أكد تيرنو هادي عمر ثيام عضو المجلس الاسلامي الأعلى في مالي أن تكوين أئمة مالي في المغرب بدأ يعطي ثماره .
وأوضح السيد ثيام في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، على هامش مشاركته في الدروس الحسنية الرمضانية ، أن المغرب يتوفر “على خبرة جيدة وإرث روحي لا مثيل لهما “،مبرزا أن “300 امام مالي من بينهم الذين تلقوا تكوينا في المغرب وعادوا الى بلدهم ، يقومون بعمل جيد في المساجد ولاسيما على صعيد الوعظ وتربية النشء”.
وأبرز السيد ثيام أن “الاسلام في مالي نسخة من الاسلام في المغرب” ، مشيرا الى العلاقات الثقافية والدينية التي تربط البلدين ولاسيما المذهب المالكي الذي يمتد من المغرب الى غاية السنغال وأيضا الطريقة القادرية والتيجانية اللتان تستمدان جذورهما من المملكة.
وقال السيد ثيام الذي يشغل أيضا منصب رئيس المجلس الفيدرالي الوطني لأتباع الطريقة التيجانية وممثلا للديانات في اللجنة الوطنية لحقوق الانسان في مالي أنه” باعتبارنا أتباع الطريقة التيجانية تربطنا وشائج روحية عميقة بالمغرب” .
وبخصوص الوضع في بلاده، أعرب السيد ثيام عن أسفه لكون مالي انقسمت في بداية 2012 الى شطرين من طرف متشددين والذين سعوا إلى “تطبيق الشريعة الاسلامية عبر العنف”، معتبرا أن “هذه المجموعات ليس لها في الواقع دين ولا عقيدة”.
وأوضح أن الاسلام “دين الوسطية ورسالة سماوية أتت لإسعاد الناس ، ومخطئ من حولها الى عنف وارهاب”، داعيا المسلمين إلى مواجهة صعود التطرف من خلال “تعبئة الشعوب وتكوين الأئمة على أساس سليم وبسيط وواضح”.
وأضاف أنه “لبناء بلد ما ينبغي الانطلاق من التعليم والتربية والتكوين”، مبرزا أن الائمة الماليين الذين تلقوا تكوينا في معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات ينخرطون في معركة نفسها طويل من أجل تحسين الوضع في مالي.
وبهذه المناسبة ذكر عضو المجلس الاسلامي الأعلى في مالي أن الحجر الأساس للعلاقات المغربية المالية، ومن ثم المغربية الافريقية ، وضعته الدبلوماسية الدينية، مبرزا أن العلاقات المتينة التي تربط المغرب ومالي تجد جذورها في “المذهب المالكي والصوفية والاسلام السمح”.
وسجل السيد ثيام أن عودة المغرب الى الاتحاد الافريقي وطلب انخراطه في المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا تشكل “فرصة للقارة”، مبرزا أهمية دور التعاون بين المملكة ومالي ولاسيما في مجال تطهير السائل والنقل الجوي الذي تؤمنه الخطوط الملكية المغربية “والذي بدونه ستكون مالي بلدا معزولا”.
يشار الى أنه تم تكوين 500 إمام في المغرب بمقتضى اتفاق تعاون موقع بين المغرب ومالي في 2013 خلال زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس لهذا البلد، وتابع هؤلاء الطلبة على مدى سنتين تكوينا للأئمة المرشدين والمرشدات يرتكز على الخصوص على دروس العلوم القرآنية وسيرة الرسول (ص) والاعلاميات والتواصل.
وتبرز هذه المبادرة التي تندرج في اطار مساهمة المملكة في اعادة بناء مالي في قطاع استراتيجي لمواجهة تهديدات التطرف، عمق الروابط الثقافية والروحية التي تجمع البلدين.