بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، تقدم فرقة المحترف الذهبي للفنون الدرامية العرض المسرحي « عطاي العزارة «، وذلك يوم الأحد 20 أكتوبر 2024 على الساعة السابعة والنصف مساءا، بالمسرح الكبير ابن امسيك الدار البيضاء.
المسرحية من تأليف عبد المجيد سعد الله ودراماتورجيا وإخراج سامي سعد الله سينوغرفيا وتصميم الملابس ياسين الزاوي وتشخيص ثلة من الممثلين المتألقين في الساحة الفنية: جميلة مصلوحي ؛ سارة فارس ؛ مصطفى اهنيني ؛ نور الدين سعدن. مساعد مخرج وموسيقى المسرحية أيوب بنهباش ؛ المحافظة العامة المهدي لدري ؛ الإعلام والتواصل ياسمينة الشريبي ؛ التوثيق سعيد بعيش ؛ إدارة الفرقة والعلاقات العامة إبراهيم إقلل.
ملخص مسرحية « عطاي العزارة « :
مسرحية « عطاي العزارة « حكاية المرأة التي تكشف عن سلوكها المتعارض لأعراف المجتمع التقليدي.
لقد كانت رغبة « بومهراز» كبير الأغنياء في الحفاظ على « اعويشة»، لكن ابنة الخزاف فضلت «رداد» الصوفي اليتيم على «بومهراز» و ما ينضوي تحت سلطته من مال و جاه.
يستمر «بومهراز» في اعمال جبروته و حيله و أكاذيبه و مكائده و يستدرج «عويشة» لقتلها في الساحة الكبيرة دفاعا عن شرف القبيلة لكن تجري الرياح بما تشتهي السفن.
المخرج سامي سعد الله ،كشف أنه
استمد رؤية الكتابة الإخراجية على عنصر الفانتازم، هذا العالم الذي يعود إلى زمن من البراءة واللعب الطفولي، ومحاولة بناء العالم الجديد المحكي على لسان الجدات والحكايات.
وقد حاول تحليل العلاقات المختلفة بين الشخوص وخاصة عقدة أوديب وعقدة إلكترا المتجلية في تصرفات وعلاقة الأم بابنتها عايشة – وعلاقة عايشة برداد.
و اعتمد كتابة تقوم على علم السيميولوجية فجاء العرض المسرحي مملوءا بالإشارات والدلالات مع تحريك الشخوص في الفضاء المسرحي يبني على تحليل نفسي لجميع العوارض التي تعيشها الشخصيات في ذواخل النفس.
و اعتبر المخرج الرواة شخوصا فاعلة مؤثرة ومثأثرة وليس مجرد شخوص حكائية خارج الحدث،مشيرا إلى أن
جميع العناصر السينوغرافية وتعبيرات التشخيص وعناصر المؤثرات الصوتية مستمرة ومستلهمة من الذخيرة الشعبية لمنح العرض المسرحي هوية ثراثية مغربية.
المؤلف عبد المجيد سعد الله ،قال «
جدبتني قصة «عويشة و رداد» لأني شعرت معها اني أعيش في حلم وعالم آخر من الناس والأحداث. أثرت في الحكاية لأن شخصياتها أسطورية وليست شخصيات عقلية وجودية وفكرية.
تمردت شخصيات الحكاية وشرعت في كتابة حواراتها، وتأسيس بناء الحبكة الدرامية».
ويضيف «انزويت كمؤلف جانبا لأني أومن بأن جوهرة الإبداع تمرة شجرة الروح والتي تسقيها الشخصيات الفنية، خاصة أن القصة تقوم على الواقعية السخرية، والخيال، والأسطورة، والسيرة الشعبية، والفانتازيا».
مسرحية «عطاي العزارة» يقر أنها صعبة لأن شخصية «بوشعيب الرداد» تعيش كل يوم في حالة، وتخاطب شخوصا غير مرئية، وبلغات غريبة.
أتعبني «عطاي العزارة» حتى كدت اتناول حبوب «القرقوبي» لأدخل عالمه العجيب.
السينوغراف ياسين الزاوي،يقول
«يستمد النص المسرحي «رداد و عويشة» عناصره الدرامية من الأساطير الشعبية التي توارثتها الأجيال حول حياة الولي الصالح بوشعيب الرداد السارية و لالة عايشة البحرية دفيني مدينة أزمور. حكايات شعبية من صلب منطقة دكالة ألقت بظلالها على الثقافة الشعبية المغربية و أثّرت في المخيال الجمعي للمغاربة».
و بتناول نص «عطاي العزارة» بمقاربة حكواتية قصة الحب التي جمعت بوشعيب و عائشة، بحيث يخضع الثنائي لمحاكمة من المجتمع بسبب علاقتهما الغرامية غير الرسمية. أربعة رواة يتناوبون على سرد و لعب الأحداث ضمن فضاءات مختلفة و متباينة تفرضها القصة.
و بعد مناقشة مع المخرج، ارتأينا يضيف، أننشتغل على فضاء ركحي فارغ نسبيا ، مع إضافة عناصر تأثيثية تتماهى مع أرضية مغطاة بالرمال تحيل إلى شاطئ بحري، يحمل علامات ترمز للعناصر الأربعة للطبيعة (النار، الهواء، الماء، التراب). ليظل العنصر الخامس، الحب، هو من ينتصر في النهاية.
كما تحيل هذه العناصر بدورها للفضاءات الدرامية للحكاية، سواء داخلية منها أو خارجية: الزاوية، الغابة، الحقل، النهر، شاطئ البحر…
كما تعتمد الإحالات الدرامية على استعمال الأكسسوارات أو المجسمات المصغّرة التي تساعد على منح اللعب دلالات محددة، في استعارة مباشرة للعب الأطفال والعالم التخييلي الذي يصاحبه. وهو ما تمّ الاتفاق عليه مع المخرج.