وجه محمد عبد النباوي، رئيس النيابة العامة، عدة رسائل بليغة للمحامين الشباب من الأقاليم الجنوبية، تحثهم على الالتزام بقواعد العدالة والحرص على دور المحامي في تحقيقها والانتصار للحقيقة فقط، وقال الوكيل العام للملك رئيس النيابة العامة، مساء الجمعة المنصرم بأكادير ضمن فعاليات ندوة تكوينية للمحامين الشباب، إن المحامي يعد شريكا للقاضي في ترسيخ العدالة والدفاع عن حقوق وقيم المساواة، منوها بالجهود التي تبذلها هيئات المحامين من أجل تخليق المهنة والحفاظ على قيم المهنية والنزاهة. وقال نفس المصدر : “كما أنكم إن كنتم موكلين للدفاع عن متهمين، فإن دوركم ليس هو تبرئة الجناة أو إدانة الأبرياء .. من يفعل ذلك يكون قد خان الأمانة .. أمانة إقامة العدل بين الناس .. بل يكون قد أخل بأمن المجتمع وبأمنه الشخصي وأمن أهله .. وربما أمن أبنائه وبناته”.وأضاف أيضا ” مهمةُ المحامي ليست أن يدافع عن سارق ليفلت من العقاب ويحوزَ براءةً ليَنْعَمَ بما سرقه .. ولا المساهمةُ في براءة مغتصِبٍ عاث فساداً في أعراض الناس، أو بتبرئة قاتل أزهق الأرواح.. فالعدالة الحقة تقتضي أن يحاسب كل واحد على ما أتاه .. وأن يعاقب على ما ارتكبه بالعقاب المقرر في القانون”، مشيرا إلى أن: ” الحقيقة لا تدافع عن نفسها ، بل لابدّ لها من مدافع يتسم بسمو الأخلاق ويتحلى بخصلة الوعي بالمسؤولية والإحساس بثقلها، لأن مهمته تتجاذبها عدة اتجاهات، فهو مطالب بالدفاع عن موكله والاستشارة والنصح السديد وخدمة العدالة وكذلك بالبحث عن الحقيقة التي تؤدي إلى الإنصاف…”. وفي نفس المناسبة قال وزير العدل محمد اوجار إن ” المحامي يمثل عنصرا مركزيا في النظام القضائي والدفاع عن الحقوق، مثلما يمثل شريكا نشيطا لوزارة العدل في مجال تعديل القوانين وإعداد مشاريع وتنفيذ مضامينها”، وشدد الوزير على أهمية التكوين والتكوين المستمر في مهنة المحاماة بهدف مواكبة الطفرات والتغيرات الاجتماعية والتكنولوجية وكذا الإصلاحات التي اتخذها المغرب في اتجاه ترسيخ دولة الحق والقانون والديمقراطية.
حضر أشغال هذه الندوة أيضا رئيس هيئات المحامين بالمغرب، عمر ويدرا، ورئيس المنظمة العربية للمحامين الشباب، أحمد سهيل المطيري، إلى جانب عدد من المسؤولين القضائيين والنقباء والمحامين.