يستقبل الفنان التشكيلي عبدالقادر مسكار زواره في معرضه الجديد «صدى العيطة»، الذي يفتتح في 26 فبراير 2025 بدار الشريفة بمدينة مراكش ويمتد إلى غاية 4 أبريل 2025.
يشكل هذا المعرض لحظة استثنائية في مسار مسكار الفني، حيث يعيد من خلاله إحياء فن العيطة، ذلك التراث الغنائي المغربي الذي أصبح مهددا بالاندثار.
بأسلوبه الفريد والمبدع، يقدم مسكار لهذا الفن حياة جديدة عبر لوحات ومنحوتات نابضة بالحركة واللون.
في حديثه لجريدة «الاتحاد الاشتراكي»، قال الفنان عبدالقادر مسكار،،إن هذا المعرض يشكل تجربة تشكيلية تستلهم هذا الفن التراثي العريق، باعتباره صوتا نابضا بالذاكرة الشعبية، ومرآة للتحولات الاجتماعية والثقافية في المغرب.
وشدد الفنان عبدالقادر مسكار،على أنه من خلال مجموعة من الأعمال الفنية، يسعى إلى تحويل إيقاعات العيطة الشفوية إلى لغة بصرية تتداخل فيها الألوان والخطوط والإيماءات، لتجسيد عمق هذا الفن وروحه التعبيرية. فالعيطة ليست مجرد أنغام تُؤدى، بل هي صدى لمشاعر وأحداث وأزمنة، تحمل أصوات النساء والرجال الذين عبّروا عن همومهم وأحلامهم عبر الكلمة
المعرض يوضح مسكار أنه يعتمد على تقنيات فنية متنوعة، تجمع بين الرسم والكولاج والتجريد التعبيري، ومنحوتاث في محاولة لإعادة إنتاج العفوية والتلقائية التي تميّز العيطة، ونقلها إلى فضاء التشكيل. إنه حوار بين الصوت والصورة، بين الماضي والحاضر، وبين التراث الشعبي والرؤية التشكيلية المعاصرة، مما يمنح هذا الفن بعدا جديدا يتجاوز السمع ليصبح أثرا بصريا نابضا بالحياة.
ودعا مسكار عشاق الفن والتراث إلى اكتشاف «صدى العيطة» ، حيث يتحول اللحن إلى حركة، والإيقاع إلى ضوء، والنداء إلى أثر بصري خالد في الذاكرة.
«صدى العيطة» وفق بلاغ بالمناسبة ،ليس مجرد معرض فني، بل هو نداء لإحياء تراثنا المغربي،حيث يدمج الفنان العالمي عبدالقادر مسكار في أعماله بين الأصالة والحداثة بأسلوب فني مبتكر، إذ يحول النغمات والألحان إلى خطوط وأشكال تتناغم مع الضوء والظلال، مما يخلق حوارا بصريا فريدا بين الصوت والصورة.
لوحاته ليست مجرد تجسيد للألوان، بل هي قصص تروى عبر إيقاع الحركة، تسمح للجمهور بالشعور بأصوات العيطة وهي تتردد في قلب الزمان والمكان.
ويكشف الفنان التشكيلي العالمي عبدالقادر مسكار لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» أنه يتطلع من خلال هذا المعرض إلى تكريم رواد فن العيطة، هؤلاء الفنانين الشعبيين الذين حملوا مشعل هذا التراث عبر الأجيال. أعماله في «صدى العيطة» تحمل رؤية معاصرة لهذه الموسيقى، حيث يسعى إلى تجديدها بطريقة تبقيها حية في ذاكرة الأجيال الجديدة. من خلال لمسات فنية متميزة، يقدم مسكار رؤية مبتكرة تحترم التراث في آن واحد، مما يجعل المعرض فرصة لاكتشاف كيف يمكن للفن أن يكون جسرا بين الماضي والحاضر.
الفنان عبدالقادر مسكار، الذي مثل المغرب في العديد من المحافل الدولية، يظل باحثا دائما عن الجوهر بحسب النقاد. كما ينفرد بأسلوبه المميز الذي يمزج بين الرسم الحركي والتقنيات المختلطة، مما يضفي على لوحاته طابعا فنيا مميزا يعكس روح الإبداع المغربي المعاصر.
في «صدى العيطة»، نجد أن كل لوحة هي نافذة على عالم الوجدان المغربي، حيث تتناغم الألوان والإيقاعات لتشكل معا لوحة فنية تعكس عراقة الماضي وابتكار الحاضر.
هذا المعرض ليس مجرد فرصة للتعرف على الفن، بل هو أيضا لحظة تأمل في الذاكرة الثقافية التي تحتفظ بها الألوان والتراكيب الفنية.
وكان الفنان التشكيلي المغربي عبدالقادر مسكار قد عرض أعماله الفنية في عدة دول مثل ألمانيا، فرنسا، وإيطاليا، حيث حصل على جوائز مرموقة منها جائزة «تيلور» في باريس.
وفي يوليو 2023، عرض أعماله في رواق «منظار» بالدار البيضاء تحت عنوان «العيطة». ركز المعرض على فن العيطة كتراث مغربي أصيل، حيث استلهم مسكار أعماله من الذاكرة الجماعية للمغاربة وارتباطهم بهذا الفن الشعبي، وجاء اختياره لموضوع «العيطة» بسبب تأثره به منذ طفولته، إذ كان يستمع إلى رواد هذا الفن مثل فاطمة الزحافة والحاجة الحمداوية، الذين تركوا أثرا كبيرا في وجدانه، كما سبق أن صرح بذلك لجريدة الاتحاد الاشتراكي.
وواصل مسكار من خلال معرضه تسليط الضوء على أهمية الحفاظ على هذا التراث الفني، وهو ما يقوم به في معرضه الجديد بمدينة مراكش، من خلال أعماله الفنية وإبداعاته المتجددة التي تسير في ذات الاتجاه وتخدم نفس الفكرة، خاصة في ظل تراجع الاهتمام بفن العيطة في الوقت الحالي.
ودائما في لقاءاته وحواراته، يؤكد الفنان التشكيلي العالمي عبدالقادر مسكار على دور المرأة في فن العيطة، حيث لعبت النساء دورا بارزا في كسر التابوهات وفرض أنفسهن في هذا المجال. لذلك كان الغرض الأساسي من المعرض هو إيصال رسالة إلى المسؤولين لإعادة الاعتبار لفن العيطة ورواده، والتشديد على أن الفن هو تعبير فطري عن الإنسان وأداة قوية للتعبير عن الهوية والتراث.
ويحرص مسكار، كعادته في مسيرته الفنية المتميزة، على تعزيز مكانته كفنان تشكيلي يسعى إلى إحياء التراث المغربي من خلال أعماله الإبداعية. معرض «صدى العيطة» في مراكش يأتي كخطوة جديدة في هذا المسار، حيث يواصل مسكار تقديم رؤيته الفريدة التي تجمع بين الأصالة والحداثة، وتجعل من الفن وسيلة للحفاظ على الهوية الثقافية المغربية.