عرض صحي يتعزز على مستوى البنيات لكنه يظل «فقيرا» في علاقة بالموارد البشرية

أسرّة الإنعاش تنتقل من 684 إلى 5260 سريرا والحاجة متواصلة إلى الرفع من أعداد المختصين

 

أكدت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية أن عدد أسرّة الإنعاش في بلادنا قد ارتفع من 684 إلى 5260 سريرا، مبرزة بأن خطوات جد مهمة قد تم قطعها في هذا الباب من أجل الارتقاء بخدمات هذا التخصص الحيوي الذي يعتبر حاسما ومصيريا من أجل حماية الحق في الحياة، وهو ما اتضح بشكل جلي خلال الجائحة الوبائية لفيروس كوفيد 19، حين كانت المصالح وبسبب ضعف حمولتها تمتلئ عن آخرها بشكل سريع، مما كان يجعل الكثير من أسر المصابين يعيشون صعوبات كثيرة بحثا عن سرير لإنقاذ أقربائهم.
وأبرز تقرير لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، أن العدد الإجمالي للأسرّة بشكل عام قد انتقل من 25 إلى 28 ألف سرير، مشيرا إلى أن هذا الارتفاع يندرج في إطار تطور تنزيل ورش إصلاح المنظومة الصحية، حيث تم في هذا الصدد تخصيص ميزانية 800 مليون درهم للمستوى الأول الذي يهمّ الرعاية الصحية الأولية، ومبلغ مليار درهم للمستوى الثاني المتعلق بالمستشفيات العمومية، ثم المستوى الثالث المتعلق بالمستشفيات الجامعية الذي خُصّص له ميزانية تقدر بـ 1.7 مليار درهم.
وأوضح التقرير الذي أعدّته الوزارة، أنه تم إلى غاية متم سنة 2023 تأهيل 1400 مؤسسة للرعاية الصحية الأولية، تتواجد غالبيتها في العالم القروي والمناطق النائية، مبرزا ارتباطا بالخطوات التي تتعلق بتقليص الفوارق المجالية والاجتماعية بالعالم القروي والمناطق الجبلية، أن البرنامج المخصص لهذه الغاية يشمل 2362 عملية، تتوزع ما بين تلك التي تتعلق ببناء المؤسسات الصحية الأولية والمساكن الوظيفية، حيث تم في هذا الإطار إنجاز 369 عملية بينما توجد 187 في طور الإنجاز، إضافة إلى إنجاز 590 عملية تتعلق بتأهيل المؤسسات الصحية مقابل 329 طور الإنجاز، في حين تم إتمام 735 عملية على مستوى اقتناء وحدات التنقل مقابل 152 في طور الإنجاز.
وبيّنت الخطاطات الإحصائية التي نشرتها الوزارة في هذا الصدد، أنه تم الانتهاء من الأشغال على مستوى 481 مركزا صحيا، بالنسبة لمؤسسات الرعاية الصحية الأولية على الصعيد الوطني، بينما يوجد 485 مركزا في طور الإنجاز، و 304 في طور الدراسات. بالمقابل عرفت الفترة ما بين 2022 و 2023 دخول عدد من المؤسسات الصحية حيز الخدمة، ويتعلق الأمر بالمركز الاستشفائي الجامعي بطنجة بـ 797 سريرا، والمركز الاستشفائي الإقليمي مولاي علي الشريف بالراشيدية بـ 160 سريرا، والمستشفى الإقليمي بالحسيمة بـ 250 سريرا، ثم المركز الجهوي للأنكولوجيا بالناظور وسعته 40 سريرا، إلى جانب كل من المركز الطبي للقرب بني مكادة بطنجة والمركز الطبي للقرب علال الفاسي بطنجة والمركز الطبي للقرب بتمارة بسعة 75 سريرا، فمستشفى النهار بمرتيل بـ 34 سريرا، فضلا عن 5 مستشفيات للقرب بطاقة سريرية تبلغ 225 سريرا بكل من المحاميد، شريفة بمراكش، جرف الملحة بسيدي قاسم، أرفود بالراشيدية وعائشة بآسفي.
وإذا كانت الأرقام تكشف تطورا على مستوى البنيات الصحية وعدد الأسرّة فإن إشكالية الموارد البشرية لا تزال ترخي بظلالها باعتبارها العمود الفقري، الذي في وجوده يمكن للمنظومة الصحية الاستمرار وتحقيق نتائج إيجابية، وفي حال تواصل الخصاص فإذ ذلك سيؤثر بالضرورة سلبا على مستويات التكفل، الأمر الذي يتطلب معالجة عقلانية باعتماد حكامة فعلية للرفع من القدرات البشرية للوزارة في صفوف مختلف الفئات.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 11/01/2024