تواصل الكرة المغربية ترسيخ حضورها القوي في القارة السمراء، بعدما خطف كل من اللاعب عثمان معما واللاعبة ضحى المدني الأضواء خلال حفل جوائز الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “كاف” 2025، الذي احتضنه مسرح محمد السادس في العاصمة الرباط.
فقد توج النجمان بجائزتي أفضل لاعب شاب وأفضل لاعبة شابة على التوالي، ليعكسا بذلك دينامية جديدة في مسار تطور كرة القدم المغربية، رجالا ونساء.
وفازت ضحى المدني، لاعبة نادي الجيش الملكي، بجائزة أفضل لاعبة شابة للعام الثاني على التوالي، غير أن غيابها عن منصة التتويج كان بسبب تواجدها في القاهرة رفقة فريقها، الذي يستعد لخوض نهائي دوري أبطال إفريقيا للسيدات أمام أسيك ميموزا الإيفواري.
وقد وجهت المدني كلمة مصورة عبرت فيها عن سعادتها بهذا الإنجاز المتجدد، مشيرة إلى أن الجائزة ثمرة للعمل الجماعي داخل الفريق، من جهاز تقني وإدارة وزميلات يحرصن جميعا على الارتقاء بالمستوى القاري للنادي.
وفي الجانب الآخر، جاء تتويج عثمان معما بجائزة أفضل لاعب شاب في إفريقيا 2025 ليجسد مسارا استثنائيا للاعب لم يتجاوز العشرين من عمره، لكنه بات اليوم أحد أبرز وجوه كرة القدم الإفريقية الصاعدة. فقد لعب معما دورا محوريا في الإنجاز التاريخي لمنتخب الشباب، الذي أحرز كأس العالم تحت 20 عاما في تشيلي، قبل أن يتوج بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في المونديال.
معما، لاعب وسط ميدان واتفورد الإنجليزي، عبر عن فخره الكبير بعد تسلمه الجائزة، مؤكدا أن هذا الاعتراف الإفريقي لم يكن ليتحقق لولا مساندة زملائه والجهاز التقني، إضافة إلى دعم أسرته ووكيل أعماله.
ويبرز اللاعب بتوازن نادر بين الإبداع والانضباط، إذ يجمع بين اللمسة التقنية الرفيعة والقدرة على قيادة وسط الميدان بذكاء وتكتيك عال.
وقد لفت معما الأنظار خلال مونديال الشباب بأسلوب لعبه الهادئ وقدرته على اختراق دفاعات الخصوم، إضافة إلى حسه القيادي الواضح الذي أكسبه احترام الجماهير وزملائه. كما شكل أداؤه في النهائي أمام الأرجنتين محطة فارقة، حيث قدم مباراة متكاملة جعلت اختياره أفضل لاعب في البطولة أمرا متوقعا.
ومع توالي المباريات، لم يتوقف اللاعب عن تقديم مستويات مبهرة جعلته ركيزة أساسية في تشكيلة منتخب الشباب بقيادة المدرب محمد وهبي، إلى جانب أسماء بارزة مثل ياسير الزابيري. أما على المستوى الإفريقي، فجاء تتويجه الأخير ليضعه ضمن قائمة أبرز المواهب الواعدة في القارة.
وهكذا، يعكس تتويج عثمان معما وضحى المدني في ليلة واحدة حجم العمل الذي يقدمه المغرب على مستوى تطوير المواهب، ويؤكد أن مستقبل كرة القدم الوطنية يسير بثبات في طريق التألق القاري والدولي.