عطية الله صانع الهدف التاريخي

عندما أعلن المدرب وليد الركراكي عن قائمة المنتخب الوطني المشارك في نهائيات كأس العالم 2022، بدا واضحًا تفضيله للاعبين الذين ينشطون في دوريات أوروبا المختلفة، حيث شكلت تلك الفئة 20 لاعبا من أصل 26، بينما اختار ثلاثة من اللاعبين الذين يمثلون أندية خليجية وثلاثة من ناديه المحلي، الذي دربه خلال الموسم الماضي، الوداد.
أحد الثلاثي المحلي الذي كسب ثقة الركراكي كان الظهير الأيسر ذو 27 عاما، يحيى عطية الله الذي لم يحصل على استدعائه الدولي الأول سوى في مارس الماضي، عندما شارك في المباراة التي حسمت تأهل أسود الأطلس إلى قطر 2022 على حساب الكونغو الديمقراطية.
وفي قطر، حصد عطية لله الكثير من الثناء من المتابعين والأنصار، بعد مشاركته بديلاً لنصير مزراوي في نصف الساعة الأخير من مباراة كرواتيا، في افتتاح مباريات المغرب في المجموعة السادسة. ثم قام المدافع بدوره على أكمل وجه حين شارك لمدة 22 دقيقة أمام بلجيكا وشارك لثمان دقائق فقط أمام إسبانيا. لكن لحظة الحلم جاءت أخيرًا في أول ربع نهائي يخوضه منتخب عربي في تاريخ كأس العالم، عندما فشل مزراوي في التعافي من إصابته التي تلقاها أمام منتخب إسبانيا، فأتيحت الفرصة لعطية لله للمشاركة أساسيًا لأول مرة في البطولة.
اللاعب المولود في مدينة آسفي، استغل الفرصة على الوجه الأمثل، حيث انفجرت مدرجات ملعب الثمامة فرحًا إثر عرضيته المثالية، التي قابلها ارتقاء خيالي من المهاجم يوسف النصيري، ليسجل الهدف الذي اتضح أنه كافٍ لصنع التاريخ وجعل المغرب أول منتخب إفريقي يصل إلى نصف نهائي كأس العالم.
عطية لله تحدث إلى موقع الفيفا، بعد الفوز التاريخي قائلاً: «أولا الحمد لله مبروك لنا جميعا كعرب وأفارقة ومغاربة. من اللحظة التي علمت فيها أننا سأشارك أساسيا كان شعورًا لا يوصف».
وأضاف: «نحن عائلة واحدة، وأي لاعب يشارك سيبذل قصارى جهده للقيام بالمهمة، ولازال لدينا المزيد لنقدمه. عندما تشارك في مباراة بهذا الحجم وتقدم تمريرة حاسمة يسجل منها هدف يكتب التاريخ، الأكيد أنها لحظة تاريخية بالنسبة لي. الحمد لله أنه وفقني ولازال لدي الكثير لأقدمه.»
ولم ينس المدافع الإشادة بمدربه، الذي سبق وأن قاده إلى الفوز بدوري أبطال إفريقيا بألوان الوداد، خاتمًا حديثه بالقول: «صراحة المدرب وليد الركراكي له دور كبير في هذه النتائج الإيجابية. علي أن أشكره كثيرًا على الثقة التي وضعها في وفي زملائي اللاعبين دائما، وأنا سعيد أن هذه الثقة لم تذهب هباء، ولدينا المزيد.»


بتاريخ : 13/12/2022