عزيز الحدادي يقترح علينا زيارة مستوصف الفلسفة

عن دار خطوط وظلال، صدر حديثا للدكتور عزيز الحدادي كتاب جديدي بعنوان:
«الفلسفة مستوصف لعلاج العدمية»
نقرأ على غلاف الكتاب:
مهما كانت النصيحة « اعرف نفسك بنفسك» مهمة في الفلسفة منذ سقراط، فإن ظهور مبدأ علاج الروح من خلال «اهتم بنفسك» اعتن بنفسك بوصفه نتيجة لمن يرغب في زيارة مستوصف علاج العدمية التي يكون الجهل أصلها، ولذلك تقود المريض إلى أن يسيء لنفسه، ولا يعتني بها بالقدر الذي يعتني بجسده. فالفيلسوف هو الطبيب الذي ينصح بالاهتمام بالنفس، وعدم الإهمال، فبأي معنى يمكن للفلسفة أن تتحول إلى مستوصف والفيلسوف إلى طبيب؟، وكيف ستكون هذه المهمة بالنسبة لنظام التفاهة؟ ولماذا تمت محاكمة سقراط بتهمة تنبيه وإثارة الآخرين على أن يهتموا بأنفسهم؟
جاء في محاكمة سقراط على لسان القاضي «ألا تشعر بالخجل والعار، إنك لا تعرف ما قمت به من شر، تقول الشباب يجب عليهم أن يهتموا بأنفسهم ولا يهملوها»، وبسخرية وتهكم يقول سقراط بأنه فخور جدا بما قام به، وبالحياة التي عاشها، وحتى اذا ما برئت ساحتي، فإنني لن أتغير، فلن أتوقف عن التفلسف وعن حثكم في كل مناسبة» لأنه لا يتفلسف سوى الحكماء.
لم تكن المحاكمة عادلة، لأن الحوار لا يكون بين الشيء وضده، فالمسافة بينهما لا متناهية، ذلك أن طبيب الروح أراد علاج الأرواح من العدمية بواسطة العناية بالنفس والاهتمام بها وحثها على المعرفة، لأن الروح لا تنمو نمو طبيعيا إلا في نفس مثقفة وعارفة، ورسالة الطبيب تكمن في الإشراف على المستوصف وتقديم الإسعاف والعلاج لمن يرغب في ذلك.


بتاريخ : 23/08/2022