«عطاي العزارة».. عرض مسرحي يجوب مدن المغرب احتفاء باليوم الوطني للمسرح

بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، واحتفاءً باليوم الوطني للمسرح، تواصل فرقة المحترف الذهبي للفنون الدرامية جولتها الوطنية بعرضها المسرحي «عطاي العزارة»، الذي يقدّم في عدد من المسارح والمراكز الثقافية بمختلف جهات المملكة.
وقد افتتحت الفرقة جولتها يوم الأربعاء 14 ماي بالمركب الثقافي الحي المحمدي بالدار البيضاء، على أن تحل يوم السبت 17 ماي ضيفة على دار الثقافة بني ملال، لتختتم الجولة يوم الجمعة 23 ماي بمسرح يعقوب المنصور بالرباط.
المسرحية من تأليف عبد المجيد سعد الله، دراماتورجيا وإخراج سامي سعد الله، سينوغرافيا وتصميم ملابس ياسين الزاوي. ويشارك في التشخيص كل من جميلة مصلوحي، سارة فارس، مصطفى أهنيني، ونور الدين سعدن. كما يشرف على باقي الجوانب الفنية أيوب بنهباش (مساعد مخرج والموسيقى)، المهدي لدري (محافظ عام)، ياسمينة الشريبي (إعلام وتواصل)، سعيد بعيش (توثيق)، وإبراهيم إقلل (إدارة الفرقة والعلاقات العامة).
يحكي العرض قصة عويشة، الفتاة التي تصطدم بأعراف القبيلة حين ترفض الارتباط بـ»بومهراز»، الثري النافذ، وتختار حب «رداد»، الصوفي اليتيم.
في مواجهة حبها، يستخدم بومهراز جبروته ومكره ومؤامراته لاستدراجها وقتلها في الساحة الكبرى بدعوى الدفاع عن شرف القبيلة… لكن الرياح تجري بما لا تشتهي سفنه.
في تصوره الإخراجي، يؤكد سامي سعد الله أن الرؤية بنيت على عنصر الفانتازم، وعالم الحكاية الشعبية كما ترويه الجدات، حيث يتم تحليل الشخصيات من زاوية نفسية عميقة، واستحضار إشارات ودلالات مستوحاة من علم السيميولوجيا.
ويؤكد أن الرواة في هذا العرض ليسوا مجرد ناقلين للحكاية، بل شخصيات مؤثرة داخلها، تتفاعل معها وتنغمس في صراعاتها.
أما المؤثرات السمعية والبصرية، فهي مستلهمة من الذاكرة الشعبية المغربية لتمنح العرض هوية تراثية أصيلة.
من جانبه، يشير المؤلف عبد المجيد سعد الله إلى أن قصة «عويشة ورداد» أسرته منذ الوهلة الأولى، لأنها تنتمي إلى عالم أسطوري بعيد عن المنطق الواقعي، مليء بالتمرد والخيال والفانتازيا.
شخصيات الحكاية، حسب تعبيره، كتبت حواراتها بنفسها، وتحول معها من مؤلف إلى مجرد شاهد يرافق انبثاق العمل من رحم الحلم الشعبي الجماعي.
أما السينوغرافي ياسين الزاوي، فقد اختار مقاربة مستوحاة من أساطير منطقة دكالة، خاصة سيرة الولي الصالح بوشعيب الرداد ولالة عايشة البحرية، دفيني مدينة أزمور. ركز في تصميم الفضاء الركحي على البساطة، مع أرضية رملية تحاكي شاطئ البحر، وإشارات إلى العناصر الأربعة للطبيعة (الهواء، الماء، النار، التراب)، ليكون «الحب» هو العنصر الخامس الذي يتوج النهاية. كما تم استعمال أكسسوارات وألوان مستلهمة من لعب الأطفال لإعادة بناء العالم السحري للحكاية.
«عطاي العزارة» ،هي تجربة حسّية تعيد استنطاق الخيال والأسطورة، وتعيد صياغة الذاكرة الشعبية المغربية فوق الخشبة بلغة الشعر والحلم والمواجهة.


بتاريخ : 17/05/2025