين الكتاب وموضوعاته. فلفظة «حفريات» تحيل على مجال قد يبدو من الوهلة الأولى بعيدا عن المجال اللساني عامة وبعيدا عن المجال الدلالي خاصة، ألا وهو مجال علم الاثار، إلاّ أن هذا التوظيف للفظة «حفريات» يبقى الأنسب والأكثر ملاءمة وله ما يعلله في مجال اللّسانيات عموما وفي علم الدلالة خصوصا. فالباحث اللساني هنا يلعب دور الأركيولوجي لأن للكلمات والألفاظ أركيولوجيتها فهي تتحول مع مرور الزمن ويغطي بعضها البعض تماما كالطبقات الأرضية، أو قد تمحوها أو تلغيها.
وهنا تصبح الألفاظ والكلمات بمثابة القطع الأثرية التي ظلت صامدة وتمكنت من مقاومة التحلل والاندثار، رغم عوامل التعرية وقساوة الطبيعة وتوالي السنين، وهنا يأتي دور اللساني/ الأركيولوجي الذي يسعى إلى عزل هذه القطع الأثرية ليقوم باستنطاقها وتحليلها ومقارنتها ورصد مختلف الظواهر المرتبطة بها، وذلك بعين الفاحص الموضوعي اللساني الأركيولوجي الذي تمكنه من قراءة هذه الحفريات التي يخرجها من تحت أنقاض الأرض لينفض عنها غبار الزمن.
2 – الاتصال الدلالي بين العربية المغربية والعربية المعيار
وأما بخصوص دلالة الألفاظ وإنتاجية المعنى بين اللغتين العربيتين،اللغة المغربية واللغة العربية المعيار ومن خلال نفس الكتاب « حفريات في العربية «، فيذهب الباحث الأكاديمي عبد المجيد جحفة إلى قول ما يلي: لا يكمن عمل الباحث اللساني هنا في التنبيه إلى أن اللفظَ في العربية المغربية له مقابل في العربية المعيار. فالباحث لا يبحث عن «الفصيح في الدارج». بل يطرح، بالأحرى، أسئلة من قبيل: بأي معنى يتقابل اللفظان؟ وهل لهما نفس المعنى، أم أن هناك اختلافا وتباينا؟ وما أساس هذا التماثل أو التباين؟ ومن هنا كان اهتمامه ينصب بالأساس على دراسة بعض الظواهر الدلالية الرابطة بين العربيتين، أي اللغة المغربية واللغة العربية المعيار وعلى الاتجاهات التي تسلكها المعاني في تغيرها وتطورها، حيث أنه عندما يقوم الباحث بالمقارنة بين ما يدل عليه لفظ معين في العربية المغربية وبين ما يدل عليه في العربية المعيار، فإنه يصل في كثير من الأحيان إلى ظاهرة دلالية رابطة، فإما أن تكون وقع تخصيص أو تعميم، أو تشتق بعض المَعاني المجازية، أو قد ينصرف اللفظُ إلى معنى جانبي متَّصل… حيث إن هذه الظواهر تندرج في سيرورة تطورية. وبهذا يعتبر المعنى كيانا حيا وغير جامد، فهو يتطور وفق مبادئ وأسس؛ وهي مبادئ منظَّمة في إطار الظواهر الدلالية، وما تُتيحه من اشتقاقات. وهكذا ومن خلال هذه الناحية فقد يمكن اعتبار الظواهر الدلالية التي تطرق إليها الباحث في مقارنة المعطيات هي ما يَلْحَمُ طرفَيْ هذا المتَّصِل اللغويفي العربية المعيار والعربية المغربية، ويدعم حركيته وديناميته الداخلية.
3 – أسئلة واشكالات مرتبطة بالنظرية الدلالية
يذهب الباحث الأكاديمي عبد المجيد جحفة في كتابه « مدخل إلى الدلالة الحديثة « إلى القول بأنه من الأسئلة الجوهرية التي يفترض أن تجيب عنها النظرية الدلالية السؤال التالي: أين يوجد المعنى؟ ويرى الكاتب أنه يفترض في الإجابة عن هذا السؤال ضرورة إقامة الاستدلال الملائم بصدد الحيز الذي يوضع فيه المعنى. فالمسألة ترتبط، إذن، بافتراض ينبغي أن يقوم عليه الاستدلال الملائم. ومن هذا المنطلق فالباحث يذهب في هدا الصدد إلى القول بأن المعنىلا يمكن أن يوجد خارج المكونات التي تسهم في البناء اللغوي باعتباره خاصية بشرية تصف العالم الذي نعيش فيه وتتحدث عنه. ومن هذا المنطلق يتساءل الباحث إذن هل يوجد المعنى في أذهان البشر أم في العالم المشترك بين بني البشر؟ وهو بذلك يضع افتراضا مفاده أن المعنى لا يمكن أن يكون خارج هذه العلاقة الثنائية:العلاقة بين الإنسان والعالم. وقد تناولت أدبيات كثيرة هذه المسألة، سواء في المباحث الفلسفية أو اللسانية أو السيميائية أو التيولوجية. حيث إن للبشر آليات ذهنية تتيح لهم بناء التركيب اللغوي حاملا لمعنى معين، فالبشر يتحدثون، من خلال اللغة التي ينتجونها، عن العالم الذي يعيشون فيه سواء أكان هذا العالم فيزيائيا أم مجردا. فلعلم الرياضيات، على سبيل المثال لا الحصر، لغته المكونة من رموز رياضية والتي تحكمها قوانين مضبوطة تتيح إنتاجها. إذ لا يستطيع لشخص عادي أن يؤول هذه الرموز لأنه يتعذر عليه إدراكها ولا يمكن له فهمها، لأنها ببساطة تصف عالما يجهله. فالرياضيون وحدهم من يستطيعون فك هذه الرموز وبالتالي فهم العالم التي تصفه هذه الخوارزمياتالرياضية، باعتبارهم مالكين لهاته المعرفة والعارفين بقوانين إنتاج وتأويل هذه اللغة الرمزية، بالإضافة إلى أن هناك اعتبارا آخرا، وهو عالم الرياضيات نفسه، حيث إن هناك تعاملا خاصا للرياضي مع هذه اللغة الخوارزمية، إذ لا يمكنه بناء المتواليات الرياضية التي لا تصف شيئا، أو المتواليات غير المنطقية أو الخاطئة رياضيا. فلكي تكون المتواليات جيدة عليها أن تحمل معنى، أي أن تتحدث عن شيء تصفه تلك اللغة الرياضية. هذا من جهة ومن جهة أخرى هناك اعتبار آخر والذي يرتبط بالعلاقة التي تجمع بين الرياضي والعالم الذي يصفه. ما نوع هذه العلاقة، وما طبيعتها؟ هل المعنى موجود في الرموز التي يستعملها من خلال علاقتها بما يوجد في العالم الذي يصفه بلغته، أم إن الرموز نفسها لا معنى لها إلا من خلال ما يوجد وما يوصف؟ فالعلاقة التي يتحدث عنها هنا الباحث الأكاديمي عبد المجيد جحفة هي ما يمكن أن يصطلح عليه بالإدراك: فهل يمكن فصل المعنى عن مشكل الإدراك؟ وهو ما دفع بالباحث اللساني إلى طرح هذا التساؤل الدلالي المشروع والذي يفرض ذاته في الدراسات النظرية الدلالية والذي مفاده كالتالي: هلالمعنى هو ما ندركه؟ كما تذهب إلى ذلك بعض النظريات.
وللإجابة عن هذه الإشكالات والتساؤلات الجوهرية بخصوص المعنى، يعرض الباحث عبد المجيد جحفة ثلاث نظريات دلالية وهي النظرية المرجعية، ونظرية الأفكار، والنظرية السلوكية. ويشير الباحث في البدء إلى أن النظريات الثلاث تشترك في خاصية أساسية وهي خاصية التعيين. حيث ترى النظرية المرجعية بأن معنى «عبارة ما» هو ما تحيل عليه العبارة نفسها، في حين تذهب نظرية الأفكار الى أن معنى «عبارة ما» هو الفكرة المرتبطة بهاتة العبارة في ذهن المتكلم، أما بخصوص النظرية السلوكية فهي ترى أنه يمكن اعتبار المعنى هو ذلك الحافز الذي يدعو إلى التلفظ بالعبارة و/أو الاستجابة السلوكية التي تحدثها العبارة. وبهذا تجيب لنا هذه النظريات عن هذا السؤال الإشكالي: «ما هو المعنى؟ وذلك من خلال تعيين المعنى بشيء آخر. ومن ناحية أخرى، وفي نفس الصدد، أي اتجاه البحث عن ماهية المعنى نجد أن الباحث الأكاديمي عبد المجيد جحفة يقدم مقاربتين هما المقاربة البيئية التي برزت، في مقابل الواقعية أو المقاربةالنفسية،حيث تموقعالواقعية البيئية الجزء الأكبر من المعنى خارج اللغة. ويعلل غبسن (1979)الواقعية البيئية انطلاقا من دراسته لسيرورات الإدراك عند الحيوان وتفاعله مع البيئة التي يعيش فيها. فجل المعلومات التي يستخدمها الحيوان في عيشه توجد في المحيط أو البيئة، وذهن الحيوان لا يحتاج إلى القيام بعمل كبير لإدراك الأشياء والحالات التي تتواجد حوله أي إعطائها معنى. فالكائنات تعيش كلها في واقع غير متجانس، ولكنها تختلف في إمكان وليس في طريقة تعاملها مع هذا الواقع.
4 – التصورات المنطقية بخصوص المعنى
في كتابه «مدخل إلى الدلالة الحديثة»، وبالرجوع والعودة إلى بعض التصورات المنطقية بخصوص المعنى مثل تصور «كارسكي»، فالباحث يجد أن هذا التقليد الدلالي المعروف يركز على المظهر العام للمعنى من خلال محاولة تعيين جملة ما أو نص معين بشروط صدقه، أي بتلك الشروط الموضوعة على العالم الفعلي والتي نحن في حاجة إليها لضمان صدقه. وهذا التصور كما هو معلوم، يسوي بين معنى القول ومعنى الشيء. والبديهي أنه يمكن أن نتصور فجوة ما بين الأمرين. فمعنى القول، كما يبدو، يمكن أن تكون له شروط صدق داخلية تمنحه الوجود ونفس الشيء، يقال عن معنى الشيء، إذ له شروط موضوعية تجعله شيئا فعليا. فهذا التصور يعتبر حسب الباحث تصورا موجَّها للعالم إذ يفترض أن المعنى والشيء الذي يصفه المعنى مترابطان من خلال مفهوم الصدق، فبخصوص هذا التصور يمكن اعتبار العالم الذي تصفه اللغة، هو عالم يوجهه مفهوم الصدق. وإذا كان التقليد المنطقي يركز على المظهر العام في المعنى أي من خلال ربط المعنى ب»الماصدق»، فإن التقليد النفسي حاول أن يبرز المظهر الخاص في المعنى. وبهذا حاول أن يعيَّن المعنى بتمثيل ذهني دال داخليا يرتبط بالشكل المنطقي للجملة. وهذا الشكل المنطقي مرتبط بالصورة التركيبية التي تأتي عليها الجملة. إن ما هو أصل للمعنى وسابق في الاعتبار، في رأي التقليد النفسي، هو البنية الذهنية لمتكلم اللغة. ولهذا اعتبر هذا الطرح نفسيا معرفيا.
فالذهن عنصر مشترك بين جميع البشر، وهو أساس معرفتهم. ويمكن أن نفترض أن الجانب المعرفي عند الإنسان هو ذلك العنصر الذهني باعتباره القاسم المشترك بين بني البشر، وهكذا تصبح اللغة باعتبارها رموزا وعمليات خوارزمية تعالج هذه الرموز، لغة تعكس الفكر البشري، أي تعكس ما يقوم به هذا الفكر البشري من عمليات ذهنية. وتكون بذلك الرموز اللغوية تمثيلات داخلية لحقائق خارجية.
5 – المتكلم وإنتاجية المعنى
وفي حديثه عن المظهر الإبداعي للمتكلم في استعماله للغة والذي يعد جزءا أساسيا من الجوهر الحقيقي للإنسان، باعتباره خصيصة النوع البشري حسب تعبير شومسكي (1986)، يتطرق الباحث عبدالمجيد جحفة إلى الحديث عن تصور للمعنى الصحيح أو الصائب ، وفي هذا الصدد يقول هيرش إن هناك معنى يقصده المتكلم، وهذا المعنى هو المعنى الصحيح الذي ينبغي أن نسنده إلى الجمل، ومعنى هذا أن المعنى يعد إنتاجا وليس تأويلا أو فهما، مادام لا دور للمتلقي في تحديد المعنى. بحيث ينبغي ألا نغفل أن هذا التصور لا يتحدث عن المعنى في عمومه، بل يتحدث عن المعنى» الصحيح « أو الصائب.إذ نجد أن هناك في أدبيات البحث الدلالي من يعارض أو بالأحرى يقاوم فكرة المعنى «الصحيح» . ويشير في هذا الصدد الباحث الى أنه حين الحديث عن المعنى، ينبغي أن نفهم أن كلامنا ينبغي أن يصدق على المعاني الموجودة والتي نتواصل بها، وأيضا على المعاني الجديدة التي قد تولد.
6 – تمثيل المعنى
في النحو التوليدي
عرف مسار الدلالة في النحو التوليدي نشوء نظريتين تقاربان المعنى في اللغة الطبيعية وهما نظرية الدلالة التأويلية، ونظرية الدلالة التوليدية. وتختلف النظريتان في كيفية تمثيل المعنى على مستوى بنية النحو. وقد سبق للباحث أن تعرض إلى أهم مميزات النظرية التأويلية وأشهر نماذجها، ويحاول الباحث عبد المجيد جحفة في هذا العرض تبيان المنحى الذي نهجته النظرية التوليدية في رصد المعنى في اللغة الطبيعية.
وبخصوص هذا الشأن فإن الباحث يرى على أن النظرية التأويلية لا تعطي للدلالة إلا دورا تأويليا، أما النظرية التوليدية فتحاول أن تبرر أن هذا الدور لا يليق إلا بالمكون الدلالي. وهو ما ذهب اليه في قوله بأن المكون الدلالي، بحسب النظرية التوليدية، هو المسؤول عن توليد الجمل واتخاذها الشكل الذي تتخذه في التركيب، كما أن جزأ مهما من العلاقات التركيبية ليس سوى انعكاس للمعلومات الدلالية وليس العكس.
ويقدم الباحث في هذا الصدد نموذج غروبر، الذي سيعتمده في تقديم التصور التوليدي في الدلالة، حيث يعتبرمن النماذج النسقية التي انتقدت التوجه التأويلي، فالصياغة التي اقترحها شومسكي وأتباعه لجهاز التأويل الدلالي تعد صياغة سطحية إذا ما قورنت باقتراحات غروبر التي تحاول بناء مستوى دلالي قبل معجمي. وهذا المستوى يقع قبل تشكل الكيانات المعجمية باعتبارها صَرفيات أو كيانات لفظية متحققة.
وقد عاصر نموذج غروبر نموذج فيلمور وشابهه في عدة أشياء. ومن أوجه الشبه بينهما اقتراح مستوى تمثيلي للدلالة أعمق مما عرف بالبنية العميقة عند ذوي الدلالة التأويلية. ويسمي غروبر المستوى الذي يقترحه المستوى قبل معجمي. وكما تشير التسمية، فالعناصر النهائية في البنيات الشجرية ليست وحدات معجمية. إنها، في حقيقة الأمر، أوليات دلالية يشكل جمعُها الوحدةَ المعجمية في ما بعد.
7 – اللغة
وظاهرة الزمن
تعد ظاهرة الزمن في اللغة الطبيعية من الظواهر المعقدة، إذ تدخل في تكوين الزمن مؤشرات نحوية لها طبيعة متباينة أحيانا، إضافة إلى أنه يمكن أن يُتناول في مستويات مختلفة، تبعا للمحتوى (النظري والتجريبي) الذي يُسند إليه. وقد كان هذا التنوع والتعقيد من بين الأسباب المركزية في غموض جزء مهم من الأدبيات التي تناولت الزمن في تجلياته اللغوية.
ويساهم في هذا التعقيد ما يمكن ملاحظته على الدراسات الزمنية من تشتت. فقارئ أدبيات الزمن يثيره تنوع المشاكل والنظريات والمجالات التي تندرج فيها هذه الأدبيات. وكما هو الحال في إشكالات لغوية، لا نجد إجماعا بصدد ما يُلاحظ، ولا بصدد المجال الذي يمكن أن تصاغ فيه مشاكل الإحالة الزمنية، وخصوصا بالنسبة للغة العربية التي تشكو من قلة الوصف لنسقها الزمني.
ورغم هذا، يمكن ملاحظة بعض النقط التي تتفق بصددها جل الدراسات الزمنية، ومنها :
أ) أن الزمن مقولة نحوية، وهو، إلى جانب هذا، مفهوم.
ب) يربط المؤشر الزمني (الصرفي) بعدد من «القيم».
ج) يعني فهمُ القول فهمَ إحالته الزمنية، أي الفاصل الزمني الذي يشير إليه.
ومن المهام الرئيسية التي يُفترض أن تتكفل بها الدراسات الزمنية:
أ) البحث عن أسس نظرية للبناء النحوي للعلاقات الزمنية ورصد التفاعل القائم بين المعلومات الزمنية التي تعبر عنها اللغة.
ب) تنميط اللغات طبقا لهذا البناء النحوي، وتفسير التنوع الملاحظ فيها. وهذا يطرح علينا معرفة حدود هذا التنوع، ومعرفة الكليات اللغوية التي ينبني عليها.
خاتمة
هكذا يظهر لنا أن الأبحاث اللسانية التي قدمها الباحث الأكاديمي اللساني عبد المجيد جحفة، قد ساهمت بشكل عميق وكبير في عملية تطور الدرس اللساني في المغرب، وقدمت للباحث في هدا المجال، آفاقا وإمكانات واسعة للسير به في طريق علمي محكم.