على خلفية وفاة تلميذين في ظرف شهر .. تلقيح 700 شخص ، ضمنهم 300 تلميذ، بجماعة اولاد احسين

 

قامت المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة بإقليم الجديدة طيلة يوم الأربعاء 18 دجنبر الجاري، بحملة تلقيح واسعة على مستوى الجماعة الترابية أولاد احسين، وتحديدا على مستوى دوار الدرابلة حيث «البؤرة» التي شهدت تسجيل وفاة تلميذين في ظرف شهر وجعلت الشكوك تحوم حول داء التهاب السحايا «المينانجيت» وعدواه الخطيرة.
فقد توفيت يوم السبت 16 نونبر المنصرم طفلة كانت تتابع دراستها قيد حياتها في المستوى الأول بفرعية لعبارة التابعة لمجموعة مدارس المعاشات بذات الجماعة ، والثاني ابن عمها ذو الثماني سنوات يوم 14 دجنبر الجاري، والذي كان هو الآخر يدرس بنفس المؤسسة التعليمية، والذي تم نقل جثته إلى المستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء قصد إخضاعها للتشريح الطبي والتأكد من الأسباب الحقيقة وراء الوفاة .
وإذا كان حادث الوفاة الأولى وإصابة شقيقة المتوفاة بأعراض نقلت على إثرها إلى قسم العناية المركزة بذات المستشفى الإقليمية، قد استنفر وحدة المراقبة الوبائية التابعة لمندوبية الصحة بإقليم الجديدة في حينه، والتي باشرت التدابير الوقائية اللازمة في صفوف تلاميذ ذات المستوى التعليمي بالمؤسسة التي تدرسان بها، فإن حادث الوفاة الثانية بقضاء ابن عمها نحبه وإخضاع جثته للتشريح رفع من منسوب حالة الاستنفار وجعل المندوبية الإقليمية تقوم بحملة تلقيح موسعة شملت جميع تلاميذ المؤسسة التعليمية وأسرهم بالدواوير المجاورة، حيث تم تلقيح 700 فرد بمن فيهم حوالي 300 من التلاميذ المتمدرسين بذات المجموعة المدرسية بحضور رئيس الدائرة الترابية وقائد قيادة أولاد احسين ونائب رئيس الجماعة الترابية وأفراد من الدرك الملكي والقوات المساعدة ..
كما أن هذين الحادثين يرخيان بظلالهما على واقع الاحتياطات المتخذة أو الواجب اتخاذها خصوصا من لدن الإدارة التربوية بإقليم الجديدة في ما يتعلق بمراقبة وتتبع الوضع الصحي للتلاميذ الذي أفرد له منذ زمن دفتر صحي خاص، وما يتعين اتخاذه من إجراءات احترازية من قبيل العزل المدرسي في حالة الإصابة بمرض معد وتأطير أطر التدريس والإدارة التربوية في ما يخص الرصد الأولي لحالات الإصابة والالتزام بالمدة الزمنية المحددة في جدول يتعين تواجده بكل مؤسسة تعليمية يحدد أنواع الأمراض والأوبئة ومدة عزل التلميذ المصاب مع إخطار الجهات الصحية المعنية التي يتعين عليها التدخل العاجل على مستوى المؤسسة التعليمية ومحيطها الشامل لأسر التلاميذ وأقربائهم بهدف الحماية الصحية انطلاقا من الوسط المدرسي حيث تكون عملية انتقال أية عدوى – لا قدر لله – سهلة جدا بفعل الاختلاط المباشر بين حاملي فيروسات الداء وبقية التلاميذ ، إذ يبدو أن أمر العزل الطبي المدرسي غير معمول به لا سيما في ما يتعلق بمجموعة من الأمراض والأوبئة مثل السعال الديكي وداء القرع والحصبة وتقيحات الجلد والتهاب السحايا والسل و…..؟


الكاتب :  عبد الكريم جبراوي

  

بتاريخ : 24/12/2019