عشرات القتلى في قصف جديد على مخيم جباليا والأمم المتحدة تحذر من جرائم حرب

المساعدات المغربية تعرف طريقها إلى غزة وتوزيع أغذية ومستلزمات طبية

بمستشفى جمعية الهلال الأحمر في القدس

عرف جزء كبير من المساعدات الإنسانية التي أمر جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، بإرسالها إلى السكان الفلسطينيين، طريقه إلى قطاع غزة، بالتنسيق مع الهلال الأحمر المصري.
وشملت المساعدات الإنسانية المغربية 25 طنا من المواد الغذائية والمياه والأدوية ومستلزمات طبية أخرى.
وقد حملت تلك المساعدات في طائرتين عسكريتين مغربيتين، نزلتا يوم الأربعاء الفارط بمطار العريش (شرق جمهورية مصر).
وفي السياق نفسه، تم الخميس الماضي بمستشفى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس توزيع كميات مهمة من المساعدات الغذائية والمستلزمات الطبية.
وأوضحت وكالة بيت مال القدس الشريف، في بلاغ لها، أنها خصصت تلك المساعدات للمؤسسات الاستشفائية والاجتماعية الرئيسية التي تتكفل بحالات الطوارئ الصحية والاجتماعية، الناجمة عن تطورات الأوضاع في قطاع غزة.

جريمة حرب ثانية
على جباليا

إلى ذلك، قتل «العشرات» جراء القصف الإسرائيلي الأربعاء لمخيم جباليا للاجئين في قطاع غزة للمرة الثانية في يومين، بحسب حكومة حركة حماس، فيما نددت الأمم المتحدة بضربات «يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب».
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن «شعوره بالصدمة» إزاء القصف الإسرائيلي لليوم الثاني على التوالي على مخيم جباليا الذي يؤوي 116 ألف لاجئ فلسطيني في شمال قطاع غزة.
وأفاد صحافيون في وكالة فرانس برس عن دمار كبير لحق بالمخيم حيث يعمل البعض على إزالة الأنقاض بحثا عن ناجين.
وأعلنت وزارة الصحة في القطاع سقوط «عشرات القتلى والجرحى»، وهو عدد لم يتم التثبت منه في الوقت الحاضر، فيما أكد مسعفون مقتل «عائلات بكاملها».
واعتبرت المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الانسان مساء الأربعاء أن القصف الإسرائيلي لمخيم جباليا «قد يرقى إلى جرائم حرب» على ضوء «العدد الكبير من الضحايا المدنيين وحجم الدمار».
وأعلن الجيش الإسرائيلي الذي يشن حملة قصف مدمر على قطاع غزة ردا على هجوم غير مسبوق في تاريخ الدولة العبرية نفذته حركة حماس داخل إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، «تصفية» القيادي في حماس محمد عصار الذي عرف عنه بأنه «قائد منظومة الصواريخ المضادة للدروع في الحركة» في ضربة الأربعاء لم يحدد مكانها.
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو «بالانتصار» على حماس، فيما حذر وزير الدفاع يوآف غالانت الأربعاء بأن حماس أمام خيار ما بين «الموت أو الاستسلام من دون شروط».
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيشت إن «الشعب الفلسطيني يستحق السلام والأمن. عوضا عن ذلك، يتم استخدامه دروعا» بشرية. غير أن عبد عيسى مسعود (30 عاما) وهو من سكان المخيم الذي استحالت أبنية عدة فيه ركاما وفق صور لوكالة فرانس برس، قال «تدعي إسرائيل أن هناك مقاومة فيه وأنفاق ووجود مسلح. ضربت مربعا سكنيا كاملا بصغاره وكباره ورضع ونساء… كلهم أصبحوا أشلاء».
وأعلن الجهاز الإعلامي لحكومة حماس ليل الأربعاء الخميس عن قصف إسرائيلي عنيف جديد على منطقة تل الهوى غرب مدينة غزة، مشيرا إلى سقوط عدد غير محدد من الضحايا.

مصر تستعد لاستقبال سبعة آلاف أجنبي

وللمرة الأولى منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر، أجلي 76 جريحا فلسطينيا و335 مواطنا من الأجانب ومزدوجي الجنسية الأربعاء من قطاع غزة إلى مصر عبر رفح، المنفذ البري الوحيد لقطاع غزة غير الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، وفق مسؤول مصري.
وتستعد مصر لاستقبال سبعة آلاف أجنبي ضمن عملية الإجلاء، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية المصرية في بيان أمس الخميس.
وجاء في البيان أن مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والمصريين في الخارج إسماعيل خيرت بحث خلال اجتماع الأربعاء مع دبلوماسيين أجانب «الاستعدادات.. الرامية إلي تسهيل استقبال وإجلاء المواطنين الأجانب من غزة عبر معبر رفح».
وذكر خيرات أن عدد الذين ستستقبلهم بلاده «حوالى 7000 مواطن أجنبي يحملون جنسية أكثر من 60 دولة».
وإلى ذلك أكد مسؤول في الجانب المصري من المعبر أنه من المتوقع «اليوم عبور 400 شخص من حاملي الجوازات الأجنبية، بالإضافة إلى 60 جريحا».
وذكرت معلومات أولية أول أمس الأربعاء أن 76 جريحا فلسطينيا و335 من الأجانب وحاملي الجنسيات المزدوجة خرجوا من غزة عبر رفح. وتبين اليوم أن العدد 76 هو في الواقع 46 جريحا مع ثلاثين شخصا يرافقونهم. في حين بلغ عدد الأجانب وحاملي الجنسيات المزدوجة الذين خرجوا من قطاع غزة بنهاية الأربعاء 361، وفق المسؤول المصري على معبر رفح.
وخلال عملية الإجلاء الأولى التي جرت الأربعاء، تم إخراج الجرحى أولا وبعدهم حاملي جوازات السفر الأجنبية وبينهم أميركيون وإيطاليون وفرنسيون وإستراليون ونمساويون.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة التابعة لحركة حماس أشرف القدرة لفرانس برس إنه تم إرسال قائمة إلى السلطات المصرية تضم أربعة آلاف جريح يحتاجون إلى رعاية غير موجودة في قطاع غزة.
وأضاف «نأمل أن يتمكنوا من المغادرة في الأيام المقبلة لأنهم بحاجة إلى تدخلات جراحية.. يجب أن ننقذ حياتهم».
وأعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن ارتياحه لعملية الإجلاء، مؤكدا أنها تمت بفضل «الدور المحرك» للولايات المتحدة بمساعدة قطر.
غير أن منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية شددت على أن «أكثر من 20 ألف جريح ما زالوا في غزة، مع إمكانية محدودة للحصول على الرعاية الصحية بسبب الحصار والقصف المستمر».
كما حذرت منظمة الصحة العالمية بأنه «لا يجب تحويل الاهتمام عن الاحتياجات الأكبر» لآلاف «المرضى في غزة الذين وضعهم خطر إلى درجة تحول دون إمكانية إجلائهم».
وفي ظل المخاوف من اشتعال المنطقة، يزور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إسرائيل الجمعة في إطار جولة إقليمية جديدة، فيما دعت تركيا وإيران إلى عقد مؤتمر دولي كبير في أسرع وقت ممكن بهدف تجنب توسع الحرب.
وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الأربعاء «لن ينعم الإقليم أو خارجه بالأمن والاستقرار طالما لم تتحقق حقوق شعبنا بالحرية والاستقلال والعودة».
وقتل ما لا يقل عن 1400 شخص في إسرائيل منذ بداية الحرب، غالبيتهم مدنيون قضوا في اليوم الأول لهجوم حماس غير المسبوق منذ قيام إسرائيل عام 1948، وفق السلطات الإسرائيلية.
كما أعلن الجيش مقتل 332 جنديا بعضهم على الحدود مع لبنان في قصف لحزب الله المدعوم من إيران والمتحالف مع حماس.
وفي قطاع غزة، ارتفعت حصيلة القتلى نتيجة القصف الإسرائيلي الى 8796، بينهم 3648 طفلا ، فيما لا يزال أكثر من 2000 شخص في عداد المفقودين تحت الأنقاض، بحسب وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس.
وخلال عملية الإجلاء الأولى التي جرت الأربعاء، تم إخراج الجرحى أولا وبعدهم المزدوجي الجنسية والأجانب وبينهم أميركيون وإيطاليون وفرنسيون وأستراليون ونمساويون.
ويخضع القطاع الفلسطيني منذ التاسع من تشرين «لحصار كامل» من اسرائيل يشمل الحرمان من إمدادات المياه والغذاء والكهرباء، فيما يتخذ الوضع الإنساني أبعادا كارثية بالنسبة للسكان البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة.
وأعلنت وزارة الصحة في حكومة حماس الأربعاء أن 16 مستشفى خرجت عن الخدمة من إجمالي 35 مستشفى في القطاع.
ووجه مدير مستشفى الشفاء، أكبر مستشفيات القطاع، محمد أبو سلمية «نداء أخيرا» محذرا بأن المولد الرئيسي في المستشفى قد يتوقف لنفاد الوقود، ما سيتسبب بوفاة المولودين في الحاضنات والمرضى الموصولين بأجهزة تنفس وفي العناية المركزة وغرف العمليات.
وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) مقتل أكثر من سبعين من معاونيها «مع عائلاتهم في غالب الأحيان» منذ اندلاع الحرب، لكن مديرها فيليب لازاريني أكد لدى دخوله القطاع الأربعاء على هامش عملية الإجلاء، «ستبقى الأونروا مع اللاجئين الفلسطينيين في غزة».
وأفادت السلطات الإسرائيلية أن 61 شاحنة تحمل أدوية ومواد غذائية دخلت قطاع غزة الأربعاء بعد دخول 59 الثلاثاء، غير أن الأمم المتحدة تشدد على ضرورة إيصال مساعدات أكبر إلى القطاع.
وبعد عمليات قصف مركز في المرحلة الأولى من الحرب، تشن إسرائيل منذ 27 تشرين الأول/أكتوبر عمليات برية في شمال القطاع حيث تدور معارك عنيفة مع مقاتلي حماس بين أنقاض الدمار.
ويتواصل القتال في شمال قطاع غزة بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حماس والفصائل الفلسطينية.
كما تدوي صفارات الإنذار بانتظام في إسرائيل محذرة من إطلاق صواريخ.
وأعلن الحوثيون اليمنيون المدعومون من إيران الأربعاء أنهم شنوا هجوما بطائرات مسي رة على إسرائيل.
وأدت الحرب أيضا إلى تفاقم التوترات في الضفة الغربية المحتلة، حيث ق تل أكثر من 125 فلسطينيا منذ بداية الحرب بنيران جنود أو مستوطنين إسرائيليين، وفق السلطة الفلسطينية.
في هذا الصدد، وصفت الولايات المتحدة الأربعاء عنف مستوطنين في الضفة الغربية بأنه «مزعزع للاستقرار بشكل كبير» وحضت إسرائيل على ضبطهم.
وتحتجز حماس ما لا يقل عن 240 شخصا أخذتهم رهائن في هجمات السابع من أكتوبر.
وأعلنت الحركة الأربعاء أن سبعة رهائن بينهم ثلاثة يحملون جوازات سفر أجنبية قتلوا في قصف مخيم جباليا الثلاثاء.
وفي ظل المخاوف من اشتعال المنطقة، يزور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إسرائيل الجمعة في إطار جولة إقليمية جديدة، فيما دعت تركيا وإيران إلى عقد مؤتمر دولي كبير في أسرع وقت ممكن بهدف تجنب توسع الحرب.

سيناتور أمريكي: ضحايا أطفال غزة

من جانبه أكد السيناتور الأمريكي كريس فان هولين، أن عدد الأطفال الذي استشهدوا في غزة خلال ثلاثة أسابيع من الحرب الحالية هو أكثر بست مرات من عدد الضحايا الأطفال في أوكرانيا، كما تحدث عن عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وكان فان هولين يتحدث خلال مناقشة بشأن الدعم العسكري الإضافي لإسرائيل، بحضور وزيري الخارجية أنتوني بلينكن والدفاع لويد أوستين.
وأشار السيناتور إلى الأرقام التي تعتمدها الأمم المتحدة بشأن عدد الضحايا المدنيين في غزة، وكانت حتى قبل يوم من الاجتماع المشار إليه 8300 شخص، «70 في المئة منهم أطفال ونساء، من ضمنهم 3457 طفلا.. هذه أرقام الأمم المتحدة».
وأضاف: «عدد الأطفال الذين قتلوا في غزة خلال ثلاثة أسابيع هو أكثر بستة أضعاف من عدد أطفال أوكرانيا الذين قتلوا خلال فترة الحرب بأكملها هناك. وإذا ما قارنت مستوى وفيات الأطفال الفلسطينيين بعدد السكان في الولايات المتحدة، فهو يعادل 230 ألف طفل أمريكي».
وحسب مديرة اليونيسيف كاثرين راسل، «وفق المعدل الحالي، فإن 420 طفلا يقتلون أو يصابون يوميا في غزة، وهذا ينبغي أن يهزنا من الأعماق».
وتساءل فان هولين عن الضوابط التي ستضعها الإدارة الأمريكية لاستخدام الدعم الأمريكي الإضافي «بما يتوافق مع قوانين الحرب والقانون الأمريكي».
وأشار إلى ضرورة الالتزام بالقانون الدولي، «ليس فقط لاتخاذ كل المعايير الممكنة لتجنب إلحاق الإصابات بالمدنيين والمعاناة الإنسانية؛ باعتبار ذلك مطلبا قانونيا وأخلاقيا، ولكن أيضا لأن هذا يصب في المصلحة الاستراتيجية للولايات المتحدة وإسرائيل».
وأشار إلى أن «بعض الأعضاء في تحالف حكومة نتنياهو تحدثوا بأن كل الفلسطينيين في غزة مسؤولون عن الرعب الذي أصاب إسرائيل.. إسرائيل فرضت حصارات شاملا على سكان غزة، وقطعت الماء والطعام والدواء والكهرباء وشحنات الوقود».
وأضاف: «الحصار ترافق مع حملة قصف عنيف، وفي الأيام الستة الأولى من الحرب أسقطت إسرائيل ستة آلاف قنبلة على قطاع غزة المزدحم بالسكان، وقد توقفت إسرائيل عن الإبلاغ عن عدد القنابل التي يتم إسقاطها ولكن الوتيرة العنيفة مستمرة».
كما أشار إلى ما يتعرض له الفلسطينيون في الضفة الغربية. وقال: «بينما يجري التركيز على الحرب في غزة، تبتعد الأعين عما يحدث في الضفة الغربية».
وقال إن «عنف المستوطنين المتطرفين ضد الفلسطينيين شهد تصاعدا كبيرا، حيث يجري الدفع بالمزيد من الفلسطينيين خارج أرضهم في المناطق ج»، وذلك «بدعم من المتطرفين في حكومة نتنياهو، مثل سموتريتش وبن غفير».
ورأى أن «كل ما يحدث يقوي حماس، ويضعف السلطة الوطنية الضعيفة أصلا، ويفتح جبهة جديدة في هذه الحرب».


الكاتب : وكالات

  

بتاريخ : 03/11/2023